الأربعاء 2024-12-11 06:33 م
 

كَسْفة الاحتضان

06:59 ص

ما زال لليوم هذا المشهد يتكرر ..سواء في الأفلام والمسلسلات العربية أو الهندية ..! أحمد يركض من بعيد .. و سعاد تركض من بعيد أيضاً ... زمان مش شايفين بعض أو متلهفين على بعض أو طالعين من بين إيدين العصابة ...المهم لازم يركضان باتجاه بعضهما و تحشيد المشاعر على آخره ..و المشاهد ( أنا و أنت و أنتم و أنتن ) يتنطنط قلبه بين أحمد و سعاد ...و يريد أن يصل أحمد لسعاد أو سعاد لأحمد ..يريدهما أن يحضنا بعضهما بعمق و برادة ..! ينادي أحمد : سعااااااااااااااااااد ...ويركض ويركض .....! تنادي سعاد : أحماااااااااااااااااااااااد و تركض وتركض وتركض ..! وقلب المشاهد ما زال يتنطنط و الأنفاس تعلو و بعض النفوس الضعيفة تصرف الدموع تحت حساب بقيّة المشهد ..! في بعض الأقطار : يتم حذف الثواني الأخيرة لأنه عيب ..و بعض الأقطار : تعيد الثواني الأخيرة للاحتضان و أحمد يرفع سعاد لفوق و يلفّ فيها ؛ لأنه تحرر ..! و في بعض الأقطار بعد الركض المتزايد من أحمد وسعاد و تظنّ بأنهما سيأكلان بعضهما لهفة وشوقاً ؛تمنع هذه الاقطار ذلك و يقف أحمد و سعاد قبالة بعضهما : ازّيّك ؟ ازّيك إنت ..؟ وبس خلاص ..! قد يكون كل شي مبرر في طريقة التفكير بين التخلّف و العيب و التحرّر ...و لكن أن يركض المواطن العربي كل يوم باتجاه الوطن و الوطن يركض باتجاهه و بأخر الركض يقوم الوطن باحتضان شخص آخر ويترك المواطن يعاني اللهاث و كسفة اللهفة و الشوق ..فلعمري هذا لم يحدث حتى في الأفلام الهندية ..لكنه يحدث كل يوم في الوطن العربي ..! أنا أركض باتجاهها وهي تحضن غيري ...ها ها ها ها ...فعلاً شر البليّة ما يجلط

اضافة اعلان

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة