منذ أيام قلائل طالعنا جلالة الملك بخطاب أمام ممثلين عن مختلف الفعاليات الوطنية والحزبية والشعبية، وقد جاء هذا الخطاب ليثبت لنا مجدداً إطلاع القيادة ومتابعتها لأدق التفاصيل في البلاد، كما زاد من قناعتنا بترابط القيادة الهاشمية مع شعبها ووطنها، ذلك عندما يخرج علينا جلالة الملك بالقول بأن الملك بالنسبة له لم يكن مغرماً في يوم من الأيام، وبأنه يتشرف بنسبه الهاشمي كما يتشرف بأنه 'مواطن' أردني حاله كحال جميع أبناء الأردن المنتمين والمحبين له.
حقيقة خرج علينا جلالة الملك بشكل وخطاب صدم كل الساعين لتخريب البلاد وتعميق أزماتها، بل وأحرجهم أيما إحراج، فهم لم يكونوا يتمنون أو يتوقعون خطاباً كهذا، يزيد من تلاحم وترابط الشعب الأردني حول قيادته الهاشمية، وقد رأينا بأعيننا في دول عربية شقيقة كيف خرج الآلاف يهتفون بإسقاط النظام، وبرغم ذلك خرج رأس النظام عليهم بمن أنتم؟ أو بأنهم جراثيم تستحق الدهس، أو إرهابيين لا يناسبهم سوى الحرق !!!
وفي خضم كل هذه الأحداث المتلاحقة التي تعصف ببلادنا، يصبح لزاما على كل فرد منا ينتمي لأمته ووطنه، أن يتقدم بواجبه نحوهما على أكمل وجه، وذلك بتفويت الفرصة على كل من يسعى لتخريب البلاد، واليوم علينا أن نضع أيدينا بأيدي بعضنا البعض لمحاربة الفساد ونبذه من المجتمع، الفساد بكافة صوره وأشكاله، سواء كان بسرقة الأموال، أو التآمر على أمن وإستقرار البلاد، أو بنشر الإشاعات والأكاذيب لضرب الوحدة الوطنية، أو غير ذلك من صور ضرب الوطن في قلبه وإستقراره.
ونذكر هنا أن شاباً لبنانياً من أحد الطوائف نشر الأسبوع الفائت شائعة في لبنان إستخف بها، مفادها أن شباباً من الطائفة الأخرى أوقفوه وقطعوا له أصابعه بسبب إنتمائه للطائفة الأخرى، لتكاد هذه الشائعة أن تحرق لبنان بعد أن إندلعت الإشتباكات العنيفة بسببها بين الطائفتين قبل إكتشاف أنها 'كذبة' !!!
علينا أن نتق الله فيما ننطق به من إتهامات، وإغتيالات للشخصيات، وقصص لا أساس لها يميناً وشمالاً، بدون أدلة أو براهين، وأن نتذكر بأننا مسؤولين أمام الله عن كل حرف نتفوه به، ولا ننسى قول نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه فيما رواه الترمذي في حديث طويل جاء فيه: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه، وقال: كف عليك هذا، قلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم.
بعد أشهر قلائل تدخل البلاد في إنتخابات مفصلية، إنتخابات ينتظرها من يسعى لتخريب البلاد قبل أبناء البلاد المخلصين، فهؤلاء ينتظرون الإنتخابات ليس للمشاركة فيها، وإنما لإيجاد أي خلل أو خطأ فيها لأخذها ذريعة لإحراق البلاد، وتأجيج مشاعر المواطنين، ولذا نتمنى من الدولة أن تأخذ هذا الأمر في الحسبان جيداً، وأن نفوت الفرصة على كل عابث بأمن هذا الوطن، وعلى كل من لا يعي بأنه بتزوير الإنتخابات أو التلاعب بنتائجها يدخل البلاد في متاهة، سيكون هو أول من يضيع بداخلها.
كما أن علينا أن نكون قادرين أن نعرف كيف ولماذا نختار نواب المستقبل، بناء على برامجهم الانتخابية، ومؤهلاتهم العلمية، ومواقفهم المشرفة، أو لأن فلانا فقط هو إبن العشيرة، أو أنه يوزع الهدايا خلال فترة الانتخابات فقط، أو لأننا سمعنا من آخرين عنه بأنه جيد.
اليوم علينا تقرير هل مستقبل الوطن هو مستقبلنا جميعنا، أم أننا سنكتفي بقراءة هذا المستقبل تاركين كتابته لغيرنا ممن يهتمون لمستقبله، وهم كثر ولله الحمد.
هل سنمسك بريشتنا لنساهم في رسم لوحة مستقبل وطننا بأيدينا، أم أننا سنرضى بدور المتفرج على هذه اللوحة فقط ...!!!
هل سنكون ممن يمسكون شمعة للمساهمة في إضاءة مستقبل بلادنا، أم أننا سنجلس طوال الوقت فقط لنلعن الظلام ...!!
لن يصنع مستقبل هذا الوطن إلا أبناءه، ليست سواعده فقط، بل وكلماته قبل سواعده أيضا.
فتلك الكلمة التي يذهب أحدنا ليختار بها أحد أبناء الوطن، ليكون ممثلا لأحلامه وآمال مستقبله، علينا أن نفكر كثيراً قبل أن نبوح بهذه الكلمة، فبالكلمة تبنى الأوطان، وبالكلمة مستقبلها يهدم.
ونقول لجميع أحبتنا في الوطن، علينا أن نسعى بالمحاولة، ونضع حسن الظن أساساً لحياتنا، كما علمنا ديننا الحنيف، وعلى كل إنسان أن يعمل كل ما يستطيع لرفعة أمته ووطنه 'قدر إستطاعته'، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها بعد ذلك، وصدق العزيز الحكيم: ((لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت)) الآية 286 من سورة البقرة، لا أن نهدر كل وقتنا في لوم السياسيين الكبار، ونجلس نحن نائمين في بيوتنا.
ولأننا مؤتمنين على كلمتنا، وعلى وطننا الذي نحب، علينا جميعا أن ننهض وننفض التراب من علينا، لنكون يداً واحدة في رفعة وطننا وأمتنا، من أجل بناء أردن الرفعة والعزة والحضارة، سواعدنا أعمدة عليها الوطن يرفع، وكلماتنا أساسات لتلك السواعد، فإن صلحت كلماتنا قبل السواعد، صلحت أساسات وطن عليها يرفع.
جعل الله كل أيامنا أعياداً وأفراح، وكل عام وأنتم والوطن وقيادة الوطن، وكل محب ومخلص لهذا الوطن بألف خير.
م. عبدالرحمن 'محمدوليد' بدران
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو