الخامس من تشرين الأول لعام 2012 ، جمعة أخرى في تقويم الجمع الإخوانية ، أطلقوا عليه اسما مستعارا ليشهق المواطن شهقتين أو ثلاث ، حتى لو مرّ من على هذا الاسم مهرّولا فأطلقوا عليها : 'جُمعة إنقاذ الوطن' والتي كانت في حقيقة الأمر 'جُمعة إنقاذ الإخوان' من حالة الاحتضار السياسي الذي يعيشوه موتا ، تلك ألقماشه البيضاء والتي تبلغ من العمر بضعة أمتار ونيّف ، كانت تواري خلفها وشوشات الخائفين في أروقة حزب جبهة العمل الإسلامي ، فقد تلفظ ساعة التغيير قبلتها الأخيرة قبل أن يتمكن 'الإخوانيون' من إعادة إنتاج أنفسهم من جديد على شكالة أخرى ، تجعل منهم وجبة صحية يتقبلها المواطن الأردني على مائدته السياسية والاقتصادية ، دون الخوف من عدم صلاحيتها .
'جمعة إنقاذ الإخوان' كانت أخر باب للتوبة لهؤلاء الجماعة ، وكأنها تفاحة الحياة الأخيرة في سلة كثر المستديرون حولها ، والتي كانت في ذات السياق تفاحة النفي التي تسبّبت بإقصائهم خارج السباق الشعبي المهروّل نحو شريط التغيير ، فأيام طوال مرّت قبل جُمعتهم المفقودة ، عملوا خلالها على تجييش وتحشيد وتحميس الشارع الأردني ، والذي فرشوه بالكثير من 'مِلح الرجال' حتى خيّل للمُمعنين بانحناءات المشهد بأن 'الإخوانيين' سيتحصلون على إرادة شعبية ، تجيز لهم استملاك الشارع والذي لا ممر للسلطة إلا من خلاله ، إلا أن الغريب، والذي ليس كثيرا بغريب ، أنهم قد خسروا الشارع أكثر من ذي قبل ، والذي كان صندوق اقتراع حول مدى قابليتهم للهضم في عقلية المواطن الأردني ، وعمق الرؤية التي كشفت أن 'الرجل الإخواني' ليس فارس الأحلام الذي يطمح إليه الوطن ، فإن المئوية التي روّجوا له بـِنـْهَم ، كانت بضع الآلف ليس إلاّ ، والمسيرة التي تراءى لهم أنه سيصل صهيلها إلى سمع حراس السماء ، كانت مهرجانا خطابيا ليس إلاّ ، لا بل وغاب عنه الإخوان وحضر أطفالهم ، وإخوان الإخوان من بعض الحركات ، مهرجان خطابي لم يرتقي لمستوى وعي المواطن ، ولم يصل لمنسوب الشارع الذي فاض بالمطالب ، فقد كان حفلا استعراضيا في فن الخطابة ومهارة الإلقاء فلم يُطلوا علينا - على الرغم من جمعة الإنقاذ – بلمحة أو لفتة من برنامج أو خطة سياسية أو اقتصادية ، تزجّنا زجّا لنترك الرصيف ونفترش الشارع معهم . 'جمعة إنقاذ الإخوان' أسقطت ورقة التوت عنهم ، تماما كما أسقطت قبعاتهم الصفراء في خريف لا لون له ولا طعم ولا رائحة ، في ظل ربيع شعبي أثبت أن النظام الهاشمي في الأردن باق ٍ دام أن الشعب باق ٍ ، وأن عمره أطول بكثير من عمر الإخوانيين .
حمزة عيسى الفقهاء
[email protected]
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو