الخميس 2024-12-12 12:34 ص
 

كلام للإسلاميين وللحكومات أيضاً

07:08 م

الأطراف السياسية في الأردن،عليها أن تتبنه إلى فخ التداعيات الإقليمية،خصوصاً، مايجري في مصر،لانها تداعيات خطيرة جداً.اضافة اعلان


الحكومات من جهتها عليها ألا تتصرف بمنطق ثأري تجاه الاخوان المسلمين في الاردن، بأعتبار أن اهم رمزية سياسية لهم في القاهرة سقطت تحت وطأة انقلاب عسكري،والمنطق الثأري سيؤشرعلى السطحية،لان المشهد في مصر لم يتم حسمه نهائياً.

الحكمة تفرض ان نعزل انفسنا عن تداعيات الملف المصري،فلا نتسبب بأي ارتدادات هنا،على صعيد تصفية الحسابات او الشماتة السياسية، او اتخاذ اي اجراءات قد ُيفهم منها ان هناك عملية تصفية للحسابات المؤجلة مع الاسلاميين في الاردن.

البصيرة تفرض ايضاً على الحكومات اعادة الاسلاميين الى الحاضنة السياسية،وعدم تركهم اسرى لشعورهم بالضعف،او السقوط،او حتى دفعهم لاثبات الوجود عبر اي تصعيد مدروس او انتحاري في عمان.

على الاسلاميين ايضاً واجب مهم، اثبات كونهم جماعة سياسية محلية اولا،وعدم استثمار المشهد في مصر،لتعظيم المظلومية هنا،رغبة بزيادة عدد الانصار -وتكييش المؤيدين- والابتعاد كلياً عن اي ممارسة انتحارية، تقول ان الاسلاميين قرروا شبك الجبهات في المنطقة،ببعضها البعض،عبر التصعيد في الاردن.

«الاخوان المسلمين» حركة سياسية،واي نقد يوجه لها،يأتي على سبيل نقد الاداء السياسي،وليس نقد الاسلام ذاته،والفرق كبير بين الحالتين،ومن جهة اخرى فإن تدقيق الاسلاميين في المشهد الاقليمي يفرض عدم التصعيد،واعادة قراءة الجدوى من الارتباط بمشهد اقليمي في المجمل،على حساب المحلية وتفاصيلها،خصوصا،في ظل انفضاض الناس عن كل قصة الربيع العربي.

الحكومات لدينا لم تتخلص،ايضا،من عيوبها حتى تستغرق ايضا بالاحتفال،وبتعريف نفسها باعتبارها قد نجحت في حسم الامور،والانتصارعلى الحركة الاسلامية،فهذا منطق بائد وغير مناسب وثأري وقد ينهار لاحقاً تحت وطأة اي تغييرات محلية او اقليمية.

من هذه الزاوية،لابد من التعقل في ردود الفعل الرسمية،وتأكيد العنوان الذي يقول ان للاردن خصوصيته،ولايأكل أهله بعضهم البعض.

قرأنا شطحات،مابين رموز اسلامية تهدد وتتوعد بالانتقام وحرق الدنيا في القاهرة وعمان وعواصم اخرى،وقرأنا شطحات اسوأ من نوع آخر تقترح حل جماعة الاخوان المسلمين في الاردن،وفرط التنظيم،وتصفية الحسابات العالقة مع ناشطين هنا وهناك.

هذا كله انتحار سياسي،وعلينا ضبط ساعتنا على التوقيت المحلي،ولايعيب الحركة الاسلامية في الاردن،ان تعيد حساباتها لصالح حسبة داخلية،تقوم على الوئام،ولايضر الحكومات ان تمد يدها الى الاسلاميين بطريقة ايجابية في هذا التوقيت بالذات الذي ربما يشعر فيه الاسلاميون هنا باليتم السياسي.

هذه لحظة تاريخية في الاردن يمكن استثمارها سياسياً من كل الاطراف،من اجل تهدئة الداخل، والتخلص من الحوار عبر الشوارع، والمظاهرات،والمؤكد ان الاسلاميين سُيقدرّون اي التفاتة ايجابية تجاههم ترفعهم عن قارعة الطريق،بدلا من شعورهم ان هناك من يُخطط للرقص على جثثهم باعتبارهم موتى وجرحى.

الحكومات ذاتها ستقدر ايضاً،عدم نقل عدوى الصراع المصري الى الاردن،واقرار الاسلاميين ان الربيع العربي وتكنيكاته لم تعد مناسبة هنا،وهي فرصة لاتتكرر للاسلاميين كي يرسلوا رسائل ايجابية،تزيل الشكوك والمخاوف بينهم وبين بقية الاطراف،فيما الحكومات عليها ان تتذكر انها ليست في احسن حالاتها،حتى تتصرف بترف باعتبار ان لامشكلة لديها سوى الاسلاميين.

نحتاج فقط الى العقل كي ينتصرعلى بقية الحسابات الصغيرة والثأرية،لان كل مايهمنا:استقرار الاردن فقط.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة