ألم يكن أفضل لـ»عبدالملك الحوثي» لو أنه لم يربط نفسه بكل هذا الصراع المحتدم في المنطقة الذي أعطي طابعاً مذهبياًّ وطائفيا، وهو في حقيقة الأمر صراع سياسي، له وللمذهب الزيدي المتسامح الجميل ويستدرج كل هذه المصائب والويلات التي يواجهها اليمن الذي لا يستحق هو وشعبه إلا الخير فاليمنيون حملة رسالة منذ بداية التاريخ وكانوا طليعة جيوش الفتح الإسلامية وطليعة أهل الفكر في كل العهود والمراحل الزاهرة حتى في دولة الأندلس الأموية.
كان بإمكان عبدالملك الحوثي، بدل إقحام اليمن في صراع هذه المنطقة الذي هو صراع مصالح ونفوذ وهيمنة وتمددات سياسية، وبدل أن يربط نفسه وحركته بإيران وبحزب االله اللبناني وبهذه العواصف المدمرة التي تضرب سورية.. وأيضاً العراق ولبنان، أن يعطي جماعته الطابع الإصلاحي وعلى غرار ما كان فعله يحي بن الحسين بن القاسم الرَّسي (الهادي) الذي كان تصدى للحركات الباطنية التشويهية ومن بينها الحركة «القرمطية» المعروفة.
لم يكن المذهب الزيدي نسبة إلى الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي االله عنهم كلهم وأرضاهم جميعاً، مذهباً طائفياً وكان الإمام يحي بن الحسين بن القاسم (الرسي) عندما جاء إلى صعدة في اليمن أخذ البيعة من أهلها على إقامة الكتاب والسنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد كان صاحب حركة إصلاحية هدفها ليس إفتعال الحروب والتقاتل والإقتتال بل لمُّ الشمل والقضاء على الفتن والفرقة والتمذهب ومواجهة الحركة القرمطية وكل الفرق الباطنية التي كانت ولا تزال تشوه الدين الإسلامي الحنيف.
لقد كانت فترة حكم الزيديين في اليمن أطول فترة حكم إسلامي في التاريخ وهذا ما كان يجب أن يكون حجة لعبدالملك الحوثي ليربط نفسه وعائلته وبالتالي المذهب الزيدي بإيران التي حولت المذهب الجعفري الإثني عشري إلى أداة للغزو والإقتتال والتمدد العسكري لإستعادة ما يسمى «أمجاد فارس القديمة» وإلى دق الأسافين بين المسلمين والعرب أيضاً الذي هم بأمس الحاجة إلى الوحدة والتماسك في هذه المرحلة التاريخية الخطيرة التي عنوانها هذا الإحتلال الصهيوني لفلسطين وللقدس ثالث الحرمين الشريفين والقبلة الأولى للإسلام والمسلمين.
عندما إختار الشعب اليمني بغالبيته في عام 1962» التغيير» لنظام تواصل على مدى أحد عشر قرناً من الأعوام وإستبداله بنظام من المفترض أنه يتماشى مع معطيات القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين فقد كان على هؤلاء الذين إعتبروا أنفسهم ورثة حكم «الإمامة» أن يتلاءموا مع متطلبات العصر الجديد وأن يتحولوا إلى حركة دعوية إصلاحية وأن لا يركبوا الموجة الإيرانية التي لا علاقة لها فعلياً بالشيعة والتشيع وأن لا يربطوا أنفسهم بصاحب حزب االله وزعيمه حسن نصر االله الذي لم يعد حتى أبناء الطائفة الشيعية
العروبية الكريمة يطيقونه ويتحملون نزواته الكثيرة وآخرها ما تعرض له الشاب اللبناني علي الأمين الذي هو
سليل عائلة لبنانية جنوبية أنجبت العديد من «المرجعيات» الجعفرية الإثني عشرية وأحدها والد هذا الشاب
الذي كل ذنبه أنه متمسك بعروبته وأنه ضد كل هذه التمددات الفارسية.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو