أثبت السيد مقتدى الصدر أنه جدير بأن يكون زعيم هذه العائلة الكريمة إنْ من الناحية السياسية وإنْ من الناحية الدينية فآخر مواقفه التي يجب الإشادة بها رفْضه إضفاء الطابع المذهبي على «حملة» تحرير «الأنبار» من احتلال تنظيم «داعش» الإرهابي وإعطاء هذه الحملة عنواناً طائفياً جرى استبداله هو: «لبيك يا حسين» وكان, أي مقتدى الصدر, قد قاوم وانتقد مراراً وتكراراً التجاوزات الطائفية التي قام بها «الحشد الشعبي» وقامت بها «قوات بدر» بقيادة الجنرال في الحرس الثوري الإيراني هادي العامري ضد العرب السنة في تكريت وديالى ومناطق عراقية أخرى .
لقد رفض السيد مقتدى الصدر بحسه الوطني الصادق وبالتزامه الديني الصحيح أن يكون شعار حملة تحرير الأنبار «لبيك يا حسين» وهو اقترح شعاراً بديلاً هو: «لبيك يا صلاح الدين» وبالطبع فإنه معروف أن صلاح الدين, عليه إجماع عربي وإسلامي بأنه أحد أهم أبطال هذه الأمة التاريخيين وأنه مات بضربة خنجر مسموم وجهها إليه أحد القتلة المنتسبين إلى تنظيم «الحشاشين» الذي أسسه حسن الصباح لأنه, أي صلاح الدين, ألغى الخلافة الفاطمية «الإسماعيلية» وأعاد مصر وبعض مناطق المغرب العربي إلى الخلافة العباسية .
والمفترض أنه معروف أن عائلة مقتدى الصدر عائلة شهداء وأنه هو نفسه قد عارض الاحتلال الأميركي للعراق وبقوة السلاح مما عرضه للعديد من محاولات التصفية والغدر وكذلك فإن المفترض أنه معروف أن الصدر ليس على علاقة وطيدة مع إيران ويقال أن «المرجعية» هناك قد حرمته من «تصريح» الإقامة الدائمة في طهران وفي «قم» وذلك خلافاً لما هو متبع بالنسبة للقيادات الشيعية في العراق ولبنان وفي دول عربية أخرى.. وفي العالم بأسره !!
لقد خالف مقتدى الصدر مرشد الثورة مثله مثل معظم المرجعيات الشيعية العربية وبخاصة في لبنان وفي العراق في مسألتين في غاية الأهمية الأولى: رفْض نقل مرجعية النجف الأشرف إلى «قُم» والإصرار على أنها يجب أن تبقى مرجعية عربية والثانية: رفض «ولاية الفقيه» لأن والده وعمه قد رفضاها ولأن كل المراجع اللبنانية والعراقية المؤثرة والفعلية ومن بين هؤلاء آية الله العظمى على السيستاني وآية الله العظمى علي الحائري وحسين فضل الله ومحمد مهدي شمس الدين وعلي الأمين.. وقبل هؤلاء الإمام موسى الصدر الذي من المعروف أنه كان يخالف الإمام روح الله الخميني بالنسبة لهذه القضية التي كانت خلافية ولا تزال خلافية والواضح أنها ستبقى خلافية !!
ما كان يجب إضفاء الطابع المذهبي والطائفي على معركة «الأنبار» وعلى الأوضاع المتوترة في العراق فشعار: «لبيك يا حسين» فُهم على أنه لا يستهدف «داعش» وإنما يستهدف العرب السنة وفهم أيضاً على أن «الحشد الشعبي» ومعه قوات بدر بقيادة هادي العامري ينظر إلى حملة الرمادي على أنها ردٌّ ثأريٌّ على كربلاء وعلى مذبحة «الطَّف» التي قتل فيها الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله, جلَّ شأنه, عن الاثنين .
ثم وبالمقدار ذاته فإنه ما كان يجب أن تظهر إيران في صورة هذه المواجهة وذلك لأن ظهورها سيُفْهم على أنه تدخل خارجي في الشؤون الداخلية العراقية ولأن مثل هذا الظهور لن يستفيد منه إلَّا تنظيم «داعش» الإرهابي الذي بقي يحاول إظهار أنه حامي حمى السنة وهذا بالطبع غير صحيح والصحيح هو أنَّ معظم ضحاياه إن ليس كلهم من السنة وأن هناك مؤشرات كثيرة على وجود علاقات غير مفهومة بينه وبين النظام الخميني في طهران .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو