الأربعاء 2024-12-11 12:26 م
 

ما الذي يحدث؟!

08:08 ص

نزولاً من مقبرة الشركس في اتجاه دوار الفحيص - السلط - الكمالية كانت حركة السير بطيئة.. وحسبناها كالعادة «حادث». وحين وصلنا الى نقطة انسداد السير, كان هناك على طرف الرصيف جثة شاب بقميص مربع ملقى على وجهه وتقف الى جانبه سيارة اسعاف وشرطة. استغربنا مشهد الشاب الملقى على وجهه وسيارة الاسعاف الواقفة.. ومررنا!اضافة اعلان

اول امس قيل لنا ان الرصاص اطلق على الشاب وأن الاسعاف وصل متأخراً, وان الشرطة كانت تحقق في حادث القتل.
الاصدقاء الذين يتابعون الحوادث سموا ثلاثة حوادث قتل باطلاق النار.. واحدة منها فتاة تعمل في دائرة رسمية اغضبت احد المراجعين, وآخر مهندس اطلق النار على عينه من موظف آخر في شركته!! وملاحظات الاصدقاء كانت مختلفة, ولكنها تجمع على توتر الناس, وعصبيتهم, وقلة صبرهم في التخاطب العادي!
-هل فقد الاردنيون, فعلاً, احدى ابرز خصائصهم القديمة: الصبر, واحترام الحياة الانسانية وروحية استيعاب الاخر؟!
-هل صار المسدس هو الوسيلة لحسم الخلاف وكان العنوان الكبير حمل «كلاشن» من احد النواب في مجلس الامة على زميله.. واطلاق النار ولو خارج القبة؟
علينا ان نعترف بأن امراً ما غيّر من سماحة الاردني, وحوله الى غاضب دائم يبحث عن فشّة خلق. وما عليك سوى مراقبة السائقين في شوارع عمان وحجم الغضب في عيونهم, والكلام الحاد الذي يبقى وراء شبابيك السيارات المكندشة! او الذهاب الى مستشفى, أو سماع قصص التوجيهي لتحصل على مشاهد الاعتداء على الاطباء والممرضات, او على مراقبي قاعات الامتحان, وسياراتهم. والجديد المثير أن عائلات وعشائر بعض المغدورين من ابنائهم تهاجم مراكز الشرطة.. الى حد الوصول الى «عطوة أمنية» يقدمها مسؤول الامن للعشيرة الغاضبة لاعطائه اربعاً وعشرين ساعة للوصول الى الفاعل, واقناعهم باستلام جثة المغدور.
-اين يحصل هذا؟ في أي بلد؟
دولة رئيس الوزراء يهتم جداً بهيبة الدولة وهو لا يريد فرضها بشكل قاس ودفعة واحدة. ونحن نفهم هذه الروح الوطنية العظيمة التي نسيها ابناء البلد في تعاملهم مع بعض او مع مؤسسات الدولة, لكننا نتمنى أن يسرع الرئيس من تحريك اجهزة القمع, لأن الامور وصلت الى حد.. الدلع!! والله يزع بالسلطان!
هناك من يرفض «الحل الامني» في مواجهة الاعتداء على الشارع والبنك والمدرسة والمحكمة. والاعتداء على رجل الامن وكأنه عدو. وهؤلاء يتدللون على حساب امن الوطن. وقد شهدنا مؤخراً مجموعة ترفع اعلام داعش.. وكأن داعش حزباً او مجموعة فكرية, او دعوة خير وسماحة, والجميع يعرف أن هذه الأعلام هي مظهر من مظاهر تحدي الدولة. وهذا لا يصح ابداً!
ندعو الى الحزم. والحزم لا يعني استعمال العنف المسلح الامني. فهناك وسائل كثيرة للحزم نعرفها جميعاً.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة