الوكيل - مع نهاية كل عام ومع بداية هذا العام كثيراً ما يتداول الناس سؤالاً يعتبر هو الاكثر تداولاً في هذه الايام (كيف هالسنة معك!!) وكثيرا ما تكون نبرة السؤال متشائمة وكثيراً ما تكون الإجابات أكثر تشاؤميه، لماذا عندما نسأل اي شخص (كيف هل سنة معك) يجيبك ببرود او بنبرة عدم الرضا أجوبة باردة خاليه من روح الرضا عمّا مضى، جافه غير متفائلة ولا واثقة بربها، أجوبة تتكرر نقرأها بكتاباتهم او نسمعها بأصواتهم الشاحبة مثل: عادي مثل كل سنه او ما صار شي او لا شيء جميل حصل ، والكثير من الامثله المختلفة بألفاظها ومعانيها والمتطابقة في مضمونها على التشاؤم و عدم الرضى، خاصة تلك التي تنتقد الاوضاع المادية.
لماذ لا تحمد الله ان جميع احبائك بخير!! لماذ لا تشكر الله انك بصحة وعافية!! لماذا لا تسجد لله بعدما استيقظت من نومك سالماً معافى على قيد الحياة ولديك فرصة جديدة لتقوم بتغيرات وتعديلات ولو بسيطه من حياتك!! لماذا لا تحمد الله ان اهلك وأولادك وأصدقائك وجميع احبائك بخير!!
هل يجب على السنة ان تكون مليئة بالاموال والرواتب العالية او بالهدايا والرفاهيات والكماليات لتصبح سنة خير !!! للاسف غالباً ما نجد ان مفهوم السعادة لدى البعض يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالوضع المادي لديهم وهذه آفة مجتمعية خطيرة تنبؤ بعدد كبير جداً من الاخفاقات والمشاكل النفسية لدى افراد المجتمع فإذا ما بنى الانسان سعادته على حجم الاهداف المرتبطة بالمال ثم عجز عن تحقيقها لقلة الحيلة او ضيق في الارزاق قدّره رب الارزاق فاننا سنجد حجم الشعور بالاخفاق يزداد بين الناس ومن ثم انتشار المشاعر السلبية لدى الناس وبالتالي انتشار الطاقات السلبية وما يرادفه من سلوكات سلبية مجتمعية خطيرة كالعنف والمشاجرات وغيراها منة جرائم القتل او السرقات وهذه مشكلة اجتماعية سببها الفهم الخاطئ لمفاهيم السعادة والخيرات. خيرات السنوات التي يقدرها الله لنا تكون في ان جميع الذين تحبهم احياء بجانبك ولم يصابوا بأذى ولا مكروه، المال لا يُرجع اباً ولا اماً ولا اخاً للحياة، المال مجرد شيء زائف يصنع لك الافراح اللحظية وبعدها تبقى الفرحة بداخلك بقدر ما لديك من ايمان وقناعة.
السعاده تكون بسنه مرت دون فقدان لعزيز ودون الم ودون حزن ودون ان نشعر باننا ظلمنا اشخاصاً او اسأنا لهم او عصينا الله عز وجل، هذه هي السنة التي ممكن ان نصفها بسنة خير، لكن من جانب اخر هناك اشخاص فقدوا اعزاء واقارب ومروا بتجارب قاسية خلال هذا العام المُنصرم عليهم ان يدركوا كذلك بأن الحياة لن تنهتي عند هذا الحد وان كل ما يجري ما هو الا اقدار قدرها لنا الله عز وجل فموت الاحبة حق، وخسارة المشاريع وغيرها من الحوادث هي اقدار الله التي علينا ان نقبل بها ونحمد الله عليها ليبدلنا عنها سعادة وبركة نعيش بها حياتنا ما دمنا رضينا بالله رباً وبأقداره مهما كانت.
اتمنى ان نبدأ السنة الجديده بايجابية ... فلنظبط موازين التشاؤم والتفاؤل ولنعيد فهمنا لمفاهيم الخير و السعادة.
هديل المحمد / ناشطه وباحثه اجتماعيه
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو