ليه كده يا حسام ؟

يغادر الكابتن حسام حسن , منتخبنا الوطني لتدريب النادي الأهلي ..علما بأن الإتحاد صرح لأكثر من مره أنه متمسك بالكابتن حسام ....بالمقابل حين كان الجوهري – رحمه الله – مديرا فنيا ومدربا لمنتخبنا كانت العروض تنهال عليه ولكنه لم يغادر البلد التي أحب فيها كل شيء ..بدءا من المنسف وإنتهاءا بعيون الناس .اضافة اعلان

كابتن حسام دعني أحدثك عن مدحت أو (توحه) كما تحبون أن تنادوه , كان حارسا للعمارة التي أسكن بها ...وذات يوم قال لي :- ( اصلي أمي وحشاني .. وعايز أروح اشوفها ..ئبل ما تروح العمره) ...ثم وضع بديلا له , وغادر على أن يعود بعد شهر واحد ...
فوجئت ذات مساء وإذا به يتصل بي من مصر في الساعه الواحده بعد منتصف الليل , واستغربت مكالمته ...ولكنه قال لي :- ( يا ابو زود الميه حتيجي دلوئتي والنبي اتدور المضخه...) ...وفعلا أدرت المضخه .
مرت الايام وعاد (توحه ) لعمله , وسلمنا عليه وأخبرني عن (الحجه) والعيال ولكن الشيء المهم ...في العودة هو أنه أحضر لي جلدة (طرمبة ميه) ...من القاهرة فقد كانت المضخة التي تنقل الماء للسطح , تتعطل أحيانا ويخبرني المواسرجي ( أنها بتوخذ هوا)...وتحتاج لتغيير , وكان (توحه) مصرا على أن العملية مرتبطة بتغيير (جلدة) وليس مضخة كاملة ...وكما علمت فقد طاف القاهرة كلها حتى يشتري (جلدة) للمضخة .
سألت نفسي , مالذي جعل هذا الشقيق العربي الذي يعمل حارسا لعمارتنا يهتم بأدق تفاصيلنا ؟...والناس حين تذهب للقاهرة ... تعود والشوق ما زال بين العيون ,تعود وهي ما زالت ..تحلم بالنيل , وتلك حقيقة:- فالمصري هو الأكثر بين شعوب العالم حبا ووفاءا لوطنه ...وإذا أردت أن تعرف ذلك فقط عليك أن تنظر لمطار القاهرة لحظة مغادرة الناس فهم الشعب الوحيد الذي يغادر على أجنحة الدمع وليس أجنحة الطائرات .
(توحه) ما زال هنا وفيا , مثل محمود الجوهري الذي حتى في موته ومرضه , قرر أن لايغادر البلد ...وعاش فيها كريما عزيزا ...كما أهلها .
على كل حال , ثمة مسأله تحتاج للفهم إتحاد تمسك بحسام, وحسام من دون علم أحد يقرر ترك البلد ....أقترح , تعيين (توحه ) مدربا للمنتخب , كرة القدم في لحظة تحتاج للوفاء أكثر من حاجتها للخبرة .

ليه كده يا حسام