لا،مش «عادي» .. !

تختصر كلمة «عادي» في الاردن الكثير من الموبقات والتناقضات والسلوكيات السلبية التي بات يمارسها الصغار قبل الكبار.

فالولد قبل ان يذهب الى المدرسة،يمدّ يده في جيب «بنطلون» أبيه و «يلطش» ما وجد من النقود،واذا ما اكتشفه والده،ردّ الولد»عادي» والواحد ياخذ فلوس من» ابوه»!

وفي نفس المدرسة، تجد الاولاد والبنات يفعلون ما يحلو لهم تحت غطاء لفظي مفاده» عادي».

سائق السيارة يسير بأقصى سرعة في شوراع ضيّقة ويلقي «مخلفاته» من العلب الفارغة والمناديل الورقية من نافذة السيارة،وحين تسأله،ينظر اليك بسطحية وسخافة ويقول لك» عادي»،يا سيدي!

نفس الشخص حين يذهب الى مدينة «دبي» بلاش « لندن» و» واشنطن» تراه يلتزم بنظافة المكان،لأنه يعلم ان ثمّة «عقاب» ينتظره إن هو « اقترف» جريمته بحق الشارع.

محمد الوكيل ـ ما غيره ـ ليل نهار ينبه الناس،حين تذهبون الى النزهات،اتركوا المكان كما دخلتموه،نظيفا،وخذوا مخلفاتكم معكم،وتجد من يسمع ويقول في سرّه « عادي»،»مشّيها خلي الناس تنبسط».

وقد طوّر الاردنيون كلمة «عادي»،فتحوّلت من صيغة «جواب» الى « سؤال». فتسمع الطالب في المدرسة يقول للمعلمة»عادي» اروّح بدري؟

او كما يفعل ابني «خالد»،ما ان يخرج من باب المدرسة ،حتى تجده،يسألني»عادي» أشتري بوظة؟

المشكلة أنه وامثاله،يلتهمون « الشيبس» و» البوظة» و» المثلجات»،وحين يجلسون الى مائدة الطعام»تصدّ نفسهم عن الأكل». ولهذا تراهم «ناحلين» مثل» السحليات».

طبعا إضافة للأمراض التي تجلبها لهم مثل تلك المأكولات « الملوّنة».

الاطباء،خاصة بعض المتخصصين بامراض الصدرية والانف والحنجرة والبلاعيم، يدخنون وحين تسألهم يقولون « عادي».
كل شيء في بلدنا صار» عادي»،حتى المقالات التي نكتبها ولا احد يقرأها،بنكتب غيرها

«عادي»..!!!