الجمعة 2024-12-13 01:38 م
 

كمشة عيد

08:57 م





تراجع منسوب المصلين في صلاة عشاء أخر ليلة من رمضان، فالأمر كان مثيراً للحزن في كثير من المساجد التي كانت تغصّ بأهلها، وإذ بها تخلو إلا من صف أو صفين، ربما نستهجن علاقة البعض منا بالعبادة وملازمتها رمضان فقط. اضافة اعلان


وتدافع كبير في زيارة المقابر بعد صلاة العيد. أليس الأولى زيارة الأحياء أولاً، فكم من متخاصمين تحتك أكتافهم على البوابات، فيشيحون بوجوههم بعيداً، ولا يقروأن السلام إلا للموتى وللقبور الدامسة: متى نقدّر معنى العيد ونبادر. العمر أقصر مما نتصور.

تخندقنا في بيوتنا نرفل بأثواب الكسل مشدوهين لبقايا مسلسلات فاضت عن حدود أحداثها فمطمطوها وسلقوها لنا سلقاً عجيباً. إلى متى نبقى نراهن على هشاشة مشاهدنا، ولا نحترم تفكيره وذكاءه ، فندهلز عليه مثل تلك الفبركات؟.

وكأن الحارات خلت من أطفالها ، ونفضت شغبهم قرب بائع الألعاب، وكأن أسلحتهم الجديدة قد عطبت في حروبهم المؤجلة. كأن هذا العيد أصابه ضمور حاد، فتصاغر منكمشاً حتى غدا ساعة أو أدنى. لماذا سريعاً تنقضي لحظات الفرح؟.

زيارات الولايا من أخوات وخالات وعمات لربما تأخذ صيغة الواجب الثقيل، وتمثل هماً على الكواهل، فأحدهم وصف المشهد كمن يحمل على ظهره (قلاب حجارة). صلة الرحم إن لم تكن عن طيب خاطر وسماحة لن تحقق مبتغاها.

الإنتخابات النيابية المنتظرة سيطرت على اللقاءات الخجولة والقليلة بين الناس ، وما زال جلياً أننا في كل انتخاباتنا نتمترس وراء القانون العظيم (عد رجالك ورد الماء) حتى ولو تغير قانون الإنتخاب، ففي العرف الجاهلي أن الذي لديه رجال أكثر يستطيع أن يشرب ويسبح ويسقي حلاله (أغنامه) وبساتينه، والبقية عليهم أن ينعموا بالعكر والطين والبقايا. وهكذا حالنا مع هذا التفكير الذي لن يغيره قانون.

شاب مثقف وذو طموح تساءل متحسراً عبر صفحته على فيسبوك: كيف يمكن لواحد مثلي أن يحلم بكرسي النيابة وعشيرته لا تعبئ (بكم) والسائق ليس منهم.

العشائر الكبرى وحفاظا على مركزها وسطوتها تمارس دكتاتورية صارمة (بصناديق اقتراع داخلية) حيث لن تسمح لأكثر من مرشح أن يمثلها وهذا تكريس جديد لمبدأ عد رجالك. المهم أن أبناء الفخذ الكبير لهم القدح المعلى دوما: ديمقراطية سمك البحر.

بعض الآباء الذين ظلت عالقة بهم بقايا من طفولة محرومة، تحججوا بأطفالهم، واشتروا كل لعب الأسلحة التي لم ينالوها في صغرهم، علهم ومن قبيل التجريب يشنون حرباً خاطفة على عمر فات بلا مسرات!.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة