.. حين وصف رئيس الوزراء التركي رئيس مصر بأنه «طاغية مثله مثل الاخرين» لم يقل لسامعيه من هم الآخرون «الطغاة»؟! والكلام مثير للتقزز: فاذا كان السيسي «وامثاله» لم يفعلوا الا ما فعله مرسي عام 2012 واجترح تهدئة غزة التي ورثها من حسني مبارك, فلماذا يشارك في مبادرة «تهدئة» اخرى, بالشراكة مع «طاغية» آخر عربي؟!
لا نفهم ما الذي يورط الرئيس اردوغان بمثل هذه المطبات, فيفتح «دكاناً» فلسطينياً بعد ان اغلقت اكثر الدكاكين أبوابها؟! ولماذا يجعل من نفسه طرفاً في مأساة الخلافات العربية العمياء, وقد كان صور نفسه بالحليف, والحازم, والمتصدي «للعنطزة» الصهيونية؟! وجعل من تركيا: الشقيق لكل المسلمين والعامل من اجل حقوقهم؟!
لم تكن مصر منذ مطلع القرن التاسع عشر تابعاً لسلطنة آل عثمان, ليطلق الرئيس اردوغان العنان لذاكرته التاريخية. فمنذ محمد علي باشا ومصر هي حامية دولة الخلافة حاربت عنها في نجد، وفي اليمن، وفي الرومللي - اليونان - واخضعت هذه المناطق الصعبة والشاسعة لسلطانها المتهافت، وحين وجد محمد علي نفسه امام مطالب سلطانية مستمرة، ضرب ضربته وطرد العثمانيين من فلسطين وسوريا ولبنان والاردن منذ عام 1831 حتى عام خروجها منها عام 1842، وكان ذلك نتيجة تدخل بريطانيا وفرنسا وروسيا، وحصارها للسواحل السورية والمصرية. وقد انسحب محمد علي بتسوية وليس بهزيمة:.. على ان تعترف اسطنبول باستقلاله وبعائلته المالكة.. واستمر ذلك حتى 23 يوليو عام 1952!.
لماذا يتصور اردوغان انه يملك الهيمنة على مصر، او على سوريا، او على العراق!! وكيف يستعير من الاخوان المسلمين شعاراً لا يحق له استعارته، وهو ان العهد المصري القائم غير شرعي، مع ان اثنين وعشرين مليوناً من المصريين انتخبوا الرئيس السيسي؟ واذا كان يحق للاخوان الاعتراض على شرعية النظام الجديد، فذلك لا ينطبق على رئيس وزراء تركيا، الا اذا اختار ان ينضوي الى حاشية المرشد العام!!.
كان الكثير من عقلاء العالم العربي ينظرون الى الحزب الحاكم التركي بالكثير من الاحترام، على اعتباره يدين بسياسة الاعتدال الاسلامي، ويطمح لأن يكون جزءاً من الوحدة الاوروبية، لكن العقلاء غيروا بانكشاف سطحية ارودغان.. خاصة حين يركب ظهر الجماهير في الاحتفالات العامة.
لم ينجح اردوغان في اقناع اوروبا بأنه ديمقراطي، ولم ينجح في اقناع المسلمين بأنه متنوّر، وقادر على حمل تراث الاسلام الى القرن الواحد والعشرين!!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو