السبت 2024-12-14 01:25 م
 

لا .. رجّعنا (فلسطين)!

08:35 ص

ادخلوا التاريخ وحدكم، فالزعماء العرب في يومنا هذا لا يستطيعون استعادة (الحارة) التي تقع خلف قصورهم حتى يستطيعوا استعادة ( فلسطين )، والمسؤولون العرب معظمهم إذا أراد أن يذهب ليفعل كما يفعل البشر يذهب محمولا على (نقالة) فكيف سيذهب إلى تحرير فلسطين، ووزراء الخارجية العرب كل منهم مبرمج فقط على أن يعرب عن (قلقه). لدينا وزير خارجية سرعته ( 20 قلقة) في الدقيقة، ولدينا وزير خارجية سرعته ( 50 قلقة) في الدقيقة، ولدينا وزير خارجية موديل ( 2015 ) سرعته ( 100 قلقة ) في الدقيقة. أنا ابني الصغير مثلا إذا أراد أن ينام أبحث له في التلفاز عن وزير خارجية يعرب عن (قلقه) فيغلبه النعاس في ثوان. صدقوني من كثرة ما أعرب وزراء الخارجية العرب عن (قلقهم) أصيب معظهم بـ ( قلقة ) على الرئة. وفي إحدى المرات لم يعرب وزير خارجية عن ( قلقه)، فاتصل به وزير الخارجية الاسرائيلي مستفسرا عن صحته سائلا: شو خبيبي إنت مريض ما سمعتك (قلقت) اليوم؟! فطمأنه وقال له: لا ياصديقي أنا بصحة وعافية وأعرب لك عن ( قلقي). فاطمأن الوزير. لو وجدنا مخترعا شاطرا يستطيع استخراج الغاز مما يولده وزراء الخارجية من (قلقات) لأصبحنا اليوم أغنى شعوب الارض، لأن (القلق ) الذي يعربه الوزراء لا يؤثر في زوجة (حردانة) وليس في دولة (مغتصبة)!اضافة اعلان

أما الإعلام العربي الذي من المفروض أن يكون رئة فلسطين ومنه يرى العالم بشاعة الصورة ومكر المحتل .. نجده يستضيف أحد مشايخنا ليحدثنا عن مسألة فقهية في غاية الأهمية، وهي ضرورة دخول (الحمام ) بالرجل اليسرى، وذلك بدلا من أن يحدثنا عن أجر من سيدخل الأقصى برجله اليمنى. ونجد أن المسلسلات العربية جميعها قصص إما عن الحب أوالخيانة أو الطلاق، بدلا من أن تحكي قصصا عن النضال والبطولة والصمود. أما برامج اكتشاف المواهب فهي لا تكتشف لنا مخترعا أو بطلا أو عبقريا، بل من يغني بأجمل صوت ( ياليل ياعين) فهل (الموال) وهز (الخصر) يمكن في يوم من الأيام أن يحقق لنا النصر؟!
وبدل أن نعرض في هذه الأيام أناشيد الحماس وملامحنا البطولية حتى ندب الرعب في قلوب العدو، نعرض الشيف (ميمو) وطريقة تحضير (البسبوسة). نعرض لهم الشوك والسكاكين و(ميمو) ليعلم العدو هذا ما أعددنا له من قوة ورباطة جأش!
يا أهلنا في ( فلسطين)؛ نقف بينكم ومعكم، فأنتم اليوم طريقنا الى الكرامة، وأنتم شرف وجودنا ونضالنا، وأنتم شاهد عزنا ورفعتنا. من على ترابكم الطاهر عادت لتسير طلائع المجد، من حجارتكم عاد التاريخ ليكتب شيئا عنّا من جديد.من صمودكم عاد الأمل بعودة (فلسطين) وطنا كريما لكم دون فضل أو منّة من أي أحد.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة