ولماذا تهرب بعض الكفاءات الأردنية الى الخارج ..! لا أتحدث هنا عن الكفاءات الذين تطلب خبراتهم دول الجوار . ولا أعني اولئك الخريجين الجدد من المبدعين في تحصيلهم العلمي ممن انضموا الى صفوف العاطلين قبل ان يظفروا بفرصة عمل في الخارج . ولا اتحدث عن اولئك الذين تركوا اعمالهم بحثا عن فرص عمل لتحسين مستواهم المعيشي . انما اعني بالسؤال اولئك الذين بلغوا مراتب وظيفية مميزة ومستوى دخل مناسب في مختلف مؤسسات الدولة لكنهم تركوها فجأة وتركوا معها كل شيء . امالهم وطموحاتهم وفضلوا أن يحققوا ذاتهم في بلاد الاغتراب.
هؤلاء لم يخرجوا لحاجة او لقلة الدخل أو للحصول على فرص افضل إنما هربوا فعلا من ضغوط مروؤسيهم الذين رأوا فيهم منافسين لهم فبعضنا يخشى اللامعين ويرى فيهم خطرا يهدد مواقعهم , واستطيع ان اسرد عشرات القصص التي دارت وتدور في مؤسساتنا التي تفضح هذا السلوك الطارد للكفاءات لا لسبب فقط لان هذا المتميز بات يشكل خطرا على رئيسه وهذا اللامع بات يهدد صورة مديره .
في بلاد الاغتراب يجد هؤلاء تقديرا لائقا فمعيار تقييم عملهم يحتكم الى دقة الانجاز والكفاءة والانجاز وأستطيع مرة أخرى ان اعيد سرد مئات القصص عن هؤلاء المتميزين والمقدرين لاعمالهم فقط لان المسؤولين في بلاد الاغتراب غير معنيين بروابط القربى ولا بالواسطة ولا بالمحسوبية وهي الآفات التي غطت ولا تزال على عيوب موظفين كبروا دون استحقاق وبلا كفاءة كما قتلت مبدعين استحقوا لكنهم حوربوا وحوصروا وطردوا .
في الامارات وفي دبي تحديدا شريحة متميزة من هذه الخبرات ولا ازعم ان قلت انها باتت بفضل اتقانها العمل قريبة من صناع القرار ولهم بصمات واضحة , في التعليم والصحة والتشريع والاعلام والتكنولوجيا والمصارف وغيرها من المجالات .هم مميزون يعملون بصمت ديدنهم الانجاز وسلاحهم الكفاءة التي وجدت كل التقدير هنا في دبي لكنها كانت قد وجدت النكران في بلدهم .
في فترة عاد بعض هؤلاء بعدما تنبهت شخصيات تولت المسؤولية الى اهمية وجودهم كروافع تتمتع بخبرات تحتاجها البلاد وهي تنطلق نحو التحديث والتطوير في مجالات مختلفة وبذلت جهود كبيرة لمحاولة استرجاع هذه الخبرات وكانت هناك مغريات كبيرة ووعود باستقرار وبفرص متكافئة وقد تحقق ذلك فعلا فعاد بعضهم وبعضهم تردد وبعضهم رفض الفكرة , لكن الذين عادوا , عادوا اليوم الى ذات الحيرة والقلق لان مياه كثيرة جرت منذ ذلك الحين . فخاض مسؤولون خلفوا المسؤولية ما يشبه بحملة تطهير على قاعدة التخلص من فريق فلان ومحو اي اثر لعلان وكان هؤلاء الاردنيين الكفؤين لا ينتمون للاردن بل لاشخاص وشيعة وفرق .
بقي علي ان أحيي اسماء كثيرة التقيتها في دبي وقد اختطفوا منا كل الاعجاب والتقدير لعملهم الذي اتيح لنا ان نتعرف عليه عن قرب ولمواقعهم التي اهلتهم كفاءاتهم لتسلمها.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو