مؤتمر المغتربين .. كان بالإمكان أفضل مما كان

التوصيات التي خرج بها مؤتمر المغتربين الأردنيين مؤخرا لم تختلف عن أية توصيات خرجت بها عشرات المؤتمرات التي عقدتها هيئات محلية أو حتى محلية عربية ودولية عقدت على مدى السنوات الماضية.اضافة اعلان

ليس الهدف تكسير المجاديف أو تثبيط العزائم لكن هذا الكم الهائل من الخبرات المقرونة بالنجاحات التي نسمع عنها للأردنيين في دول الاغتراب كان يمكن أن تخرج بما هو أكثر إقناعا على صعيد البرامج العملية التي يمكن وضعها على النار , فلم تتضمن النتائج مشاريع جاهزة للتنفيذ أو مبادرات لتمويل أو تنفيذ مشاريع مطروحة جاهزة للتمويل , لم نسمع عن مبادرات خلاقة ولا عن نسخ لتجارب ناجحة لمغتربين يمكن نسخها في الاردن.
من بين التوصيات الإنشائية التي لم تغادر المطالب والدعوات وهي ديباجات اعتدنا أن نسمعها من المستثمرين المحليين ومن غرف التجارة والصناعة وكأنها عدوى تصيب المغتربين بمجرد أن تطأ أقدامهم أرض المطار فسرعان ما يتحولون من رجال عمليين ينفذون الأفكار في بلاد الاغتراب الى مطلبيين لا أكثر ولا أقل.
ينقص الجهد الذي بذل من كوادر وزارة الخارجية وعلى رأسها الوزير الديناميكي ناصر جودة إعداد ما هو أكثر من مجرد عناوين للحوار , ما كان يحتاجه المؤتمر هو مبادرات عملية يخرج بها الى الرأي العام , لكن ما كان ناقصا بالفعل هو مشاركة مخلصة من جميع الوزارات الإقتصادية ووزراء الفريق الإقتصادي بما هو أكثر من مجرد المشاركة في الحوارات والإجابة عن الأسئلة.
المغتربون أنفسهم دعوا المغتربين الى الاستثمار في وطنهم، وتعريفهم بالفرص الاستثمارية المتاحة بشكل ممنهج ومستمر، والترويج للبيئة الاستثمارية الآمنة في الأردن، وما توفره من امتيازات وحوافز للمستثمرين, عن أي مغتربين يتحدثون ؟.
ربما يكون الاقتراح المنطقي الوحيد لكنه ضاع في وسط التوصيات الإنشائية التي ربما نسخت عن توصيات لمؤتمرات مماثلة هو إنشاء صندوق استثمار وشركات قابضة تكون كأداة استثمارية لاستقطاب المدخرات وتوفير فرص استثمارية جماعية.
أغلب الظن أن مثل هذه التوصية ألحقت بقائمة التوصيات في الدقائق الأخيرة , لأنها خلت من خارطة طريق عملية تضع إنشاء مثل هذا الصندوق موضع التنفيذ , هل كان صعبا على المنظمين وبترتيب مسبق الإعلان عن هذا الصندوق خلال المؤتمر وفتح باب الإكتتاب فيه فورا ما دام أن كل المؤسسات المعنية بترخيص إنشاء مثل هذا الصندوق موجودة في المؤتمر.
هذه فكرة ما زالت طازجة وحتى لا تبرد وتذهب الى ثلاجة الأفكار يجب قطف الحماس الوطني الذي ما زال يشتعل في صدور المغتربين , وطرحها مجددا لكن بخطوات عملية.
قناة السويس الجديدة مولها المصريون في الداخل والخارج بنفس الطريقة , ولم تكن قضية توفير التمويل معضلة تواجه هذا المشروع الضخم.