هذا ما يفعله سوء التخطيط وسوء التوقيت وقصر النظر، , أزمة ممتدة وغير مسبوقة على الطرق كافة.
من منا لم يكتو أمس بنار أزمة السير، هي أزمة ممتدة في وقتها وشاملة فلم تستثني أيا من الطرق الفرعية قبل الرئيسية، وهي شاملة كذلك لأنها لم تستثن أحدا، مالك سيارة أو سائر على الطريق ينتظر واسطة ركوب.
من منا بلغ مقصده أمس في أقل من ساعة، بإمكاني أن أجيب عن هذا السؤال بالنيابة عن كل قاطني العاصمة عمان، لا أحد !.
ما هي المشكلة.. هذا السؤال إرتسم على وجوه الجميع أمس ولا أحد يعرف، فلا حوادث سير ولا جليد ولا ثلوج ولا أمطار، لكن أرتال السيارات لا تتوقف، تهدر وتتابع مثل سيل لا يتوقف حتى يبدأ، فما الذي حدث ؟.
لاأعتقد أن لدى الجهات المعنية أية أجابات تفسر ما حدث أمس، هو يوم صعب على الجميع بلا شك، والكيس من لزم بيته أو عمله أو بقي بعيدا عن الطرق.
هل المشكلة في الطرق التي صممت ولم تأخذ بالحسبان أن عمان لن تكون كما هي قبل عشرين عاما أو حتى قبل عشر سنوات ؟, هل المشكلة في سوء توقيت دوام الوزارات والمؤسسات والشركات ؟. هل المشكلة في كثرة عدد السيارات ؟ لكني أعرف مشكلة واحدة يمكنني أن أدلكم عليها، لا وسائط نقل أمينة وملائمة في عمان، تقنع الناس بأن يتخلوا عن سياراتهم ليستخدموها، فكل مشاريع النقل لإيجاد الحلول تعطلت، والأسباب عديدة.
لكن هذه مناسبة للحديث عن الوجه الأخر للأزمة، وهي غياب حسن السلوك على الطرق، ففي البلدان التي تحترم فيها قواعد السير، يستخدم السائق عينيه وربما أذنيه من مجموعة حواسه بينما في البلدان النامية والأردن منها لا يستثنى السائق أيا من حواسه تماما كما لوكان يخوض معركة شرسة.
هذه حقيقة يمكن ملاحظتها برصد سلوكيات السير على الطرق، حيث الفوضى تحل محل النظام، والسبب ضعف احترام قواعد السير.
الاحصائيات في هذا المجال مرعبة، وان كانت تراجعت بعد الاهتمام الحكومي الحثيث، فالسبب هو الخوف من العقوبات وليس زيادة الوعي، والدليل أن أنظمة السير ما تزال تنتهك، ومنها خصوصا عدم الالتزام بالمسارب وتجاهل اشارات التوقف الاجباري، ويزداد اختراق هاتين القاعدتين من قبل حافلات النقل العام وسيارات التكسي التي تتوقف بلا انذار وتنتقل من مسرب الى آخر بلا ادراك للمخاطر خصوصا في مناطق الجسور.
عدا عن انتهاك قواعد وهي الأساس أضافت دراسات أسبابا أخرى للحوادث منها عدم وضوح المسارب وقلة صيانة الطرق: الحفر والمطبات-المناهل غير المغلقة وفقدان مقاومة الانزلاق على سطح الطريق وعدم توفر مسافة رؤية آمنة وأخطاء في أسطح الطرق وأخرى في تصميم وتنفيذ الطرق.
لا ندعي أن الحوادث في البلدان المتقدمة لا تقع، لكن لوقوعها أسباب مختلفة تماما عن الأسباب التي تقف ورائها عندنا، وهي عدم احترام قواعد السير، فالثقافة المرورية في الأردن والبلدان النامية يجري التعامل معها كمتطلب هامشي بينما في البلدان المتقدمة تعد سلوكا متأصلا والسبب أن التوعية المرورية في الأولى هي كمحو الأمية في الكبر بينما في الثانية فهي على طريقة التعلم في الصغر كالنقش في الحجر.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو