أحمد المبيضين - رب ضارة نافعة .. هذا المثل الذي نضربه عندما يُصيب شخصٌ ما ظروف سيئة خلال حياته ، وما حصل مؤخراً تجاه القدس والقضية الفلسطينية ،أعاد للاذهان العربية هذا المثل وربطه بالقدس مباشرة بعد ان تناسوها لفترة من الوقت ، ليكون فعلاً قرار ترامب بإعلان القدس عاصمة لكيان الاحتلال الاسرائيلي ' قرار ضار للعرب والمسلمين' ونافع في الوقت ذاته انه اعاد لهم الصحوة واليقظة العربية من جديد .
شكراً ترامب .. لانك اعدت للقدس وهجها بعد ان طفئت في قلوب العرب والمسلمين ، وجعلتهم يستيقظون من السبات العميق ، وتذكيرهم بأن هنالك قضية عربية لامة واحدة، قد غفلوا عنها لأيام وأشهر وسنين ، في الوقت ذاته ان هنالك من كان يبحث ' امريكا واسرائيل' عن الطرق التي من خلالها كيفية اغتصاب القدس واخذها من الحضن العربي الى الحضن الاسرائيلي الصهيوني تحت رعاية امريكية.
شكرا ترامب .. لانك دفعت بالشعوب في كافة الدول العربية الى الشارع من اجل الااحتجاج والصراخ من جرح عربي ، وغناء النشيد العربي الذي مات في القرن الماضي 'موطني' ، واستذكار قول الشاعر الفلسطيني محمود درويش 'على هذه الأرض ما يستحق الحياة' ، وصحوانهم من الكوابيس العربية وما يحدث في العراق وسوريا واليمن ، وانه هناك قضية رئيسية واحدة ما زالت تنزف حرقة والماً وهي تودع كل يوم قافلة شهداء ، استشهدوا لاجل عيناها ، بعد ان كان كل منهم في حدى واحتجاجاتهم كانت من اجل قضية خاصة في بلدانهم ، وليس لقضية تمس كل عربي .
شكراً ترامب .. لانك ادرت وجه العرب الى الاردن ، وجعلتهم ينظرون بعمق وعن كثب ما الذي يفعله الاردن ' وهو وحيد' تجاه القضية الفلسطينية ، وكيف واصل منذ سابق عهده في حماية المقدسات الاسلامية في القدس وما زال في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة جلالة الملك عبدالله الثاني ، والذي لطالما دعا الى ضرورة احلال السلام في الشرق الاوسط كافة من خلال حل القضية الفلسطينية وحل الدولتين ، وان هنالك مخططات ستنفذ على ارض الواقع لتهويد القدس والمقدسات الاسلامية ، الا ان وقعت ' الفأس بالرأس' وفطنوا وتذكروا ما كان يقوله جلالته ، وان ما حذر منه قد حدث .
شكراً ترامب .. لانك جعلت العرب يتحدون في اتخاذ موقف واحد لا اثنين تجاه شي واحد ازعج ضمائرهم الحية ، ووعيدهم لك ان الاقتصاد الامريكي سينهار جراء مقاطعتهم لكافة بضائع ومنتجات بلدك ، فخبزنا ومائنا واحد،وعليهما سنعيش ، ولن نموت من الجوع ان قاطعنا بضائعك.
شكراً ترامب .. لانك اعدت لجامعة الدول العربية ' نفيرها' اضاءة انوارها بعد ان اطفأتها ، وجعلت مقاعد تتحرك كالعاصفة ، وصراخ أعضائها يتعالى بين تنديد واستنكار وغضب ، والتفكير مراراً وتكراراً كيف نحن العرب على قرار امريكي صهيوني ساذج .
نعم شكراً لك يا ترامب .. فقرارك المتغطرس والاستفزازي وحد العرب بعد ان تفرقوا ، واعاد القضية الفلسطينية الى الساحة المحلية والعربية والعالمية ، وجعل من هم في اوروبا والامريكتين الشمالية والجنوبية ينظرون عن كثب ان هنالك شعوباً عربية ما زالت مستذكرة للقدس ومدافعة عنها ، فلو ان ترامب ونتنياهو كانا يدركان ان الاحتجاجات العربية ستخرج للشارع ، وان الغضب سيندلع في قلوب ووجدان الامة العربية كما تشتعل النيران في العشب العطش الجاف ، لما كانا تجرئا على التخطيط واتخاذ خطوة لن تغني ولن تسمن من جوع بأن تكون عاصمة اسلامية عربية في كنف كيان محتل .
شكرا لك يا ترامب لانك جمعت الشعوب العربية على قلب رجل واحد لأجل القدس ..
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو