يأتي العدوان الاسرائلي أمس على مناطق متعددة في ريف دمشق ضمن سلسلة عمليات لم تتوقف منذ بدء الأزمة السورية، ولكن يرشح هذا التصعيد أن يكون الأعنف بعد أن أسفر عن إسقاط طائرة اسرائيلية داخل الاراضي السورية حيث بررت القيادات الاسرائيلية هذا الهجوم بأنه استهدف مواقع عسكرية ايرانية وردا على طائرة بلا طيار اخترقت مواقع اسرائيلية. يتزامن هذا التطور مع استمرار في تسريب معلومات وتقارير عن تحالفات اسرائيلية جديدة مع دول المنطقة ضد ايران، فهل نحن امام تحولات جديدة بدأت ملامح رسم خرائطها بافعال عسكرية ربما تعد أسهل من السياسة في هذا الوقت.
على الرغم من ادعاء اسرائيل انها مالت نحو احتواء الصراع بالقرب من خطوط وقف النار التاريخية لأسباب أمنية إلا أن السخونة التي شهدتها تلك الخطوط تعادل أضعاف ما حدث منذ عام 1973، واتهمت اسرائيل طوال سنوات الازمة والحرب انها قدمت الدعم لعدد من 'الفصائل الارهابية' وبالتحديد بالقرب من مناطق الجولان ولم تتورع عن تقديم تقارير بانها قدمت مساعدات انسانية وطبية لمقاتلين من تنظيم النصرة وغيره، وخلال عام 2017 شنت الطائرات الاسرائيلية أربع هجمات كبيرة استهدفت دمشق وريف دمشق وتدمر والقنيطرة وفي جميع الحالات كان الخطاب العسكري الذي يبرر الهجمات المتقطعة أنها تستهدف مواقع او مستودعات لحزب الله واحيانا ايران وفي جميع الحالات لا يرد النظام السوري بشكل فوري.
التقديرات الاستراتيجية تختلف في تقييم الموقف الاسرائيلي، فثمة اتجاه يرى ان الرؤية الاسرائيلية قامت على مبدأين طوال الازمة السورية؛ الاول إبقاء إسرائيل بعيدة عن اي تدخل مباشر في الصراع، والثاني عدم السماح لحزب الله باستخدام حربه في سورية لتعزيز قدراته العسكرية واتخاذ مواقف لوجستية تعزز من قدراته على مواجهة اسرائيل من أرض جديدة، وفي الوقت الذي صمدت فيه هذه الرؤية على مدى السنوات السبع الماضية، وحققت مكاسب استراتيجية كبيرة لاسرائيل، ولكن المعطيات اليوم لا تشير إلى ضرورة استمرار هذه الرؤية.
السؤال اليوم؛ هل بدأت الدوائر الاستراتيجية الاسرائيلية تدرك أن الوقت حان لإحداث استدارة في التعامل مع الملف السوري، وتحديدا بعد ما بات أن النظام السوري وحلفاءه وتحديدا حزب الله ثم ايران والروس قد حسموا الصراع لصالحهم، فيما تقرأ تلك الدوائر جيدا أن ثمة ضوءا أخضر أميركيا للروس لإدارة تسوية سياسية في سورية تنتهي بالحفاظ على الخريطة السورية ضمن وحدات فدرالية على الأرجح أنها سوف تكرس حالة الضعف والإنهاك السوري الراهنة، بينما الوحيد الذي سيخرج اكثر قوة من الحرب هو حزب الله فيما ستكون ايران اكثر قربا من اسرائيل من اي وقت مضى، وهو ما يدفع بعض التقديرات إلى الذهاب بأن اسرائيل لن تنتظر حتى تنتهي الحرب السورية بشكل كامل بل سوف تعمد الى توجيه ضربات واسعة تستهدف حزب الله تحديدا وربما على الأراضي السورية.
سياسيا؛ يبدو أن المسرح يتم ترتيبه بهدوء لتحولات جوهرية واختراقات تاريخية في التحالفات، وتحدث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتينياهو صراحة وعلنا في لندن أمام معهد تشاتهام هاوس في تشرين الثاني(نوفمبر) الماضي عن ما أسماه أخبارا سارة عن بناء تحالف مع دول سنية في مواجهة ايران، فالكل في المنطقة والعالم بات لا يريد أن تنتهي الحرب في سورية قبل أن ينال حصته من المكاسب.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو