أين نحن الآن من عام 1917 عام صدور وعد بلفور 2/11/1917 الذي زرعت بذوره قبل هذا التاريخ ..انه فاصل زمني طوله (95) سنة أي قرن ينقص خمس سنوات..وما زالت آثار وعد بلفور تسري ..فالوطن الذي وعد به اليهود أنجزته الحركة الصهيونية وتحالفها الغربي الاستعماري الامبريالي حيث مهدت الامبرياليات المتعاقبة..ابتداء من الفرنسية في زمن نابليون الذي وجه نداء لليهود من المغرب للقدوم لاقامة وطن قومي لهم في فلسطين حين كان يحاصر عكا وقد أعجزه دخولها ومروراً الى الامبريالية الالمانية بزعامة الامبراطور غليوم الثاني الذي زار القدس في زمن الحكم العثماني ووصولاً الى الامبريالية البريطانية الذي أعطى وزير خارجيتها بلفور باسم حكومته وصاحب الجلالة البريطانية لليهود وعداً ناجزاً وضعت بريطانيا امكانياتها لاقامته حين سلمت فلسطين التي كانت تحت انتدابها لليهود وقواتهم المتمثلة في منظمات مسلحة ومدربة على رأسها منظمة الهاجاناة نواة الجيش الاسرائيلي الحالي..
وقد أورثت الامبراطورية البريطانية في دعمها لليهود واقامة اسرائيل الامبريالية الاميركية حيث كان أول من اعترف بإقامة الدولة الاسرائيلية على أرض فلسطين الرئيس ترومان الاميركي وشاركه الاعتراف الاتحاد السوفييتي وما زالت الامبريالية الامريكية تتعهد الكيان الاسرائيلي دعماً وتقوية وتفوقاً وتجعله القوه الأكبر والمهددة لأي تحرك ضد مصالحها وتبقيه في حالة هيمنة واستمرار احتلال الأراضي الفلسطينية حتى التي وقعت تحت الاحتلال عام 1967 بما في ذلك أراض عربية أخرى في الجولان وجنوب لبنان..
ما زال الغرب يؤيد اسرائيل ويحميها ويوفر لها كل أسباب المنعة وما زال يرهن المنطقة كلها ويضرب ويمزق كياناتها ودولها لتبقى اسرائيل هي المتفوقة ولدينا نماذج ما جرى في العالم العربي وخاصة ضرب واحتلال العراق واستبدال الانظمة بأنظمة تجدد الاعتراف باسرائيل وابقاء العلاقات معها..
(95) سنة منذ اعلان وعد بلفور الذي أدرك الفلسطينيون خطورته مبكراً واستصرخوا الامة كما نداء صاحب صحيفة الكرمل نجيب نصار في الاهرام عام 1897 عن مخاطر الحركة الصهيونية وكما قصيدة اسكندر البيتجالي التي ألقاها يوم وصول بلفور نفسه الى حفل افتتاح الجامعة العبرية في القدس عام 1927 وقد حضر الحفل مندوب مصر أحمد لطفي السيد الذي لم يدرك ولم تدرك مصر آنذاك مخاطر الحركة الصهيونية الى أن جاء عبد الناصر عام 1952 كان يومها رد اسكندر البيتجالي عام 1927 من فلسطين على المحتفلين ووجه كلامه لأحمد لطفي السيد قائلاً:
الله أكبر كل هذا في سبيل الجامعة (يقصد الجامعة العبرية) ان السياسة أوجدتها والسياسة خادعة..يا لورد ما لومي عليك فانت أصل الفاجعة ..لومي على مصر تمد لنا أكفاً صافعة..
وفي الأردن نهض الشاعر الأردني عرار لينبه من خطر بلفور ودور الامبرياليات الغربية في ضياع فلسطين وزرع الوطن الصهيوني على أرضها وهو الصوت الذي ما زال يعلن الكفاح من أجل ازالة آثار وعد بلفور وليس من أجل ازالة آثار عدوان عام 1967 فقط فالوعد هو الذي زرع اسرائيل في هذه البلاد حين تعهدت الدول الامبريالية بحمايتها في حين انصرف العرب عن الخطر وما زالوا ينصرفون وما زال الغرب ينحاز لاسرائيل وما زال يكيل بمكيالين وأكثر وما زال النفاق الغربي مستمراً في وعود كاذبة بالسلام وحقوق الفلسينيين وانفاذ قرارات الأمم المتحدة حيث لم يتحقق حتى اليوم شيء ومنذ ذلك التاريخ المشؤوم 2/11/1917..
عرار الذي صدمه الوعد حين سمع به وعرف مراميه قال بعين الكاشف ..
يا رب ان بلفور أنفذ وعده... كم مسلماً يبقى وكم نصراني
وكيان مسجد قريتي من ذا الذي... يبقى عليه اذا ازيل كياني
وكنيسة العذراء أين مكانها..سيكون؟ ان بعث اليهود مكاني..
ما زال وعد بلفور يسري وما زالت آثاره تنتشر كالسرطان وما زال صوت عرار يتردد ويصرخ ويعاتب ويلوم فأين الامة من استشعار الخطر الذي ما زال ماثلاً في كل يوم؟..
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو