النواب مصرّون على استنزاف رصيدهم الشعبي بسرعة البرق
كرنفال صاخب ومشاهد مؤلمة وخطيرة وغير مسبوقة وقعت في جلسة طلب الحكومة لثقة مجلس النواب، فوضى تجاوزت كل حدود المنطق، فلتان لا يمكن ان يحدث في مدرسة ابتدائية غاب مديرها، انصار مرشح فائز يقتحمون المبنى ويطوفون بالممرات ابتهاجا، نائب يسحب ميكرفون التلفزيون الاردني ليمنع بث بيان طلب الثقة واخر يسحب الميكرفون لتعطيل الرئيس، وزميلهما يجلس على منصة الرئاسة معلنا نفسه رئيسا منتخبا، كتلة نيابية تجلس في الشرفات وتهتف ضد الحكومة.
النواب مصرون على استنزاف رصيدهم الشعبي بسرعة البرق، وبعضهم يدفع بسمعة المجلس النيابي الى الحضيض من خلال الاصرار على تكرار المشاهد المزعجه، فالجمهور لم ينس بعد اصوات المشاجرات والشتائم ومنظر المسدسات على الخصور، انها تصرفات باتت معروفة ومتوقعة، فمن يوقف هذا الانجراف نحو الفوضى؟
انها حالة ادهشت الاغلبية النيابية والحكومة وممثلي وسائل الاعلام الذين وقفوا مشدوهين امام حالة العداء المكتنزة لدى بعض النواب ضد الانضباط والنظام العام، من اين جاءت هذه الفوضى؟ من يملك حق تعطيل عمل مجلس النواب؟ لماذا يفعل بعض النواب ذلك؟ هل هم غاضبون على الحكومة ام كارهون لها؟ هل افعالهم تلك تصب في صميم مهامهم الرقابية؟ هل تصرفاتهم تعجب ناخبيهم؟
ما جرى تحت القبة محزن ومسيء لصورة العمل السياسي برمته، فاذا كانت الحكومات تمارس القمع فقد بات النواب منافسين لها، واذا كانت الحكومات تمارس الاقصاء فان النواب سبقوها، فما ذنب المواطن الذي يريد ان يرى ممثليه يقفون ندا للحكومة وليسوا مناكفين لها؟
كل ما يريده الناخب ان يرى من اقترع له يصحح المسار ويمنع الحكومة من اتخاذ قرارات ظالمة ومجحفة بحق الاغلبية الشعبية، الاردنيون يكرهون توزير النواب لانهم يعرفون ان النيابة مهمة وليست مهنة، يكلف فيها بعض الاشخاص من اجل الدفاع عن حقوق الناس، الناخبون يفرقون بين النائب والوزير، فالاول مراقب ومشرع والاخر منفذ، واذا التقى الاثنان على مصلحة فان الخاسر الاكبر هو الناس.
نعرف ان النواب غاضبون على الحكومة، غير مرتاحين للمشاورات التي اجراها الرئيس معهم، غير مفتونين بشخوصها، فهم يريدون ان يحتكروا الادوار جميعها، وهذه لعبة خطرة اغلقتها المشاورات النيابية لكن الرئيس استدرجهم اليها منذ لحظته الاولى استدراج الضوء للفراش، فهل يلاقون مصير الفراشات؟
واذا كان النواب غاضبون ومعبأون من ناخبيهم فان غضبهم يجب ان يترجم الى اصوات اثناء الاقتراع على الثقة بالحكومة وان لا يكرروا مشاهد سبقهم اليها زملاؤهم.. خطابات غاضبة وشتائم واتهامات وانتقادات لا تمنع الحكومة من نيل الثقة المريحة ، فليس المطلوب من النواب ان يحجبوا او يمنحوا الثقة بل المطلوب ان يمارسوا قناعاتهم ويقترعوا بموجبها.
فاذا كانت الحكومة تستحق الثقة فعلى النواب ان يقنعوا ناخبيهم بذلك واذا كانت لا تستحقها فليفسروا لنا مواقفهم، اما ان نذهب الى ماراثون خطابي ينفصل فيه القول عن الفعل فانه سيكون إساءة جديدة لمجلس النواب الذي لا نتمنى له الا كل الخير، والبلد ليست بحاجة الى استعراضات امام العدسات والشاشات، بل تحتاج الى عمل حقيقي يعيد الامل للناس باننا نسير على الطريق الصحيح نحو العمل المؤسسي وترسيخ قيم الديمقراطية والمسألة والشفافية واحترام حقوق الانسان.
[email protected]
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو