الوكيل- يعجز اللاجئون السوريون في الأردن على إدخال الفرحة إلى قلوب أطفالهم في العيد،وهم يستذكرون من رحلوا من اقاربهم وأصدقائهم وجيرانهم ،او الذين اعتقلوا وفقدوا ومن تشتت منهم في مختلف بقاع الدنيا.
ويتمنى لاجئون أن يعود الامن والاستقرار إلى بلدهم ،في وقت ما زالت قلوبهم معلقة هناك خوفا على اقاربهم الذين يواجهون البراميل المتفجرة التي لا تميز بين الكبير والصغير والرجال والنساء او المدني او المقاتل.
تقول لاجئة سورية 'لا يمكن لنا ان نفرح أو نبتسم ولنا اخوة شهداء ومعتقلين وبعيدين عنا لا نستطيع رؤيتهم'.
ويروي لنا أبو خالد البالغ من العمر 70 عاما،كيف كانوا يستعدون لمظاهر العيد ويتجمعون في حارتهم ،'لكن العائلة اليوم لم تعد تجتمع لان كل واحد منها يعيش في بلد،ولم يعد لنا عيد وكل يوم عنا شهيد'. اللاجئة السورية الستينية (أم أحمد)،والتي جاءت الى الاردن مع ابنها وابنتيها، بعد اعتقال ابنها احمد واستشهاد زوجها قبل خروجهم بنحو ستة أشهر،لم تشتر الحلوى في هذا العيد ولا الملابس للصغار..لأنها ما تزال تستذكر زوجها الذي رحل وابنها المعتقل،وكذلك بسبب احوالها المادية وحالتها الأسرية في ظل الحرب الدائرة في سورية.
وتقول ام احمد، بأن لا مظاهر للفرح والسرور في العيد لأن أغلب العائلات السورية وبالذات في مخيم الزعتري لديها شهيد ام معتقل،فاطفالنا اصبحوا يفتقدون الى الفرح.
وتستذكر أيام العيد عندما كانت تجتمع العائلة صباح اليوم الأول بعد عودة زوجها وابنها من صلاة العيد لمعايدة بعضهم البعض .. وانتظار بناتها الصغار لعيدية والدهن،وبعدها يخرجن للملاهي والساحات والحدائق للعب واللهو،' أما اليوم افتقد لزوجي الذي استشهد وابني احمد الذي اُعتقل قبل عامين ونصف من الان، وللمكان الذي كان يجمعنا '.
وتقول ابنتها (يارا) البالغة من العمر (9)سنوات ،'امي ما عادت تشتريلنا لبس للعيد،وكمان ما اشترت حلو للعيد'،متمنية أن تلعب في الحارة وتذهب الى الحديقة وتلعب على المراجيح والالعاب مع رفيقاتها.
ولم يجهز اسامة البالغ من العمر 21 عاما نفسه للعيد لان الكثير من اقاربه وأصدقائه لم يعد يراهم، منهم من قتل ومنهم من اعتقل ،ومنهم من تشتت في بقاع العالم الواسعة،وكنا نروح نزور القبور لقراءة الفاتحة على الاموات ونزور اقاربنا،لكن اليوم ما ظل الى أقارب لأنهم صاروا متفرقين في بلدان كثيرة.
ويتمنى ان تعود سوريا محررة 'ونرجع نشوف اقاربنا ونزور قبور شهدائنا وأمواتنا ونفرح بشوفة معتقلينا'.
وتستذكر (أم علي )وهي تذرف دموعها، المعاناة التي عاشتها بعد ان قطعت المسافات الطويلة مشيا على الاقدام لتصل الى الأردن لتشعر بالامان ومن أجل ان تحافظ على ارواح احفادها وصون اعراضهم ،وصبرها على معاناة العيش ، بسبب الخوف من ويلات الحرب وتبعاتها المؤلمة،متساءلة لم نعد نعرف متى تنتهي هذه الحرب اللعينة.
'في العيد لا اتذكر سوى ابني الذي ما يزال في سوريا ،وان أرى حفيدي الذي ولد وأنا بعيدة عنه'،كما تقول أم علي ، متأملة بأن يعود العيد المقبل وتكون سوريا أمنة مع اهلها وأبنائها،موجهة رسالة الى كل الدول العربية ، بأن تقف مع الشعب السوري من أجل أن يعود إلى بلاده.
يقول الناشط الاعلامي عبدالله الحريري ،إنني بحكم تعايشي مع اللاجئين السوريين،أرى ان العيد اكثر ما يذكرهم بأقاربهم الذين ما يزالون يعيشون في سوريا ،ويفتقدون الامن وهم يواجهون الطائرات والقنابل والبراميل المتفجرة التي لا تميز بين احد ،ولا يعرفون مصيرهم بعد هذه الحرب.
ويتمنى ان تفرج على سوريا ويعود لها اهلها ،ويرجع يجتمع الناس في الحارة والقرية والبيت ،بعد ان تشتت الكثير منهم وتوزعوا بين البلاد العربية والأجنبية.(بترا)
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو