السبت 2024-12-14 04:37 م
 

ليس على حساب الشعب الأردني ومصالحه وأمنه

01:52 ص

فيما تتزايد أعداد اللاجئين السوريين وتذهب الأزمة السورية الى منعطفات وأطوار جديدة تشي بطولها وتماديها، يظهر للجميع في المنطقة وفي العالم مدى وحجم الأعباء التي يتحملها الأردن وشعبه سواء في استضافة مئات الالاف من اللاجئين السوريين وما تتركه هذه الأعداد من أثقال وأكلاف واستنزاف للموارد والبنى التحتية والمرافق العامة أم لجهة ارتدادات الأزمة السورية على الأمن الوطني الأردني وما تنهض به قواته المسلحة بأذرعها المختلفة من مهمات لمواجهة هذه المخاطر التي تتهدد أمن حدوده على وجه خاص وما يمكن ان يحمله ذلك من احتمالات مفتوحة لتسرب ارهابيين أو عابثين يسعون الى المسّ باستقرار بلدنا وأمنه..اضافة اعلان

ليس خافياً على أحد اذن ادراك حجم القلق الذي يحمله المسؤول الأردني ومدى مشاركته بل تماهيه مع مشاعر ابناء شعبه ازاء هذه الاحتمالات والتي يجب ان يعي كل من يعنيه الأمر في المنطقة ان مشاعر مشتركة عميقة ويقظة هي التي تجمع الأردنيين كافة سواء من كان منهم في سدة المسؤولية أم كان من شرائح المجتمع الأردني المتعددة، حيث يصعب التفريق هنا أو محاولة الفصل بينهما وبخاصة في اتفاق الجميع هنا في الأردن على ان لا مصالح لأي جهة كانت ان تتقدم على مصالح الأردن العليا ومصالح مواطنيه على حد سواء وهي معادلة محسومة في الأردن منذ عقود طويلة ونحسب انها قد تعمقت وتجذرت وغدت جزءاً اساسياً في المشهد الأردني العام ببعديه الرسمي والشعبي.
يبقى ايضاً تذكير المجتمع الدولي في هذا الشأن بأن تقصيره قد بات مكتوباً على الجدار ومرفوضاً تماماً لأن الأقوال والشعارات والمؤتمرات الصحفية لا تطعم خبزاً ولا تنقذ معوزاً أو لاجئاً فضلاً عن انها تدير ظهرها للدول المضيفة لهؤلاء اللاجئين ومعروف ان الأردن هو الذي يستضيف العدد الأكبر من اللاجئين السوريين فضلاً عن مثل عددهم من المواطنين السوريين الذين يمكثون في البلاد لاسباب متعددة قبل اندلاع الأزمة السورية وبعدها..
لهذا لم يعد مقبولاً استمرار هذه اللامبالاة من المجتمع الدولي ازاء الأعباء الباهظة التي يتحملها الأردن جراء وجود هذه الأعداد الكبيرة والتي لا يستطيع بلدنا وشعبنا مواصلة تقديم ما يلزم من خدمات واحتياجات إذا ما واصل المجتمع الدولي التعاطي مع الأزمة وتداعياتها بالاسلوب والآليات والمقاربة ذاتها التي اتبعها منذ وصول اللاجئ الأول حتى اقتراب العدد من نصف مليون لاجئ سوري مسجل رسمياً.
وبات مطلوباً الآن واكثر من أي يوم مضى سرعة استجابة المجتمع الدولي لدعوات الأردن المتكررة بضرورة تحمل الاسرة الدولية مسؤولياتها الانسانية والقانونية والاخلاقية ما بالك ان الأزمة السورية مفتوحة على كل الاحتمالات بما فيها احتمال بل هو أكيد استمرارها وخصوصاً في ظل غياب أي حل أو سيناريو لوضع حد لها وبالتالي بدء عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم..
قصارى القول ان الأردن يتبنى مواقف سياسية ودبلوماسية واضحة ومعلنة وقد اكدت الاحداث ووقائع الأيام صحة ودقة قراءته للازمة السورية ما يستدعي وبالضرورة ان يفهم الجميع في المنطقة وفي العالم ان الأردن الذي فتح حدوده أمام اللاجئين وقدم لهم الخدمات كافة من قوت ابنائه وضغطت على بناه التحتية والخدمية لا يطلب منّة من احد بل يدعو الى ان يتحمل الجميع مسؤولياته وبلدنا وشعبنا وقيادتنا الحكيمة يدركون حجم وطبيعة التحديات التي يفرضها استحقاق كهذا ويعرفون جيداً وعميقاً وخصوصاً في ظل غياب أي حل للازمة، كيف يدافعون عن حدود بلدهم وأمن شعبهم واستقراره..
حمى الله الأردن



الراي


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة