الجمعة 2024-12-13 04:13 م
 

لماذا خدمة العلم ؟

03:01 م

طرح فكرة اعادة خدمة العلم مجددا ليست جديدة اذ سبق وأن أعلنت حكومة سابقة نيتها دراسة اعادة العمل بخدمة العمل واقترحت فترة العلم ستكون لمدة 3 أشهر لها بدلا من سنتين .اضافة اعلان

تعددت أسباب إعادة خدمة العلم وقد كان لكل من يطالب بها أسبابه وهي كلها صحيحة بدءا بحلول مفترضة لظاهرة العنف الجامعي ,علما بأن الخدمة لاحقة للمرحلة الجامعية وليست سابقة عليها ومرورا بتدريب الشباب على مهارات محددة والأهم من ذلك هو بعث الروح في مدرسة مهمة من مدارس بناء منظومة القيم المجتمعية التي تصدعت لأسباب عدة ليس هنا مجال ذكرها لكن يكفي أن ننوه الى الإنفلات وغياب لغة الحوار واحترام الآخر التي أستبدلت بالعنف والصراخ وفي أحيان كثيرة بالإتهامية والتشكيك لكن أهم هذه القيم على الإطلاق هو احترام القانون وهو واجب على كل مواطن عندما تتعزز مفاهيم المواطنة في أحد أذرعها وهي خدمة العلم الى جانب ذراعها الثاني وهو دفع الضرائب .
هناك شبه اتفاق حتى بين العائلات الأردنية التي كانت تتذمر من خدمة العلم باعتبارها مضيعة للفرص من دون إنتاجية على أن خدمة العلم باتت ضرورة لكن ليس وفق الأسلوب الذي كان متبعا في السابق دون الإخلال بأنظمة الضبط والربط والتدريب العسكري وإحترام المبادئ والقيم العسكرية وهي بالضرورة قيم وطنية.
دوافع هذا الاجماع الذي بدأنا نسمع صوته يتعالى هنا وهناك هو أن خدمة العلم باتت حلا لمشاكل ضعف القيم والانضباط والالتزام بالقوانين العنف المجتمعي .
دوافع المعارضين لعودتها هي أنها مكلفة على الدولة في الوقت الذي تعاني منه الخزينة من عجز كبير هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإنها لا يمكن أن تشكل مصدر دخل يكفي للمنتسبين , لكن السؤال هو منذ متى كانت خدمة العلم وظيفة يجب أن يتقاضى المنتسب لها راتبا أو أجرا , فكل ما كان يتم هو صرف راتب رمزي يكفي لتلبية حاجات شخصية في حدودها الدنيا وهنا نجد أنفسنا كذلك أمام مدرسة من نوع آخر وهي مدرسة التكيف والتدبير , عندما يتعلم الشباب كيفية ضبط مصاريفهم ووقف التبذير والتكيف مع الدخل الحقيقي الذي يتحصلون عليه .
كل ما سبق خاضع للنقاش , لكن يكفي أن تكتسب إعادة خدمة العلم أهميتها في جانب واحد هو تنظيم أفواج الداخلين الى سوق العمل من خريجي الجامعات والمعاهد , بمنح المجتمع فرصة , وأن كانت مؤقتة يلتقط فيها أنفاسه يعيد فيها ترتيب برامج التخفيف من البطالة , عندما يتم التعامل مع جيل من الخريجين بمساحة كافية تسبق الجيل الذي سيليه دون تراكم أجيال متلاحقة تنضم الى جيش العاطلين عن المل كما هو الحال اليوم .
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة