مي المصري
-تَمَنيّتُ أن أَكُونَ لَهُ حُبّاً بِعَرْضِ السَمَاء لَكِنَّني لَم أَكُن
تَمَنيّتُ أن أَكُونَ لَهُ أَرضاً خَضْرَاءَ يَنْقشها بِالحنّاءِ و الزُهُور الحَمْراء و لَمْ أَكُنْ
تَمَنيّتُ أن أَكُونَ تَفَتُّحَ الحُبّ بِقَلبه و أن يَلُفَّ أَورَاقَنَا كَوَردَةٍ تَحْتَضِنُ النَدى دَاخِلَ جَوفِهَا لَكِنّي لَمْ أَكُنْ
أَرَدّتُ أن أَكُونَ لَهُ بَحْرَاً عَمِيقَ الأسرَارِ لَكِنّهُ أَبعَدَنِي وأَنْزَلَ السِتَار فَلَمْ أَكُنْ
لَمْ أَكُنْ لَهُ أيَّ شَيء أَحْبَبت، لِأنّي لَمْ أَكُن الشَيء الذي أَحَبّ
تَمَنيّتُ أن أَكُونَ وَردَتَهُ البيضاءَ التي يَسْقيها بِتَغَاريدِ الحَسّونِ و لَمْ أَكُنْ
أَرَدّتُ أن أَكُونَ عَيناهُ اللّتانِ يَرَى بِهِما الحَيَاةَ مِن زَوَاياهَا المُخْتَلِفَةِ و لَمْ أَكُنْ
......................
مَنَحْتُكَ قَلْبَاً يَنبِضُ باسْمِك، حَطّمتَهُ كَسَرْتَهُ و سَحَقْتَهُ بِأَنَانيّتِك
أَعْطَيْتَني الأَمَلَ بِكَأسٍ مَكْسُورٍ فَتَسَرّبَ و ضَاعَ مَقهور
ألبَسْتَني الحُزْنَ ثَوبَاً و العُبُوسَ غِطَائَاً و سَحَبْتَ مِن بَينِ خُصَيلاتِ شَعري الحَياة
و كَحّلْتَ جُفُونِي بِلَيلٍ قَاتِمٍ طَويلٍ و أبعَدتني عن فَجْرٍ سَعِيد
تَمَنيّتُ أن أَكُونَ بَدْرَاً حُلوَ الطُلُوع بِمَسَاءٍ مَهمُوم ولَم أَكُن
أَرَدّتُ أن أَكُونَ لَهُ وَتَرَاً يَعْزِفُ عَلَيهِ لَحْنَهُ العَذْبَ، فَجَعَلَنِي عُصْفُورَاً مِن غَيرِ صَوت
أَرَدّتُ أن أَكُونَ لَهُ صَفْحَةً بَيضَاءَ التي يَبْدأُ بِها قِصّةً مُشَاكِسَةَ النِهَايات
لَكِنّهُ بَعْثَرَني كَأورَاقٍ صَفرَاءَ بالية و مَزّقَها بِوَسَطِ الهَوَاء
.................
جَعَلتَ دَاخِلي أَلَمَاً يَطرُقُ أبوابي بِكُلّ بُزُوغ
أنْسَيتَنِي مَعْنى اللّحْظَة في غَمْرَةِ الانتِظار، و مَسَحْتَ مِن دَاخِلي أيّ اعتِبارٍ لِنَبضِ القُلُوب
أبْكَيتَني مَزّقْتَني كَسّرْتَني بَعْثَرْتَني أَهْمَلْتَني طَعَنْتَني و اسْتَمَرّيتَ بِالجرْح
فَكَيفَ لِقَلْبٍ أَمَتَّهُ بِيَدَيكَ أن يَشْعُر، فَهَل يَشْعرُ المَيّتُ بِجُرُوحِه ؟!
سَأَلْتُكَ بِكُلِّ ما جَمَعْتُهُ مِن قُوى أن أَكُونَ حَبِيبَتَكَ الأولى والأخِيرة و لَمْ أَكُنْ
أشْعَرْتَني بِغُرْبَةِ أحَاسِيسِك و أنا دَاخِلَ قَلْبِك فَاسْتَقَرّ الخَوفُ و اتّخَذَ مَكَانَهُ بِقَلْبِي
فَلَمْ أَكُنْ و لَنْ أَكونَ أنا مَنْ أَحْبَبْتَ أنْت
فَلَمْ أَكُنْ من سَتُقَدّمَ لهَا طَوْقَ اليَاسَمِين و مُقَبّلاً يَدَاهَا و طَالِبَاً مِنْها أن تُرَافِقَكَ الدّرْبَ و لَنْ أَكُون
فَابتَعِدْ عَنّي و انْسَحِب مِن جَوَارِحِي فَهَذَا أَمْرٌ يَفْرِضُهُ قَلْبِي عَلَيكَ فَرْضاً، فَأنا لَمْ أَعُد أطِيقُ هَذِه النّارَ اللّاذِعَة
و الأعَاصِيرَ الخَائِبَة و الدّمُوعَ اللّاهِبَة والآمَالَ الضّائِعَة
و الوّحْشَةَ المُظْلِمَة و الانْكِسَارَ المُضْنِي
و سَئِمْتُ وُجُودِي على حَائِطِ فِنْجَانِكَ كَظِلالٍ تَائِهة
أنْتَظِرُ العَرّافَ لِيبْعَثَ الأمَلَ بِتَهَيّوئاتِ الكَلَام
فَتَرْتَسِمُ أحْلامِي كَدُمُوعٍ مَنْدِيّةٍ عِنْدَ حَوَافِ الفِنْجَان
و لا يُوجَدُ مَن يَمْسَحُها فَهِيَ وَحِيدَةٌ و حَزِينَة
لَكِنّي سَأتَمَرّدُ عَلَى أَحْرُفِكَ وَكَلِمَاتِك
سَأَتَمَرّدُ على صَمْتِكَ قَسْوتكَ و جَفائِك
فَأنا أُرِيدُ الشَمْسَ بِحُلّةٍ بَهيّة و بِسُطُوعٍ كَبير أن تَمْلَأ عَيْنَيّ
أَرِيدُ التَجَرّدَ مِنْكَ و الحُرّية مِن عَينَيك
فأنا لَسْتُ مَن أحْبَبْتَ و مَن اخْتَرتَ فَابْتَعِد
ابتعد ابتعد، فأنا لَمْ أَكُنْ مَن أَرَدّت
فَوَيْحَكَ لِمَاذا اقْتَرَبْتَ و دَمّرْتَ ما حَفِظْتُهُ لَكَ مِنْ عَهْد
فابتعد ابتعد ابتعد، فأنا لَمْ أَكُنْ مَنْ أَرَدّت
مي المصري
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو