كان همُّ الرئيس اوباما منذ توليه السلطة في دولة القطب الأوحد، الانسحاب من افغانستان والعراق، فالرجل عارض الحل العسكري ايام كان سناتوراً في مجلس الشيوخ، وكان اساس دعايته الانتخابية الرئاسية: اعادة الأبناء الى الوطن، وخلق سياسة تعتمد دوراً اساسياً لحلفاء اميركا في القضايا الصعبة الاقليمية.
لكن اوباما تنبه الى ان انسحاب الجيوش الاميركية من افغانستان والعراق لم يخلق ظروفاً تتيح اقامة دولتين قويتين فيهما، وانما ترك فراغاً مرعباً اتاح لايران هذا التدخل الفظ في العراق، والتدخل الغبي لمخابرات باكستان في افغانستان، فكان حكم الفساد والطائفية هناك وعودة طالبان هنا.. وتكونت داعش وجيل آخر اقوى من طالبان التي امتدت الى باكستان ذاتها.
الآن، يتنبه الرئيس فلاديمير بوتين الى خطورة عسكرة سياسته الخارجية بدءاً من سوريا، ويقول دون مواربة: إن تدخله العسكري محدود زمنياً مثلما هو محدود مكانيا.. بسلاح الجو، وهذه المحدودية مرتبطة بقدرة النظام السوري على القيام بدوره في محاربة الارهاب، واستعادة سلطته، ويقول – وهذا مهم – انه مستعد لتحالف مع السعودية والامارات وتركيا في مواجهة الارهاب، وهذا الكلام قد لا يقنع واشنطن باستقبال مبعوثيه والتفاوض السياسي والعسكري لتنسيق مواقف الدولتين، ولكنه يحفز حلفاء واشنطن على الضغط عليها لاقامة مثل هذا التنسيق.
ورئيسا القوتين العظميين يفهمان جيدا، انهما لا يستطيعان لعب شرطي العالم، وان عليهما التعامل مع القوى الاقليمية في المنطقة، واعطائها دوراً اساسياً في توضيب اولوياتها، فالنفط ليس الاساس في استراتيجيات واشنطن في التعامل مع نفط المنطقة، لان نفطها الجديد يكفيها ويزيد، وان اسرائيل ليست اساساً الا في داخل الولايات المتحدة، فأميركا موجودة في المنطقة عسكرياً ولا حاجة لاسرائيل بها، لضمان أمنها، ثم ان تداعي القوى العربية يؤمن لها سيطرة غير محدودة في حماية مصالحها ومصيرها.
وروسيا ليست بحاجة الى موانئ سوريا فلم تكن هناك قاعدة عسكرية حقيقية روسية في طرطوس، وانما هناك منطقة تزويد لوجستية، وهذه المنطقة يمكن ان توفرها دول كثيرة في مياه المتوسط الدافئة، وحتى في تتبع النشاط العسكري الروسي، فقد استعملت مطار اللاذقية المدني، ونقلت حوله بيوتاً سابقة التجهيز، ودبابات وطائرات سوخوي بكل ما يتطلبه تجهيز هذه الحملة من ذخائر وقطع غيار ولوجستيات مصاحبة يمكن تفكيكها في اسبوع واحد.
يحب الناس في منطقتنا رؤية صراع اميركي – روسي كالصراع الغربي – السوفياتي القديم، وهذا نمط من أهم أنماط العجز والتواكل على قوة اخرى تقوم باسترداد الارض العربية المغتصبة.. وما علينا الا ان نصفق لها، ونضحك عليها في غضبنا الشارعي المفتعل الذي ينتهي بشرب الماء البارد على المائدة المترعة.. بالمحشي.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو