لسنوات خلون، كانت الأنفاق هي المتنفس الوحيد تقريبا التي تؤمن الحاجات الأساسية لقطاع غزة، كلما أحكمت اسرائيل حصارها، واليوم، بعد هدم الأنفاق، وإبقاء معبر رفح في حالة إغلاق شبه كامل، فضلا عن إغلاق المعابر مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإخضاعها للمزاج الصهيوني، ماذا يعني هذا، إلا أن يكون عملية قتل ممنهجة، وخنق لما يقارب مليونيْ إنسان، كل ذنبهم أن من يحكمهم ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين؟.
لا يمكن فهم حصار غزة اليوم إلا أنه يتماهى مع ما تخطط له إسرائيل من القضاء على حكم حماس، عبر إيصال سكان القطاع إلى قناعة انها «عبء» عليهم، وصولا إلى مرحلة تطويع غزة، وإدخالها تحت عباءة السلطة الفلسطينية، التي بدأت مسارا لا ينتهي من التفاوض على الفتات الذي بقي من الضفة الغربية المحتلة، وليتها نالت منه شيئا، فالضفة لم تزل أرضا محتلة بمعنى الكلمة، وسلطات الاحتلال تصول وتجول في طول البلاد وعرضها، ولا وجود فعليا لأي سلطة عربية، إلا حينما يعلق الأمر بملاحقة المقاومين، وخاصة من أبناء حماس، الذين أصبحوا هدفا مفضلا لاستحقاقات ما يسمى «التنسيق الأمني» وهو في كنهه محض جهاز لتنفيذ الرغبات الاحتلالية بأيدٍ فلسطينية!
وعودا لما تفعله مصر الآن بغزة، وكي نفهم حقيقة ما يجري نعود إلى ما صرح به مسؤول فلسطيني في الخارج وقيادي بارز في منظمة التحرير معروف بخلافه مع عباس أن اتصالا جرى بين محمود عباس والجنرال السيسي لتنسيق الحراك المشترك بينهما لتقويض قدرة حركة حماس في غزة، وقال بهذا الشأن « أن عباس طلب من السيسي قطع العلاقات المصرية مع حكومة غزة، وتسريع وتيرة هدم الأنفاق الحدودية وبالأخص وقف دخول المحروقات للقطاع . بالإضافة إلى تشديد الإجراءات على معبر رفح البري «. مؤكدا « أن طلبات عباس لاقت ترحيبا من السيسي الذي أكد أنه سيعمل على إنهاك حركة حماس في قطاع غزة وصولا إلى قبولها بأية إملاءات تطرحها رئاسة السلطة الفلسطينية للمصالحة , وبشروطها « (بما في ذلك إعادة معبر رفح لسلطة رام الله والاحتلال!) .
وتهدف خطة عباس والسيسي إلى إحداث حالة من الاستياء لدى المواطنين في قطاع غزة من تشديد الحصار وإغلاق المعبر للضغط على حماس والقبول بالمصالحة وفق رؤية عباس التي تقوم على الاعتراف بالاتفاقيات الأمنية والاقتصادية الموقعة مع الجانب الإسرائيلي , وهو ما ترفضه حماس بشكل مطلق . وما يؤكد هذا الأمر، ما نشره المحلل العسكري الإسرائيلي روني دانئيل في الصحافة العبرية حينما قال أن السيسي أبلغ «إسرائيل» بالانقلاب العسكري على مرسي قبل ثلاثة أيام من وقوعه، مطالبًا الاحتلال بمراقبة حركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة . ويؤكد دانئيل أن الانقلاب العسكري في مصر كان مطلبا ملحا لأمن إسرائيل. قائلا « السيسي كان خائفا من حركة حماس ، إلا أن إسرائيل طمأنته أن غزة تحت المراقبة، وطالبته بضرورة هدم الأنفاق « وهذا ما تم تنفيذه خلال الأيام الأخيرة بدعوى أن قطاع غزة يشكل تهديدا للأمن القومي المصري!.
حصار مصر لقطاع غزة يرقى إلى كونه جريمة ضد الإنسانية تنفيذا لمخططات تخدم سياسة الاحتلال ومن يتفاوض معه لإهدار الحقوق الوطنية الفسطينية، وهو لا يراعي لا أبعادا قومية ولا إنسانية، وما يستطع أو لم يرد تنفيذه نظام مبارك يبدع فيه نظام الانقلاب العسكري!.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو