الجمعة 2024-12-13 07:16 ص
 

لن تكون آخر الإشاعات ..

07:25 ص

للأردن سيرة طويلة من جهة وقوعه في عيون عواصف الحقد والبغض والحسد، وعلى الرغم من أننا تجاوزنا مثل هذا الخطاب الفج منذ عقود، إلا أن بعض البؤساء ما زالوا يطلقون الإشاعة ضدنا، ويتخيرون أوقات ذروة الأمجاد الأردنية التي لن يبلغوها ولا حتى في أحلامهم، فيطلقوا بؤس الحيلة والكلام والفبركات السخيفة.. حقا إن التخلف والحقد أبيا أن يفارقا أهلهما.

اضافة اعلان


قبل أن تنطلق الأزمة الأخيرة، التي جاءت على خلفية قرار ترمب العنصري بشأن تهويد القدس وسائر فلسطين، كان الأردن يتعرض لمثل هذه السيناريوهات النابعة عن حقد دفين، فالمملكة الأردنية الهاشمية، دولة؛ بناها الهاشميون، ولن تجد في الكون كله من يدحض مثل هذه الحقيقة، وليست هذه الحقيقة فقط هي المهمة، بل إن الأكثر أهمية يكمن في طبيعة الحكم الهاشمي، وتفوقه على كل النماذج التي نعرفها عن حكم الشعوب، لا سيما العربية منها، فقد تم بناء منظومة ثقافية سياسية تشكل ما يمكن تسميته «جينات» أردنية، حين نتحدث كيف تفكر الشعوب وكيف تعبر عن قناعاتها، وكيف تستقبل قرارات دولتها الصادرة عن رأسها وصاحب قرارها، وهو دوما ملك هاشمي، متفوق في ذهنيته وأخلاقياته وتاريخه، وهو أكثر أردني ملتصق بالمبادىء الانسانية والسياسية والقانونية، ومتصالح مع نفسه وشعبه ويتعاملون بلغة واضحة أصبحت هي بدورها غير مهمة، لأن قناعات الأردنيين أصبحت راسخة تماما، بعد مرور 100 سنة على الإنطلاقة الحديثة للقيادة الهاشمية التاريخية، التي جاءت بمشروع سياسي لم يكتب له الاستمرار سوى في الأردن، ليصبح هذا البلد الصغير أكبر من بلدان عملاقة في كل شيء..


دولة؛ بالكاد تملك مقومات استمرار واستقرار، لو كانت الدول تبنى بالثروات الطبيعية والمواقع الاستراتيجية والحجم السكاني فقط، وتقع في قلب منطقة صراعات لم تهدأ على امتداد ال100 عام الماضية، وتضم في شعبها مختلف الأطياف الفكرية والسياسية والعقائدية، ومن بين سكانها فئة ليست بالقليلة لها مشاكلها الخاصة، فهي تقيم في الأردن باعتبارها طبقة من اللاجئين، الذين لا تستطيع دول عظمى أن تقبل اختبار تحدياتها او استيعابها، يعيشون في الأردن منذ استقلاله تقريبا، ولم يتوقف اللجوء الى الأردن على امتداد الـ50 عاما الماضية، حيث أصبح موئلا لكل مكروب وهارب من الموت في بلده، ولم يتعامل الأردن مع هذه التحديات الخطيرة بغير مبادئه وأخلاقه، التي يمثلها فكر الهاشميين، الذي أصبح اليوم هو نقطة قوتهم وسؤددهم وتفوقهم وتميزهم عن غيرهم ..وما زالت التحديات تتفاقم والأردن ثابت على مبادئه، مستمر في إشعاع الخير والرحمة والرأفة والبطولة والفداء لكل القضايا العربية والعالمية الانسانية وغيرها.


الموقف الأردني من فلسطين ومن قرار ترمب العنصري ثابت، لا مزايدات فيه وعليه، ويصعب على الطارئين على السياسة والسيادة أن يتفهموا أو يدركوا شجاعة هذا الموقف، أو يتمكنوا من الإلمام بأهميته في هذه المرحلة من حياة الأمة العربية والاسلامية، بل سوف يزيد من حقدهم وحسدهم وقلة حيلتهم، ولن يتمكنوا من اتخاذ مواقف بمثل هذه الجرأة والشجاعة والثبات على الحق والعدل، أما الإشاعات التي انطلقت بكل بؤس مؤخرا حول تقاعد بعض ضباط الجيش من الأمراء الهاشميين وغيرهم، فما هي إلا مقدمات، سنسمع ونرى مثلها في الأيام القادمة، وسيمر الأردن بمواقف نوعية، لكنها ستبقى من سلالات المؤامرة المبنية على الحقد، ومحاولات للضغط على القرار الأردني كي يمتثل الى إملاءات خارجية لا يمكنه القيام بها، لأنه بلد له تاريخ أخلاقي لم يعرف التنازل والتسويف والبيع والشراء في ثوابت وطنية .


كل المحاولات التي تم توجيهها ضد الملوك الأردنيين، خرج الأردن منها أكثر منعة وقوة وأهمية، حتى حين كان بعض الأردنيين الذين تعرضت نفوسهم وعقولهم للعتمة، وحاولوا القيام بأعمال ضد الأردن وملوكه، أصبحوا رجالات دولة وابطالا أيضا، خدموا البلاد والشعب والملك بكل وفاء وأمانة وإخلاص، ولم يذهبوا الى سجن أو يتم حكمهم، فمحكمة الأردن الحقيقية هي الأخلاق التي يعرفها الرجال، الذين يملكون العفو عند المقدرة، ويعلمون أن هذه البلاد وأهلها أمانة في أعناقهم لن يخونوها، ولن يتوانوا في حمايتها لتبلغ ذرى المجد رغم فيض الحسد والحقد.


هناك خطاب تضليلي عدواني صهيوني متطرف، لا يمكن لأصحابه أن يحققوا مكاسب انتخابية في الدولة العنصرية سوى بازدهار هذا الخطاب، وسيجعل الأردن هدفه التالي بعد قرار ترمب العنصري، وهذا يعني بالنسبة للأردن مزيدا من التحديات والمؤامرات والأحداث، ومزيدا من محاولات تفتيت الوحدة الشعبية، التي تقف سدا منيعا خلف قيادة الأردن ملكا ومؤسسات دولة، ويمكننا القول بأن الجبهة ضد الأردن اتسعت وتعاظمت خطورتها، وتحتاج الى وحدة صف وموقف أكثر صلابة وذكاء، وهذا ما سيثبته الأردنيون للقاصي والداني، فهذه البلاد هي واحدة من أهم قلاع العرب والمسلمين، وستصمد وقوفا ضد المخطط الصهيوني اليهودي التوسعي القذر.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة