الخميس 2024-12-12 12:45 ص
 

كتاب ‘قراءة رموز المايا’: بحث في مفهوم الزمن بين الحضارة المصرية القديمة وحضارة المايا

12:28 م

الوكيل - نظم مركز دراسات الكتاب بالتعاون مع سفارة المكسيك بالقاهرة، احتفالية بمناسبة إصدار النسخة العربية من كتاب ‘قراءة رموز المايا’.اضافة اعلان

وقد شارك في الندوة سفيرة المكسيك بالقاهرة فضلا عن إلقاء الباحث أحمد منصور؛ نائب مدير مركز الخطوط، محاضرة عن الكتابة والكّتبة بين الحضارة المصرية القديمة وحضارة المايا، كما قامت الباحثة عزة عزت؛ رئيس وحدة البحوث والنشر، باستعراض كتاب قراءة رموز المايا.
ويعد هذا الكتاب الذي يقع في 177 صفحة استكمالاً لسلسلة الإصدارات المترجمة في مجال النقوش والخطوط عبر العصور التي يتولى زمامها المركز باعتباره مركزا بحثيا غير نمطي يُعنى بدراسة الخطوط والكتابات القديمة منها والمستحدثة.
وقد اهتم مركز الخطوط بترجمة ونشر هذا الكتاب بنسخته العربية، واعتمد في ترجمته وتحريره على مجموعة من الأساتذة المتخصصين في مجال الترجمة وهم الدكتور إسحاق عبيد، والدكتورة ميرفت فشل، والدكتور مصطفى رياض.
وشارك في الترجمة أيضاً كل من أحمد منصور، وعزة عزت، وياسمين عبده، ورضوى زكي؛ الذين استطاعوا نقل فكرة هذا الكتاب إلى العربية بشكل معمق من خلال سهولة العرض بالرغم من دقة الموضوع وتخصصه.
وقام محمد يسري؛ مصمم الجرافيك بمركز الخطوط، بتصميم النسخة العربية من كتاب ‘قراءة رموز المايا’، وقام بمراجعة الترجمة العربية لهذا الكتاب الدكتور محمد عبد الغني والذي أعطى عناية فائقة في ضبطها ومقارنتها مع النسخة الإنجليزية، حتى خرج الكتاب بهذا الشكل، وهذه الصورة السلسة المبسطة الخالية من أي تعقيدات.
ويحتوي هذا الكتاب على مقدمة، واثني عشر فصلاً، بالإضافة إلى رسوم وتصاوير كأمثلة توضيحية، بالإضافة إلى معجم كامل عن المايا.
ويتحدث الفصل الأول عن الخلفية الثقافية لكتابة المايا، ويعطي فيه نظرة شاملة على حضارة المايا وكيف ازدهرت واندثرت في الأراضي المدارية المنخفضة جنوب شرق المكسيك وأمريكا الوسطى المجاورة. ويذكر هنا فضل فك شفرة (كتابة المايا) والتي أمدتنا بصورة دقيقة إلى حد كبير عن المجتمع والنظام السياسي للمايا في فترتها الكلاسيكية.
ويتناول الفصل الثاني طبيعة كتابة المايا، من حيث المبادئ الاولية المستخدمة في كتاباتها، وبعض المفاهيم الخاصة بنقل رموز المايا إلى صورة كتابية، يتخلل هذا شرح عن الرموز المقطعية، والرموز المقطعيَّة الصرفيَّة، والرموز الدلاليَّة مع المكملات الصوتيَّة، وينتهي هذا الفصل بعرض مجموعة من قواعد النحو والتي تتمثل في الأسماء والأنواع والضمائر والصفات والأفعال الخاصة بكتابة المايا.
يستكمل الفصل الثالث الحديث عن هذه الكتابة الشيقة، وفيه يتحدث عن الزمن والتقويم. فالماياويون القدماء حصَّلوا معرفة عميقة بعلم الفلك من خلال مراقبة السماوات بالعين المجردة، ورصدوا حركة الكواكب والشمس والقمر. ويعرض هذا الفصل الأرقام عند المايا، ودورة التقويم لديهم، وتقويم الأيام الـ260، ورموز أشهر المايا.
أما الفصل الرابع فهو ينتقل إلى فكرة عرض حياة الملوك والطقوس الملكية، من خلال تاريخ ميلاد الحكام والآلهة التي انحدر من صلبها الملوك، ثم لحظة اعتلاء الملوك للعرش والتي كانت تعد الحدث الأهم التالي في حياة الشخصية الملكية، ثم فكرة كيفية موت ودفن ملوك المايا وملكاتهم وعرض للطقوس التي كانت يغلب عليها الأبهة والعظمة. أما الفصل الخامس فيتحدث عن الأماكن وأنظمة الحكم وفيه شرح كامل عن الرموز التصويرية لأسماء الأشخاص أو أسماء الشخصيات الملكية وكذلك الرموز الخاصة لبعض المدن الكبرى.
ويتناول الفصل السادس أسماء الأسر الملكية وألقابها، ويبدأ بشرح وافٍ عن الألقاب والأشكال الرمزية لها، بالإضافة إلى ذكر القائمة الأساسية بأهم الحكام الذين حكموا مدن المايا الكلاسيكية. وينتقل المؤلف إلى الفصل السابع وهو يركز على العلاقات والعبارات الدالة على صلة القرابة. ويشمل ذلك الزوج والزوجة والأبناء وكذلك الأشقاء.
ويستكمل المؤلف في الفصل الثامن حديثه عن كتابة المايا من خلال الحروب، ويعرض فيه الرموز التصويرية للحرب وكيفية اتخاذ الأسرى. أما عن الكتبة والفنون والنصوص الخزفية، فلم يغفل المؤلف ذكرهم وهذا ما ذُكر في الفصل التاسع والعاشر، فاهتم المؤلف هنا بمستخدمي أقلام الفرشاة، والنحاتون أو النقاشون للرموز التصويرية والمناظر على الآثار الحجرية، سواء كانت على الأعتاب أو اللوحات أو المزهريات الخزفية، فضلاً عن ذكر مجموعة من الألقاب الخاصة بالكتبة والفنانين.
ولقد اهتم المؤلف أيضاً بذكر هذه الحضارة كعالم يرمز له بأنه خارق للطبيعة. وهذا الفصل الحادي عشر، يحدثنا عن فكرة الربوبية والأرباب والآلهة الكبرى من خلال عرض موجز بأهم أسمائهم والتي عثر عليها في النقوش الكلاسيكية وفي بعض المخطوطات. ويذكر أيضاً ماهية الأرباب المزدوجون وأرباب الثالوث وآلهة الموت والأرواح القرينة والتي ظهرت على رسومات الأواني الخزفية في المنخفضات الجنوبية للبلاد.
وينتهي المؤلف في هذا الكتاب بالفصل الأخير والذي يتناول فكرة عوالم الجماد والأحياء من خلال إحساس أهل المايا بالعالم المادي وعامل الزمن، وفكرة الاتجاهات لدى أهل المايا والتي ارتبطت لديهم بمواسم الانقلاب الشمسي ونقاطه الأربعة (الشمال، والغرب، والجنوب، والشرق). ثم ينتقل المؤلف إلى عرض شامل عن رموز السماء والأرض في هذه الحضارة، ورسوم وتصاوير الحيوانات وبنو البشر كمثال عن عالم الأحياء، والأدوات الحجرية والأزياء وأدوات الزينة وأواني الفخار كمثال عن عالم الجماد.
وتحتوي أغلب الفصول السابقة على مجموعة من التدريبات والتي تساعد القارئ على كيفية فهم هذه النقوش وتحوله إلى دارس متمكن من هذه الكتابة ووضعت الإجابات الخاصة بهذه التدريبات في نهاية هذا الكتاب.
ويزخر هذا الكتاب بمجموعة من الأمثلة التوضيحية من خلال رسوم مصورة التقطها مارك فان ستون بعناية فائقة، وأخيراً معجم المايا والذي يحتوي على الرموز الدلالية والرموز المقطعية للمايا.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة