الوكيل - يتناول كتاب البريطانية ايوان موريسن، 'حكايات من المول'، نمط الحياة الاستهلاكية، الذي يفرض سطوته - اليوم - على الحياة الاجتماعية، وكيف تضلل شركات الإعلان الجمهور بهدف زيادة أرباح الشركات في فترة الركود التي تعاني منها الرأسمالية.
نحب أن نعتقد أننا أحرار في سوق حرة؛ وأننا بعيدين عن قوى الإعلان والتلاعب الاجتماعي من قوى السوق المختلفة، لكن صعود اتجاه اجتماعي جديد- 'الفرد الواحد' كنموذج للمستهلك- يأتي مع مفارقة. وقد يكون ما كنا نظن في السابق أنه ضرب من الراديكالية -البقاء أعزب- في حقيقته أمر رجعي في أيامنا.
العلاقة طويلة الأجل، مثل الوظيفة مدى الحياة، يجري تفكيكها لصالح علاقات على المدى القصير، وترتيبات مؤقتة بلا وعد بالالتزام، وكما ظل عالم الاجتماع بومان يحذرنا لأكثر من عشر سنوات. من الصعب لشخصين يعملان لحسابهما الخاص، دون وعد بمستقبل مستقر، بالاستمرار معاً. رأسمالية اليوم تريد منا أن نبقى عازبين.
العزوبية، كان يُنظر إليها، منذ الستينيات بوصفها خياراً جذرياً، وشكلاً من أشكال التمرد ضد البرجوازية الرأسمالية، وكما تقول عالمة الاجتماع جين كلود كوفمان، الابتعاد عن نمط الحياة الأسرية لصالح نمط الحياة الفردية في القرن العشرين كان جزءاً من 'الزخم الذي لا يقاوم للنزعة الفردية'. غير أن هذه 'الحرية' يخفت بريقها كثيراً اليوم عندما ينظر إليها من خلال منظور التغييرات في النزعة الاستهلاكية.
من الناحية الاقتصادية، من المربح إقناع الناس أن يعيش كل بمفرده. العزاب يستهلكون إنتاج أكثر بنسبة 38% وتغليف 42% أكثر، 55% أكثر الكهرباء والغاز 61% أكثر من أسر مكونة من أربعة أشخاص، وفق دراسة أجراها ليو جيان من جامعة ولاية ميشيغان. فإنه في الولايات المتحدة، يفوق الناس الذين لم يسبق لهم الزواج في الفئة العمرية 25 إلى 34، الأشخاص المتزوجين بنسبة 46 بالمائة. بينما تنمو أرباح سوق الطلاق: تفكيك أسرة واحدة يعني أن الأب والأم مضطران لشراء سيارتين، تلفزيونين، وغسالتين. وهكذا، ولّت أيام الأسرة النووية كوحدة الاستهلاك المثالية.
بينما تغرق الرأسمالية في الركود، أدركت الشركات أن هناك مجالين جديدين لنمو الأرباح - أولاً، في السوق الصاعدة للعزاب، وثانياً في تشجيع الطلاق ومفهوم الحرية الفردية. وهذا يتبين في التغييرات في طبيعة الإعلان، التي تروج منتجات متنوعة مثل البرغر والعطلات الموجهة للعزاب-خاصة النساء غير المتزوجات. إعلان جديد لهوندا وآخر لسيتي بنك يشرح أهمية اكتشاف الذات الفردية وتأجيل الارتباطات الزوجية.
يراد للنزعة الاستهلاكية - الآن - أن تكون فردية، ويتم تسويق هذا المفهوم على نحو مثير. والمفارقة حالياً تكمن في أن الخيار الجذري هو بمحاولة الاستمرار في علاقة طويلة الأمد وعمل طويل الأجل، التخطيط للمستقبل، وربما حتى محاولة إنجاب الأطفال، بدلاً عن العزوبية.
العلاقات الثنائية والارتباطات طويلة الأجل مع الآخرين في المجتمع، تبدو البديل الراديكالي المتاح لمواجهة قوى السوق التي تزيد العزلة، وتعمق الفردية، والسعي لعلاقات مؤقتة تكون بمثابة 'حل سريع' أكثر من أي وقت مضى لأجساد تسعى لخلاصها الشخصي.
الحل: كن جذرياً، ارتبط عاطفياً، طالب بالتزام الشركاء وأصحاب العمل. وارفض اغراءات السوق ودعاوى الفردية والعزوبية.
المصدر: الغارديان البريطانية
ترجمة: هاشم التل
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو