السبت 2024-12-14 09:05 م
 

كُنْ جميلا

07:16 ص

أعرف شبابا في عُمر الورد، لا يستمتعون بحياتهم، ويتصرفون وكأنهم بلغوا الشيخوخة. وما أن تجلس مع أحدهم حتى يبدأ بالتّذمّر والشكوى وبدون سبب حقيقي، فقط لمجرد أن روحه شاخت. شباب بلا طموحات وبلا أفراح وبلا تجارب ويخشون المغامرات. قعداتهم مملة ومواضيع احاديثهم تجلب النّعاس والكآبة.اضافة اعلان


لا شيء جميل في حياتهم.إذا ما أصابهم الصداع، وهو أمر ينتهي بـ»حبتين» بَندول، تجد حياتهم تتوقف، بانتظار أن يذهب الصداع بنفسه.

هم شباب يُفترض أن يمنحوكَ الأمل، وليس العكس. لكنك تجد نفسك مطالبا بدور»الطبيب» و»الممرّض» و»الدادا». ومثلهم صبايا في العشرين من عمرهن. يفتقدن بهجة الصبا، وحين تجلس مع واحدة منهن لا تسمع الا موذال واحد هو «كُرْه الرجال»، وتكتشف أن «الأُخت» تعرّضت لموقف عاطفي وحيد في حياتها، جعلها»تتعقّد» من الرجال كلهم «قلم قايم».

وتبدو مهمتك أصعب في التعامل مع هذه الحالات. فأنت رجل في النهاية وهي لا تثق بـ»جنس الرجال»، فكيف ستقنعها أن «أصابعك مش زي بعض». ربما تقصد أصابع الرِّجلين.وأن هناك دائما وحتما من يستحقك ومن يحترمك ومن يحفظ إنسانيتك. طبعا انت هنا ، تتغاضى عن مزاجها ، وعما أن تكون هي شريك في «تطفيش» الرجل عنها.

وتبدأ في كلتا الحالتين» الشباب الكهول» و»الصبايا العجائز» بالبحث عن مناطق جميلة في نفسياتهم كي تدخل من خلالها «نسمة أمل»، بان الحياة تستحق أن نراها بعيون مختلفة، وأن هناك دائما من يحتاجنا ومن يعرف «قيمتنا».

مثل كثيرين، ألتقي هذه النماذج البشرية ومنهم أصدقاء وزملاء أعزاء وأحزن لحالهم،وكذلك صبايا يملكن الحس الجميل ، لكنهن يقيدن أرواحهن بالماضي وكأن الحياة توقفت عند شخص معين أو عند حادثة معينة.

ليس مهمّا أن تكون غنيا، فأنا وأنتم تعرفون أغنياء لا يستمعون بحياتهم ولا بصحتهم ويحسدونك على بنطلون «الجينز» الذي ترتديه وعلى»سنكحتك» في» وسط البلد» وعلى «قميصك الأحمر» أو» النهدي». ومنهم من يحسدك على»قلاّية بندورة» أو سندويشة فلافل. سبحان الله كل واحد ناقصه إشي.

وهذا لا يعني ان كل الفقراء مرحون ودمهم خفيف وارواحهم حلوة.

المهم»جمال الروح» و»بهجة القلب»، ومش مهم كم عُمرك!!.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة