الجمعة 2024-12-13 03:52 م
 

ما بعرف

11:57 ص

ظاهرة جديدة وجديرة بالاهتمام والعناية المركّزة والحثيثة والشديدة، تنتشر هذه الايام في بلدنا، ملخصها كلمة «ما بعرف». وقد ابتلاني الله عزّ وجل بكائنات طلّعت الشيب في الشعيرات المتبقيات في رأسي.اضافة اعلان


ذهبتُ الى احدى الوزارات التي أتابعها منذ ربع قرن من الزمان، وسألتُ عن المسؤول الفلاني، ردّت عليّ احدى الصبايا العاملات على «الاستقبال»:ما بنعرف، اذا كان سعادته موجود او مش موجود.

ولم يكن قصدي اكتشاف الذرّة ولا معرفة أسار القنبلة النوويّة، فقط مجرد السلام والسلام.

تهتُ عن المحل الذي ذهبتُ اليه آخر مرة، واستعنتُ بصاحب المحل المجاور له، وسألته عن جاره، قال: ما بعرف.

سألتُ الميكانيكي ان كان يمكنني الذهاب الى ميكانيكي آخر للتاكد من صحة معلوماته حول سبب»خراب غير السيارة»، فرد عليّ والسيجارة في طرف فمه:ما بعرف شو أقولك، بدك تروح روح مابدك لا تروح. وتركني معلّقا في الفضاء.

كنتُ اسير في الشارع، وسمعت عامل نظافة يسأل صاحب المقهى الذي فرد ذراعيه مزهوّا بزبائنه الذين يملأون المكان «كم الساعة؟». وكان العامل يريد معرفة الزمن كي يعود الى بيته. فرد عليه صاحب المقهى: ما بعرف. بينما لاحت على معصمه ساعة فاخرة.

ابنتي المحتارة ،»زنقت حالها بالوقت» واتصلت بزميلتها وسألتها عن موعد المحاضرة وان كانت تأجلت؟. وبعد ساعتين جاءها الرد عبر الفيس بوك: ما بعرف.

السيدة التي اعتادت شراء خضارها من السوق التجاري، لاحظت ارتفاع اسعار البندورة، فسألت صاحب المحل، متى سوف تنزل اسعار البندورة؟.فهرب من الرد، واكتفى بالقول: ما بعرف.

كلهم لا يعرفون، او للدقة يخافون الاجابة ويخشون ان تُحسب عليهم المعلومة ان كانت صحيحة او كانت خاطئة. هل هناك من يهددهم إن هم قالوا الحقيقة؟ ومن هو او هي الجهة التي تمنع شخصا او موظفا من الاجابة عن سؤال عادي ولا يحمل كشفا لأسرار خطيرة؟

ما الخطورة في الرد ان كان المسؤول متوفرا ام لا؟ ومن زرع فينا الخوف من ممارسة فعل الإجابة؟

من هم المُذْنِبون الحقيقيون؟

«ما بعرف»..

صدقوني «ما بعرف»!.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة