ربما تكون احد أهم الأسباب في استمرار معاناة الشعب السوري هو خذلانهم من الشعوب العربية والإسلامية، وربما أن ما يقوي موقف الرئيس السوري المنبوذ هو احترام القادة العرب للأعراف الدولية وبعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى، والتي يولي القادة العرب لها كثير من الأهمية وخصوصا هذه الأيام.
فمن خلال تجربة الشعب التونسي في إزالة بن على عن الحكم، وتجربة الشعب المصري في خلع مبارك، ونجاح التحالف في القضاء على القذافي، وإثمار الدبلوماسية بعد طول مراوغة في إقصاء صالح عن حكم اليمن، تبدو حالة الجمود والتلبك ظاهرة على الزعماء العرب بخصوص الإطاحة ببشار، والسبب في ذلك أن نجاح الثورة في سوريا والقضاء على بشار وزمرته الحاكمة، سيولد لدى الشعوب العربية الأخرى نزعة التخلص من حكامها، لكون هذه الشعوب ترى أن الحكام الذين يعتلون العروش ليسوا جديرين بالقيادة والسيادة، فالخذلان وقلة العزيمة والهمة طبيعة مترسخة في وجدان كل منهم، وان كل ما يبحثون عنه هو الخلود على كراسي السلطة واستعباد العباد.
فهل من المعقول لذو مروءة يعد نفسه سيدا وقائدا أن يرى الأطفال والشيوخ والنساء وشعب بكامله يباد وهو يقف مكتوف الأيدي، ثم إن نطق يشجب ويستنكر، والمصيبة انه يطرق سمعة لكل كلمة ترهبه، ويولي للاعتبارات الهامشية كل الأهمية، الم يعلم هذا المسكين انه سيموت، وسيسأله ملك الملوك عن نصرة المستضعفين، فبماذا سيجيب، فهل سيقول انه أرهبته إيران، أم خاف على خطوط التجارة، أم هكذا نصحته الأجهزة الأمنية لتجنيب البلاد معاناة هم في غنا عنها، أم سيقول انه ما كان يدري ماذا يفعل، أم سيقول انه لم يكن يعلم بان شيء ما حدث أصلا، أم سيقول كانت التقارير التي تصلني مظللة ولم تنقل الحقيقة، أم سيقول لم أجد حليف، أم سيقول لم أجد من يدفع لي ثمن التدخل.
للأسف فالزعماء العرب كلهم مثلك يا بشار، لن يتوانى احد منهم في قتل شعبه إذا حاولوا خلعه عن عرشه، ولن يتوانى احد منهم في تدمير بلاده إن رأى أن ملكه زائل، فالشعب اليوم في عين القائد وفي قلبه، مادام منشغل في الرقص والتغني بالوطنية وأمجاد القائد، وماداموا في رق العبودية والولاء الأعمى والمطلق، وان فاقوا يوما وكانت منهم صحوة، فعلماء السلطان، والزعران، والإعلام الرسمي للدولة، والأجهزة الأمنية، جيش لا يقوى الشعب على الصمود أمامه، فهو رهن إشارة القائد والسيد للقضاء على هذا الشعب الثائر، والمطالب بالحرية والسلطة ومحاربة الفساد وحماته، ولكن إن شاء الله سينتصر الشعب السوري الحر على بشار وأزلامه، وتسقط عروش الطغيان الواحد تلو الآخر، وتعود لهذه الأمة هيبتها ومكانتها.
كايد الركيبات
[email protected]
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو