هذا التساؤل منطقي لانه من الناحية العملية أعاد الربيع العربي السلطة الى الشعب في عدة دول رئيسية وفي مقدمتها مصر، حيث أنتزعت السلطة من أنظمة كانت تتهم بانها متآمرة مع امريكا وإسرائيل ضد الشعب الفلسطيني او انها أنظمة متهاونة ومقصرة وتقف حاجزا بين الشعوب وبين رغبتها في دعم ومساندة فلسطين.
في الواقع يستمر غياب اهتمام أنظمة الربيع وشارعها بالقضية الفلسطينية ولم نر من متغير الا ما حدث اثناء العدوان الاسرائيلي الاخير على غزة عندما دخل رئيس وزراء مصر وعدد من وزراء الخارجية العرب الى القطاع اثناء العدوان للإعراب عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، وهي كانت مبشرة في ذلك الوقت لكنها سرعان ما تحولت الى مجرد (حماسة مؤقته) كانت الأنظمة السابقة تقوم بمثلها، مثل ما حدث بعد العدوان الاول على غزة في عام 2008 عندما عقدت قمم عاجلة في الدوحة والكويت وشرم الشيخ فأصبحت هي وقراراتها في غياهب النسيان.
ماذا تغير عندما نسمع عن زيارة فلسطينية الى القاهرة من اجل التباحث في (الوساطة المصرية) مع اسرائيل من اجل تنفيذ اتفاق وقف النار الذي أنجزته مصر لوقف العدوان الاخير. ماذا كان مبارك يفعل في هذه المناسبات غير امتهان الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ؟.
لقد أبدى الرئيس المصري محمد مرسي حماسا في البداية تجاه القضية الفلسطينية بحكم المنابع الحزبية والعقائدية التي جاء منها لكنه على ما يبدو لم يصمد طويلا امام الضغوط التي واجهته بها أحزاب ونشطاء واعلاميين من الساحة السياسية المصرية، تذكره بان من مصلحة مصر استمرار علاقاتها السابقة مع اسرائيل لذلك اسرع في البداية بإرسال سفيره الى تل أبيب وهي بادرة حسن نوايا رد عليها نتنياهو بقبول وساطة مصر الإخوانية لوقف النار ضد غزة.
ويبدو ان الضغوط مستمرة على مرسي (من شارع الربيع غير الإخواني) فلقد ظهر منتقدوه من جبهة الإنقاذ وغيرها على الفضائيات ليتهمونه بانه يخطط لاتفاق سري مع حماس من اجل ضم اراضي من سيناء الى القطاع في اطار تسوية للقضية الفلسطينية مع امريكا وإسرائيل، ووصل الامر بأحدهم بان اتهم الفلسطينيين بإرسال 500 مقاتل من غزة الى مدن السويس وأنهم من قتل عشرات المصريين في الاحداث الاخيرة !!
اذا كان هذا هو حال القضية الفلسطينية في مصر فان أحوالها في سوريا ولبنان ليست افضل، فمن اتهامات بالتوطين الى حصار وقتل وتهجير. بما يرجح بان فلسطين لا تزال تحمل وزر فشل الأنظمة وتقاعسها بربيع عربي او بدونه، وفي رأيي هناك تقصير فلسطيني واضح، على المستويين الرسمي من السلطة وحماس، في عدم التفاعل مع المتغيرات على المستوى الشعبي في مصر وغيرها، وتخطئ قيادة حماس ان استمرت في اتخاذ موقف منحاز من التجاذبات والانقسامات السياسية والشعبية في مصر، الانحياز يضر بالقضية تماماً مثلما ان تكريس الانقسام الفلسطيني يعتبر عاملا منفرا للشعوب من الاهتمام الجدي في دعم فلسطين امام سؤال يتردد: اذا اهل القضية غير عابئين بمصيرها فلماذا نحن ؟
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو