لندن تحتفل بالذكرى الـ 150 لإنشاء السكة الحديدية

ربيع صبحة

صباح يوم الثلج الرائع، صباح جمعة الحادي عشر من أول أشهر العام، وبينما كنت أشاهد اخبار العالم، يفاجئني خبر احتفال البريطانيين بالذكرى الـ 150 لإنشاء السكة الحديدية، فقد عرضت القناة تقريراً بسيطاً عن قيمة مترو الانفاق التاريخية ذو الـ 150 عاماً وكيف مضت أيامه عبر الحرب العالمية الثانية عندما لجأ الانجليز للاختباء فيه من القصف النازي وقتها. ورأيت صور الناس وهو يحتفلون بهذا الانجاز التاريخي العظيم والذي ما زال يستخدم كوسيلة مواصلات هامة واللآسرع في البلاد.
وبعد انتهاء التقرير وانتقال مقدمة الأخبار إلى الخبر التالي، احسست بحزنٍ عميق دخل صدري، ومخيلتي امتلأت بصور بلادي وشبابها، فسرحت قليلاً وسألت نفسي، لماذا حتى الآن ليس لدينا سكة قطار يربط العقبة بالرمثا؟ أليس فينا من فكر من قبل بذلك؟
ماذا كان الذين قبلنا يفعلون؟ ماذا فعل المسؤولون؟ ألم يفكر أحد كبار رؤوس الأموال أن يتبنى هذا المشروع؟ أم لم يجد فيه مصلحة مادية مجدية؟ لا تقولوا لي الاستعمار! لا تقولوا لي الغرب لا يريدنا أن نتقدم ! بل نحن قوم لا نشبع من المال جمعاً فقد عاث الفساد في جميعنا وأعمى المال عيوننا وضلل تفكيرنا.
أين أنت أيها المسؤول من شارع مرت عليه السنين والحفر تملئه، اين أنت أيها المسؤول من دعم المشاريع الاقتصادية وفتح فرص العمل للشباب الواعد، أين أنت أيها المعلم من تعليم أبنائنا على ماذا تقوم الأوطان والنهضة، لماذا نرى شباباً لا ينصبون في أعينهم إلا شهواتٍ دنيئةٍ ساقطة، أين الذين يرفعون لا للفساد ولا للمحسوبية والواسطة، من الذي يقود أبنائنا إلى النهضة بالوطن؟ كل يومٍ نسمع بإنجازٍ بأيادي شبابنا الواعد، ولكن هل من داعمٍ حقيقي لها.
أسفي على وطنٍ شبابه لا يعلم القوة التي يمتلكها بداخله، أسفي على شخصٍ يكذب ويرشي وينجح في الانتخابات، أسفى على مسؤول يساعد عزوته على حساب الآخرين أصحاب الحق.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « سيأتي على الناس زمان سنوات خداعات: يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل يا رسول الله وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه ينطق في أمر العامة »
الوطن أمانة فلا نخونه بأفعالنا، علينا بالبدء بأنفسنا بأن نكون صادقين مع الناس وأنفسنا، أمينين وليس بخائنين. وأنا أولكم.

ربيع صبحة

[email protected]