ماذا يعني انخفاض الدولار

بعد الارتفاع المفاجئ الذي حققه الدولار الأميركي بمجرد دخول ترامب البيت الأبيض، يحدث الآن انخفاض ملموس في سعر صرف الدولار تجاه العملات الرئسية الأخرى وخاصة اليورو الاوروبي والين الياباني، والعملة الصينية الصاعدة.اضافة اعلان


الدينار الاردني مرتبط بالدولار بسعر صرف ثابت، ومعنى ذلك أنه انخفض معه، ومع ذلك لم نشعر بهذا الانخفاض لان المقياس او المتر هو الدولار نفسه.

بهذا المعنى، وطالما أن الدولار هو المتر الذي تقاس به العملات الأخرى، لا نستطيع القول إن الدولار انخفض، فالأصح أن العملات الاخرى ارتفعت، فالدولار هو المتر الذي تقاس به العملات الاخرى، وهذا المتر لا ينقص ولا يزيد.

يضاف إلى ذلك أن معظم معاملات الأردن مع العالم هي بالدولار، بما في ذلك عمليات الاستيراد والتصدير للسلع والخدمات والمديونية اقتراضاً وتسديداً.

انخفاض الدولار سوف يرفع كلفة المستوردات الأردنية من أوروبا واليابان والصين، أي أننا سندفع دولارات أكثر مقابل البضائع التي نستوردها وربما كان هذا في مقدمة الأسباب التي رفعت معدل التضخم المحلي بمقياس تكاليف المعيشة في الشهور الاولى من هذه السنة، قبل أن تعود إلى حالة الاستقرار.

الانخفاض النسبي في سعر صرف الدولار تجاه العملات العالمية يعني زيادة استفادة الأردن من التصدير لأنه سيعطي دولارات أكثر حتى مع ثبات السعر العالمي.

على العكس من ذلك فإن انخفاض الدولار يرفع كلفة المستوردات، لأننا مضطرون لتسديد أثمانها بدولارات أكثر، خاصة وأن تعاملنا التجاري مع الولايات المتحدة، على أهميته، لا يشكل سوى نسبة صغيرة من سوق الأردن للتجارة الخارجية.

ما حدث يعطي دليلاً آخر على أهمية ارتباط الدينار بالدولار، مما يضمن قدراً من الاستقرار في التعامل مع العالم بالرغم من التقلبات التي تشهدها الأسواق العالمية.

ما يحصل في أسواق العملات العالمية يؤخذ بالحساب، ولكنه لا يخضع للسيطرة، ولا يحاول البنك المركزي الأردني أن يفعل شيئاً إزاءه.

أما وزارة المالية فقد تستفيد من استلام أجزاء هامة من المنح بالعملات الاوروبية واليابانية.

وأما فيما يتعلق بالدين العام المحرر بعملات مختلفة فربما يكون قد ارتفع ظاهرياً بانخفاض الدولار.

في جميع الحالات فإن تداعيات الدولار المنخفض على الأردن محدودة للغاية وأحياناً غير ملموسة.