السبت 2024-12-14 11:51 م
 

لبنان .. «إن» عاد الحريري!

07:28 ص

فيما تزداد التصريحات و»التغريدات» التي تتحدث عن عودة وشيكة لرئيس الوزراء اللبناني المستقيل من خارج بلاده سعد الحريري، يبرز سؤالان مهمان يُضافان الى سلسلة الاسئلة والتساؤلات التي تؤشر الى انعدام تفاؤل في شأن عودة عتيدة مُبكرة كهذه, وما إذا كانت الضغوط التي تُمارس في هذا الاتجاه ستصيب نجاحا يُذكر أم لا؟, وبخاصة مع اقتراب «عيد» استقلال لبنان بعد اسبوع من الآن (22 الجاري)؟ وما اذا كان سعد الحريري سيعود الى بيروت قبل هذا التاريخ.. كفرصة للإيحاء بأن الضغوط «لم» تنجح في التأثير على أجندته وأسباب استقالَته, وخصوصا «الوعود» التي بذلها مُؤكِّداً انه «راجع»؟.اضافة اعلان


احتمالات عودته قبل او يوم الخميس المقبل تبدو واردة, لكن السؤال الاكثر اهمية - في حال عودته - هو ما اذا كان سيُصِّر على الاستقالة التي اعلن انها بنت قراره الحُرّ وافكاره؟ وهل بمقدوره في حال خرَج من السراي الحكومي ان يجلس في مقاعد المعارضة؟ ويضع «برنامجه» او «يتبنّى» اسباب استقالته التي جاءت في كلمته المتلفزة.

في السياق ذاته تصريحات البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي, التي اعلن فيها اقتناعه «التام» بأسباب استقالة الحريري، مُريبة ومُثيرة للتساؤل حول سر اختيار البطريرك الماروني التخنّدق خلف «اسبابٍ» ومبرراتٍ لم يكن الحريري يتحدث بها أقله منذ عام, عندما تم تكليفه تشكيل اول حكومة في عهد الجنرال ميشال عون، الذي جاء الى قصر بعبدا بعد تفاهم وطني لبناني عريض ومُؤثِّر، التزم الحريري عبره بخطاب «وسطي» تصالحي، «أجبر» كثيرين على الاشادة بـ»النضج السياسي» الذي أظهره طوال الأشهر العشرة التي انقضت على وجوده في السراي، وعدم انجراره الى مزايدات سمير جعجع وأيتام فريق 14 آذار المُتصدِّع وفذلكات سامي الجميل وبقايا حزب الكتائب «المأزوم», بل ان حكومته التي تُوصَف بانها حكومة حزب الله,»(عِلماً ان الحزب لا يتولى فيها سوى حقيبتين وزاريتين ثانويتين).. نجحت (حكومة الحريري) في تجاوز عدة قطوع وازمات بنجاح لافت, كان احدهما منح الجيش اللبناني الغطاء السياسي لتحرير جرود عرسال ورأس بعلبك من ارهابيي داعش والنصرة بدعم كبير من رئيس الجمهورية، رغم معارضة جعجع ومَنْ لَفّ لفّه، والآخر إقرار موازنة عامة للبنان لأول مرة منذ اربعة عشر عاما.. الامر الذي زاد من منسوب التفاؤل باستمرار حكومة الحريري وتراكم خبرتها في القفز على كثير من الالغام التي يزرعها رافضو التهدئة في لبنان, والداعمون بخبث وتآمر الى ما يُسمى سياسة «النأي بالنفس» التي تعني, ضمن امور اخرى, فتح الطريق على اسرائيل للإستفراد بلبنان ودائما في تسهيل مهمة الجماعات الارهابية بان تجد لها ملاذا آمناً ودعماً على الحدود اللبنانية السورية المشترَكة وعبر لبنان الى سوريا, مع توفير الاموال والعتاد والرعاية الطبية لإرهابييها, كما حدث في السنوات الخمس الاولى على اندلاع الازمة السورية، بانخراط احزاب وجماعات وحركات لبنانية مدعومة من سفارات على الأراضي اللبنانية، وكما يستمر حدوثه الآن اسرائيلياً على جبهة الجولان السوري المحتل.

اقتناع البطريرك الراعي التام بـ «أسباب» استقالة الحريري، كان سمير جعجع قد سبقه اليها, عندما اطلق تصريحه (التآمُري والمُتسرّع كما يجب الوصف) مباشرَة بعد استقالة الحريري المتلفزة قائلاً: «ان الحريري، سيسحب استقالته.. اذا انسحب حزب الله من سوريا»، وكانها فرصة اهتبلها داعية الإنعزالية الأول ومُشعِل الحرب الاهلية في لبنان وحليف اسرائيل الدائم, كي يُصفّي حساباته مع خصومه ويدفع باتجاه حدوث الاستقالة, ظنّاً منه ان احدا في لبنان لن يرفض استقالة غير دستورية كهذه... اقلّه شكلاً، بمعنى ان يقوم الرجل بتقديم استقالته خطياً ووجاهياً لرئيس الجمهورية, كي يمارِس الاخير حقه في اتخاذ الخطوة التالية, بعد تكليفه حكومة الحريري مهمة تصريف الأعمال,الى حين اجراء المشاورات البرلمانية المُلزِمة ثم تكليف شخصية اخرى بهذه «الوظيفة», قد يكون الحريري نفسه احد هؤلاء, اذا ما تم التوافق على برنامج سياسي حكومي... جديد.

أُسْقِطَ في أيدي الذين تسرّعوا واعتبروا استقالة الحريري فرصة للعودة الى صدارة المشهد اللبناني، بهدف احراج رئيس الجمهورية واغلاق «الدائرة» على حزب الله، وتمرير مشروع نزع سلاحه، تحت طائلة الحرب (الاسرائيلية دائماً كحليف تجمعه الاهداف والغايات ذاتها في تدمير سلاح حزب الله و»تطهير» لبنان والمنطقة من ثقافة المقاومة)، واذ لا تجد تل ابيب فرصة او مصلحة في خوض حرب كهذه, يدرك قادتها انها لن تكون نزهة (الاسرائيليون رغم فاشيتهم ودمويتهم وغطرستهم يستخلصون الدروس والعِبر ولا تغيب عنهم لحظة واحدة ,الصفعات الموجعة والهزائم النكراء التي لحقت بهم في لبنان منذ اجتياح بيروت في العام 1982 حتى اليوم الاخير من حرب تموز 2006، مرورا بهروبهم المُذلّ في 25 أيّار عام 2000) فان المُتحمِّسين لاستيلاد ازمة سياسية عميقة في لبنان كسميرجعجع واشرف ريفي وبعض زعماء الطوائف والمذاهب والزواريب وقادة المحاور, سيُلوِحون بدعم من قوى اقليمية ودولية بحرب اهلية.فهل... ينجحون؟

المُعطيات والوقائِع وموازين القوى تقول:.. عبثاً يُحاولون.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة