الجمعة 2024-12-13 12:32 م
 

لو كان الجليد رجلاً .. !

07:23 ص

«لو سمحت أنا «علآنة» مو آدرة أحرّك السيارة»
هكذا قالت لي إحدى السيدات وهي بعد أن «عطّلها» الجليد عند رأس» الطّلعة» المجاورة لبيتي.اضافة اعلان

طبعا شعرتُ بالحزن لكونها اولا «أُنثى» وأنا «حنيّن»، وثانيا لأنني «عاجز» عن مساعدتها،وتحريك سيارتها الضخمة التي تعمل» أتوماتيكي» وأنا لا اجيد قيادة «الاتوماتيك».
لكني ومن باب «أضعف الإيمان»، أوقفتُ لها سائق باص مدرسة، وطلبتُ منه تحريك سيارة» الستّ». فوافق مشكورا مقابل ان اساعده في رجوع السيارة الى «أول الطّلعة». وفعل الرجل، وعاد ليطلب مني «حراسة» السيارة لحين ايصال صاحبتها ذات الكعب العالي اليها بعد ان تركها»شغّالة».
ولم أكد أطمئن على السيدة التي خذلتها سيارتها الفخمة ، حتى اضطررتُ للعمل»دليل/جليدي» لمنع السيارات من التقدم باتجاه» الطلعة» اللعينة التي تحولت الى كتلة من الجليد. وامتدت مساعداتي الى أي سائق سيارة بغض النظر عن»جنسه».
ثم أخذتني الحميّة وطلبتُ من زوجتي إحضار»دلو»ماء ساخن للتخفيف من «غلواء» الجليد المقابل لبيتنا. ودلقته على «قمّة الطلعة»،ثم صرتُ أوجّه باصات الطلبة الا يقتربوا من «حارتنا»،وكذلك اولاد حارتنا الصغار الذين امسكتُ بأيديهم مبتعدا بهم عن مناطق الخطر.
كل ذلك وأنا أنتظر باص»صغيري» الذي كان خائفا على والده»الحِمِش».
ساعتان وانا في وسط» الجليد»،وبعد أن اطمأننتُ على وصول ابنائي الى مدارسهم وجامعاتهم،تنبهتُ لنفسي وعدتُ»أحلق ذقني» واتناول فطوري»بيض عيون» مع «كاسة شاي» وتركتُ سيارتي،أقصد»ناقتي» في»كراج العمارة» وتابعتُ رحلتي الى عملي كما فعلت منذ عشرة أيام»مشيا على الأقدام».. وصرتُ كلما مررتُ بسيارة عطلها الجليد، أردد اغنية سميرة توفيق: «إحنا اللي بكّيْنا الكل وإجا مين يبكينا».
فقط ،لو كان الجليد رجلا.. لقتلته!.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة