ما بين نبيه بري وناهض حتر

نشرت الصحافة أمس خبرا يفيد بأن الزميل ناهض حتر إلتقى بالسيد نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني ,ونقل الزميل حتر عن بري قوله أن( الكونفدرالية هي تصفية للقضية الفلسطينية)....وأن (القومية العربية لها معنى واحد في الأردن هو الوطنية الأردنية) ...اضافة اعلان

واضاف بري نقلاً عن الزميل حتر :- انه مرتاح للموقف الأردني الحيادي اتجاه الأزمة السورية بالمقابل دعاه الزميل حتر إلى تزخيم التعاون مع الأردن وقضاياه وحركته الوطنية .
لي بعض التعليقات على هذا الخبر والتي امل أن ترى الضوء:-
أولا :- اذا أراد بري أن يتضامن مع الأردن فالأصل أن يتم هذا الأمر عبر القنوات الرسمية ...ومن ضمنها وزارة الخارجية الأردنية , أما القفز عن تلك القنوات وإطلاق هذه التصريحات فهو يعتبر حديثا في شأن داخلي أردني بغياب صاحب الولاية أو من ينوب عنه .
ثانيا :- قصة الكونفدرالية هي خصوصية أردنية فلسطينية ومن حق الدولة رفضها ضمن مقاييس المصلحة العليا ...ولكن بما أنها من وجهة نظر بري تعتبر تصفية للقضية الفلسطينية ...فهل يجوز أن نقبل بوجهة نظره خصوصا وأن حركة أمل التي تزعمها بري خاضت معارك مع الفصائل الفلسطينية وتورطت بالدم الفلسطيني ...وهل وجهة نظر بري تمثل وجهة نظر الدولة اللبنانية أم أنها وجهة نظر لحركة أمل أو للتيار الشيعي في لبنان وهل رأيه يعتبر محايدا أم أنه رأي منحاز.
ثالثا :- ماذا يقصد الزميل حتر بكلمة (تزخيم) التضامن الأردن وحركته الوطنية ؟ ....كان الأولى بالزميل حتر أن يدعو لتزخيم التضامن مع لبنان وتداعيات الأزمة السورية التي تعصف به ...كان الأجدى ان يطالب الزميل حتر أيضا بمؤتمر عربي حول لبنان خصوصا وأن شماله مقسم ما بين علوي وسني ولغة الحوار هناك صارت مرتبطة بالبنادق أكثر منها أرتباطا بطاولات المفاوضات ...كان الأجدى بالزميل حتر أن يطالب بوقفة تضامنية مع قوى الأمن اللبناني بعد إغتيال وسام الحسن ...كان الأولى أن يطرح هذا الاسئلة على بري ويأتينا بالإجابات .
رابعا :- السياسة الخارجية الأردنية لاتقوم على استجداء مواقف تضامنية لأننا لانعاني من أزمة سلاح ولا أزمة تنظيمات ولا أزمة ثورة ولكننا نعاني من أزمة إقتصادية ولو أن الزميل حتر استغل فكره التنويري لجلب مساعدات للأردن لصفقنا للقاء ومحتواه ....لكن نبيه بري لو بقي يصرح دهرا كاملا فهو لن يقدم أو يؤخر في الحالة الأردنية
خامسا :- وبما أن ناهض حتر يؤكد أن بري أبدى ارتياحه للموقف الحيادي والمسؤول للأردن من الأزمة السورية ...فهل هذا يعني أن الأردن لو انحاز إلى جانب الثورة أو إلى جانب النظام ...سيفقد موقفه المسؤول والحيادي أم أن قصة موقف الأردن قرأها الزميل حتر من زاوية أيرانية خالصة أو زاوية طائفية لبنانية ونسي أن لدينا تيارا هائلا في الأردن من الناس مع الثورة السورية بنفس حجم وجود قوى مع النظام ... سادسا :- أنا لم أوكل احدا للحديث باسمي ,وبري ليس مخولا بأن يقرأ شأننا الداخلي ويفتي فيه بنفس الوقت الذي يملي علينا ضميرنا كدولة عدم الحديث في الشأن اللبناني بأعتباره شأننا داخليا ...واذا كان بري معجب بالحركة الوطنية الأردنية فلينضم إليها ...(وبنخلص ).
سابعا :- لماذا كل هذا الأمر يدور في ظل صمت غريب من الدولة .