الأحد 2024-12-15 12:34 ص
 

لماذا يُنكرون انتصار القدس!؟

12:30 م

-1-
النجاح له آباء كثيرون، لكن الفشل ابن حرام، مقطوع النسب، ومكروه، ما حدث في القدس أخيرا كانت معركة إرادات، لعبت فيها أطراف عدة أدوارا مختلفة، بعضها ظاهر وبعضها مخفي، ومنها دور أردني حقيقي حرص على إعادة الأمور إلى الوضع السابق قبل هبة تموز المجيدة، لكن النتيجة كانت انتصارا صغيرا على عدة ثوابت حاول الاحتلال زراعتها في وجدان الشعب العربي والفلسطيني تحديدا، وعلى الأرض بالطبع، منها مثلا أن السيادة المطلقة في الأقصى هي له، والقدس «عاصمته» الموحدة، لكن ما حدث أكد أن تلكم المسألتين تحديدا هما بعض أوهامه، وما أكثر هذه الأوهام، فلا العاصمة موحدة، ولا السيادة مطلقة، بل إن العاصمة ليست عاصمة، بل قاصمة، فهي بيت الثورات والانتفاضات، وشرارة الوعي الجمعي العربي والمسلم، أما السيادة فتحت الحراب، ولكل حربة ما يواجهها مما يبدعه ابناء الشعب الواقعون تحت الاحتلال!اضافة اعلان

-2-
حينما تضطر لإعادة «احتلال عاصمتك» فهذا يعني أن السنوات الخمسين التي انصرمت وأنت تحاول «تهويدها» بكل السبل أثمرت منشآت وحجارة وبيوتا يسكنها مستوطنون يصابون بالذعر عند كل منعطف، أما «البيت» كما يسميه الاحتلال، فهو يسكن وجدان المقدسيين، ومن خلفهم ملايين العرب والمسلمين..
-3-
من أجمل ما قرأت في مسألة «تقاسم النجاح» ما كتبه الزميل والصديق رشاد أبو داود نائب رئيس تحرير الدستور على صفحته في فيسبوك: «الذين نسبوا لنفسهم فتح الأقصى كملوا معروفكم وحرروا القدس» وهذا مطلب حق وحقيقي أيضا، فمن قال إنه تمكن من فتح أبواب الأقصى، يتضمن كلامه اعترافا بأن لديه القدرة على مواجهة الاحتلال، ومن حق أبناء القدس وفلسطين والوطن العربي كله أن يطالبه باستخدام كل قوته وقدرته ليكمل «المعروف» ويشفي غليل أبناء الأرض المقدسة، فيزيل عن صدورهم صخرة الاحتلال!
-4-
بعض الأقلام استكثرت على المقدسيين والعرب أن يحتفلوا بـ «النصر» وقالوا إن ما حدث ليس نصرا، ولا يستحق الاحتفال، باعتبار أن القدس لم تزل محتلة، والأقصى تحت حراب الاحتلال، حسنا أيها الناعقون بالخراب، اقرأوا ما كتبه الكتاب العبريون في صحافتهم، وستعلمون أن هزيمتهم في معركة الأقصى كانت من المرارة بحيث قلبت كثيرا من المفاهيم، وغيرت كثيرا من المعادلات، والأهم أنها شوشت بشكل جدي على كثير مما كان يعد في الغرف المغلقة من تطبيع رسمي عربي مع العدو، ومن عقد صفقات وحياكة مؤامرات، بل إنها دفعت بعض شركاء العدو إلى إعادة النظر في شراكاتهم، ومدى صمودها في وجه أي تحركات شعبية مستقبلا!
-5-
لهؤلاء وأولئك، نقول تعالوا نقرأ ما كتبه المعلق الصهيوني تسفي برئيل/ في هآرتس: الجديد في قضية الحرم هو أنه ليس فقط اسرائيل هي التي خافت من اندلاع انتفاضة فلسطينية، بل ايضا الكثير من الزعماء العرب. وكما ظهر في ثورات الربيع العربي فان الانتفاضات معدية وخطيرة، والانتفاضة الفلسطينية لم تعد تعبيرا محليا عن الصراع القومي ضد الاحتلال الاسرائيلي، بل من شأنها أن تجند التأييد الكبير الذي سيضع الانظمة العربية أمام صدام عنيف مع الجمهور!
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة