الجمعة 2024-12-13 06:47 م
 

لا تنتخبوا هذا المـرشح

11:16 ص

سأضمّ صوتي الى صوت يوسف غيشان وأطالب الناخبين بعدم التصويت لأي مرشح مارس خلال حملته الانتخابية سلوكا يخالف القانون اويخالف السلوك الرشيد في ادارة الحملة الانتخابية ، فقد توقفنا امس لاكثر من ساعة كي نقطع مسافة 100 متر لأن مرشحا اغلق الشارع بمناسبة افتتاح مقره الانتخابي ، وكثير من ارشادات الطرق باتت لافتتات انتخابية لمرشحين في العاصمة والمحافظات وثمة تشويه لجدراننا ولمساحات فارغة بين المحلات التجارية ، وهناك الكثير من التشويهات التي يقوم بها مرشحون يضعون شعارات جميلة مثل بيئة نظيفة وخدمات متساوية وباقي انماط الشعارات الزائفة والتي تسقط مع اول سلوك واقعي ، فكيف لمن يشوه البيئة ان يدعو الى بيئة نظيفة وكيف لمن يغتصب الشارع او يحتكر اللافتة الارشادية ان يتحدث عن خدمة متساوية .اضافة اعلان

في الانتخابات العامة او في اي تجمع شعبي كبير نكتشف مدى العشوائة في سلوكنا ونكتشف مساحة اللادولة في دواخلنا ونكتشف حجم الغوغائية التي تحكمنا ، فكل الشعارات العامة وخاصة السياسية منها تسقط في اختبار الانتخابات ، فكيف لمرشح العشيرة الذي يتفاخر باجماع عشيرته ان يكون صادقا في شعار خدمة متساوية ، وكيف لمرشح لا يعرف قانون الامانة او البلدية ان يكون صادقا في قدرته على تصويب الاختلالات في الخدمة العامة ، وكيف لمن يصرف الوعود بترخيص محل او تزفيت شارع من اجل صوت انتخابي ان يكون صادقا وثمة الكثير من هذه النماذج والامثلة السائدة في الانتخابات دون اغفال خطورة من يشتري الاصوات ، فأمس قام حزب بتسديد 120 فاتورة كهرباء دفعة واحدة والباقي عندكم لمعرفة هذا السخاء في الصدقات .
الانتخابات البلدية واللامركزية تخلو من اي نكهة برامجية والشعارات كلها خدماتية محضة ، مما يعني ان الازمة متصلة ولا فضاء لحلول قادمة سواء ابتكارية او تقليدية ، فلا يوجد برنامج لتسديد مديونية الامانة او البلديات ولا يوجد برنامج واحد حتى لمرشحي الاحزاب يتحدث عن سياسة الخدمات التي سيعتمدها ، فالخدمات سياسة ايضا ، كل المطروح في السوق اليوم الا ما ندر ، مجموعة برامج استهلاكية نمطية ووعودات فارغة عن حدائق غنّاء وشوارع ترقص فرحا بالسواد وارصفة تسرّ الناظرين ، لم نسمع مثلا عن قانون مطروح جديد للمواقف العامة يستثمر الاراضي البيضاء - الاراضي الخالية - لم نسمع عن حلول ابتكارية للازمة الخانقة بل ان كل مرشحي امانة عمان لم يتحدثوا عن مشروع الباص السريع مثلا وجدواه وعن مأساة النقل العام .
اعتدنا في موسم الانتخابات حثّ الناس على المشاركة ولم نتحدث يوما عن سمات المرشح الذي نريد وتحشيد المواقف ضد المرشح الذي لا نريد ، ويجب كسر النمطية اليوم وتحديد ملامح المرشح الذي لا نريد ، وتحشيد الناخبين وراء المرشح القادر والفاعل والذي يمتلك برنامجا واضحا ، فنحن مللنا نائب الخدمات وبسببه افقدنا مجلس النواب اسرار قوته واخرجناه عن مقاصده ، واليوم يجب تكريس الفصل بين الخدمات والتشريع والرقابة ، وتأكيد الحالة السياسية في الخدمات حتى يتمكن المشرع من تحقيق هذا الهدف ، فقانون النقل العام يجب ان يكون مبنيا على تحقيق الحاجة المطلوبة من الناس ، فيكون التشريع محفزّا للشركات كي تستثمر في النقل العام بدل التسهيلات الممنوحة للمركبات الخاصة وبالتالي تغليظ العقوبات على مخالفات السير دون مراعاة طبيعة الطرق وطبيعة النقل العام .
نعم بند العوائد من مخالفات السير مطروح في موازنات الامانة والبلديات ، اي ان الرقم ثابت سلفا ، ولم نسمع من المرشحين عن هذا البند شيئا ، لذا يجب عدم انتخاب المرشح الفارغ من سياسة الخدمات ويجب محاربة المرشح الذي يمارس في حملته الانتخابية كل وسائل الضلالة والضلال ويخرق القانون ويحتكر الشارع ويحتكر اللافتة الارشادية ، ويجب محاربة كل مرشح مارس شراء الذمم تحت بند الصدقات والتبرعات ومساعدة الفقراء في موسم الانتخابات فقط ، هي فرصة كي نكرّس الفصل بين الخدمة والتشريع بانتخاب مجلس خدمات حقيقي كي نتفرغ لانتخاب مجلس تشريعي لاحقا .
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة