الأحد 2024-12-15 01:56 ص
 

ما بعد "الدوار السابع"

07:09 ص

لو وجهنا سؤالا قبل شهر من الآن لعينة من المواطنين حول هوية النصب التذكاري الموجود على الدوار السابع، لما وجدنا سوى القلة القليلة تعرف تفاصيله ودلالاته. لن يلام هؤلاء على جهلهم بالعمل الفني؛ فمن يحشر في أزمة 'السابع' لن يكون مستعدا من الناحية النفسية أن يتمتع بجمال نصب يغرق بين أكوام السيارات وضجيجها.اضافة اعلان

كان النصب عملا فنيا لطيفا دون شك، ويمكن ان يشيّد الفنانون مثله وأحسن في مواقع عديدة من العاصمة. لكن الدوار السابع مثل غيره من التقاطعات المرورية، أصبح مشكلة للجميع، ولابد من حلها، حتى ولو كان ذلك على حساب 'النصب'.
مايزال الكثيرون منا يسمون تقاطع جبل الحسين الرئيسي بدوار فراس، مع أن الدوار أزيل منذ سنوات طويلة، وحلت مكانه إشارات ضوئية سهّلت كثيرا الحركة على المواطنين، وخففت من أزمات السير الخانقة. لقد ارتبط ذلك الدوار بذكريات أجيال عمانية، تجمعت حوله في مناسبات مختلفة، وضربت مواعيد بالقرب منه، وكذلك الحال بالنسبة للدوار السابع؛ معلم من معالم المدينة، ونقطة يندر لأردني أن يصف لك الطريق لمنزله أو مكان عمله دون أن يبدأ القول 'بتعرف السابع، من هناك بتوخذ يمين'. وهكذا تتعدد الروايات لكنها تتقاطع عند الدوار السابع.
في الحقيقة وباستثناء إزالة النصب التذكاري، لن يتغير شيء، سوى الإشارات الضوئية التي ستحل مكان 'الدوار' وسيظل اسمه تقاطع السابع.
البعض انخرط في نقاش بيزنطي حول تسلسل 'الدواوير' بعد شطب الدوار السابع، وتساءل أحدهم ما مصير 'الثامن' وهل يصبح السابع؟
ليس مهما من وجهة نظري ترتيب دواوير عمان وترقيمها، الأهم ما مصير أزمات السير وهل يساهم التغيير الحاصل في التخفيف منها أم لا؟
إذا ثبتت صحة دراسات أمانة عمان بالنسبة للدوار السابع، وشهدنا بالفعل انفراجا ولو محدودا بالأزمة المرورية، فلا اعتراض على إزالة كل الدواوير واستبدالها بإشارات.
لكن ظل سؤال في خاطري؛ ألا يمكن الجمع بين الدوار والإشارات المرورية؟ في مدن أوروبية كثيرة توضع الإشارات الضوئية على مداخل الدوار لتنظيم حركة الدخول والخروج منه وإليه. وقد تجد على الدوار الواحد عشر اشارات ضوئية ولا تلحظ وجود أزمة مرورية إطلاقا.
على كل حال، أمانة عمان اختارت طريقة للتخفيف من الأزمة المرورية، وتتحمل هي وحدها المسؤولية عن قرار 'إعدام ' الدوار السابع.
خلال الأشهر التي انقضت على تولي الأمين الحالي عقل بلتاجي لمنصبه، لم يتوقف الجدل حول ما طرح من أفكار ومشاريع لتحديث العاصمة؛ بعضها لقي معارضة، وبعضها الآخر حظي بالترحيب. والخطوة الأخيرة المتمثلة بإزالة الدوار السابع والتي جاءت مفاجئة، حظيت بالجانب الأكبر من النقاش بين مؤيد ومعارض. أما موضوع منع الأرجيلة في المطاعم و'الكوفي شوبات' فقد خسرت الأمانة فيه المواجهة واضطرت للتنازل عن موقفها المتشدد.
لهذا السبب ربما لم تفتح أمانة عمان باب النقاش العام حول استبدال الدوار السابع بإشارات ضوئية، كي لا تجد نفسها مجبرة على التراجع، فنفذت الخطوة، وتركت للعمانيين فرصة التعليق وإبداء الرأي بعد أن أصبح الدوار في خبر كان. طريقة في الإدارة واتخاذ القرار تستحق التفكير والنقاش أيضا.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة