السبت 2024-12-14 01:28 ص
 

ما جدوى الفعاليات الثقافية ؟ اعلانات تفتقر الى الابهار

09:02 ص

الوكيل - يتساءل الكثير من المثقفين والمتابعين في البلاد العربية عن جدوى الفعاليات الثقافية التي تقام في كل مكان بمناسبة وبدون مناسبة وتهدر من أجلها الأموال على طول السنة وما تقدمه من مضمون ثقافي يختلف من مكان إلى آخر .. اضافة اعلان

بحثا عن فائدة لانعرفها او لانلمسها ظاهريا على الأقل .. نسأل عما تساءل عنه الشاعر الفلسطيني طه العبد ‘هل نحن في مجتمعاتنا العربية نحسن فعلا توظيف الفعاليات الثقافية بالشكل الصحيح؟ هل نوفر لها شروطها الموضوعية لتقوم بدورها الطبيعي؟ السؤال حق مشروع للجميع ويفتح نافذة على الحقيقة والمعرفة ..

زيد الشهيد / كاتب وناقد عراقي

ثمة ترابط جدلي بين تواجدية الأديب في مناخ الحضور الثقافي وضرورة أن يكون ثمة جمهور في فسحة مكانية تتطلبها ثبوتية الحس المعرفي في ذاتية الثقافة الجمهورية هذا ما كان ضمن صياغة تكريس الصورة المثلى للحركة الثقافية عبر زمنية ما قبل هجوم ثورة الاتصالات وحضور الشرنقة المعرفية التي سرى عدواها العلمي بشكل مذهل واختراقها حجب التابوات الجهلية وجدران الوهم واقصد بهذه الشرنقة شبكة الانترنت حيث نقلت التواصل الثقافي والأدبي من ضرورات وحتميات التلاقي وجها لوجه بين الأديب صانع الخطاب ومقدمه إلى مسببات التواصل الثنائي بين النص المصنوع والمتلقي المقابل على فرضية بل حتمية غياب المؤلف أو على الأقل تواريه ساعة القراءة.
لقد كان مذاق النص الشعري بحلاوته أو مرارته مثلا لا يعرف إلا من خلال خالقه وهو يلقيه من على منصات الإلقاء فيحاول التفنن في إلقائه مستخدما ارتفاع وهبوط الصوت لحظة القراءة ومعطيا ليديه مهمة التأشير والإيماء متممات لحسن جمالية النص وجعله مقبولا لدى الجمهور المستمع ومؤثرا فيه، في حين النص الحديث صارت علاقة المؤلف بالمتلقي تتم من خلال نصه لا عبر شخصه. إننا نشهد اليوم انحسار الجمهور عن المهرجانات أو الأماسي والأصبوحات عن الحضور وكم من أمسية أقيمت لأديب فلم يحضر النصاب الموضوعي من الجمهور لكي يؤدي الأديب المستضاف دوره وكم من أمسية فشلت فشلا مريرا لعدم حضور متلق واحد فآل الأديب والجهة التي تقيم له الأمسية إلى الخيبة ومرد ذلك باعتقادي وكما أسلفت إلى أن الذائقة تغيرت والعلاقة تبدلت معادلة عناصرها ..وبودي أن أشير هنا إلى أن بعض القراء لا يفضلون مشاهدة أصحاب النصوص التي يطالعونها أو المؤلفات التي يقرؤونها منطلقين من أن الرؤية المتخيلة للمؤلف من خلال النص أجمل من مشاهدته في العيان وكم من قارئ كان معجبا بمؤلف ويكن له حب اللقاء به ولهفة التحدث إليه حتى إذا التقاه وتكلم معه تسلل ذلك الحب هاربا وانطفأ مكتشفا فيه الإنسان العادي الذي يأكل ويشرب ويمشي مثله مثل أي إنسان عادي بينما كانت علاقته الثقافية به تتم من خلال رسمه بمخيال الخالق المذهل الذي لا ينطق إلا دررا من قول ولا يسير إلا على خمائل سلوك حريري. وقد يكتشف فيه بعض الصفات التي قد لا يحبها ولا يرتضيها فتتشوه لديه صورة المؤلف.
أعرف كتابا دائما ما يتوارون عن قرائهم بقصدية تشير إلى أن يبقى جميلا في مخيلة متلقيه فعلى سبيل المثال لم اسمع البياتي مرة يقرأ نصا له من على منصات الإلقاء إنما كان حسب اعتقادي يترك للقارئ مهمة القراءة والتذوق من خلال تحاوره مع النص الذي يقرأه والمخيالية التي تنبثق لديه في حين يسعى كثير من الأدباء إلى تقديم شخوصهم منطلقين من شعور أن ظهورهم يشكل عامل تأثير في ذات المتلقي المشاهد ويحرص على أن يكون بمواجهة الجمهور للرد على الأسئلة التي تراودهم عن نصوص لها قرأوها وهم بحاجة إلى توضيح أو تنوير لذلك نحن إزاء هذا التساؤل أمام إشكالية تقر بجدلية نسبية ترجح حتمية الفائدة التي يكتسبها الأديب من / في أي منشط ثقافي ولقاء جماهيري تارة وتارة أخرى يغدو اللقاء وجها لوجه من نافلة كسب الجمهور من خلال لقائه بالأديب ترتفع نسبة حصاده المعرفي .

سعدية مفرح / شاعرة وكاتبة كويتية

دعنا نقول في البداية انه من المفيد جدا للأديب أن يعيش في حراك ثقافي دائم يمكن فيه أن ينفعل ويتفاعل ليس بصفته مبدعا وحسب بل بصفته متلقيا ومعنيا بالشأن الإبداعي بشكل عام أيضا ورغم أنني مؤمنة تماما بأن الكثير من الفعاليات والأنشطة الثقافية التي ‘تتبرع′ بها لنا المؤسسات الرسمية في بلادنا العربية في فعاليات مفتعلة واستعراضية لا يعنيها الشأن الثقافي أو العملية الإبداعية بقدر ما يعنيها تجميل وجوه المسؤولين عنها ثقافيا أمام الجماهير وإن الكثير منها قد تحول بعد سنوات على نشأته إلى مجرد أنشطة سنوية سياحية فقط إلا أن هذا كله لا يمنع من محاولة الاستفادة قدر الإمكان ولو بأضعف الإيمان كأن تكون مثلا فرصة للتعارف بين المبدعين والمثقفين العرب ولتبادل إصداراتهم وترويجها بين الجماهير، كما أن ترسيخ فكرة مثل هذه الأنشطة والمهرجانات حتى وان كانت فكرة منقوصة أو مشوهة مثلا، يساعد على جعل الفعل الثقافي فعلا يوميا في الحياة العربية أما ان مثل هذه المهرجانات تفيد الأديب بالنسبة لتجربته الإبداعية تحديدا، فأنا أشك في ذلك، لأنني أعتقد إن التجربة الإبداعية تجربة خاصة جدا وفردية جدا، ولا يؤثر فيها الفعل الخارجي إلا باعتباره مكونا من مكونات الثقافة الإنسانية والحياتية العامة للأديب مثلا وهذا لا ينطبق على مثل هذه الأنشطة والمهرجانات والفعاليات الثقافية وحسب بل على كل التجارب الخارجية أو اللاحقة للتجربة الإبداعية مثل تجربة النقد أو التلقي أو غيرهما عموما ما قلته ليس دعوة لإلغاء مثل هذه الفعاليات أو عدم التعاطي معها من قبل المبدعين، بل مجرد دعوة لإعادة النظر في الكثير من أشكالها وصيغها العربية بالذات ومحاولة للابتعاد بها عن وصايا المؤسسات الرسمية وجعلها أكثر انفتاحا على الجماهير وأكثر حرية وبساطة فأجمل ما في الإبداع وكل ما يتعلق به هو أن يجيء بسيطا ..عفويا ..حرا وغير خاضع لأي تعليمات أو وصايا مسبقة.

خالد المغربي / شاعر من ليبيا

إن المشاركة هي للمبدع قراءة يقرأ ما في وجوه الحضور يتحسس مدى انسجامهم وتأثرهم بكلماته لأن في حضور المبدع هيبة قد يخسرها بمشاركة حقيقية ركيكة وقد يكسبها بمشاركة حقيقية صادقة تصل للجمهور لأن القراء عندما يقرؤون كتاباتنا ولا نكون معهم لا نرى تأثرهم بها ومن هم حولنا من أصدقاء قد يجاملوننا لكن الجمهور لا يجامل إنها مفيدة للمبدع وللجمهور معا.

عبدالرزاق العاقل / كاتب وباحث من ليبيا

تُرى من ذا الذي يؤسس لهذه الفعاليات ويدور في فلكها بشيء من التوجس الرهيب، انه المثقف الحامل للمعنى والمضمون في خضم الأقاويل،التي تتهمه بأنه فائض هزلي، لم يعد له دور جدي، يُعتد به، بعد المتغيرات التاريخية التي عمت الساحة وهمشته ووضعته في موضع الشك والريبة، فمن هذا المنطلق نرى اليوم ان الفعاليات الثقافية بانواعها تعمل لتأكيد الحركة الثقافية والفنية وتفعيلها في خضم هذا الغبش الذي يسبح فيه المبدع للوصول الى عقول الناس الأقل وعيا. لهذا اكتسبت الفعاليات المتمثلة في المهرجانات أهمية متعددة المناحي في الدول المتقدمة، ليس في مجال الأدب والفكر فحسب بل في مجالات اخرى متعدده والتواصل مع المواهب الجديدة واشراكها كعقول متميزة في هذه الفعاليات، من أجل توسيع المدارك وتجديد الرؤى وتفعيل الحياة.ولكن للاسف في بلادنا بل وعلى امتداد الوطن العربي تُعقد الفعاليات وتنتهي، من دون فائدة، لأن نتائجها غير معترف بها في الأصل من قبل القائمين عليها في السلطة الثقافية المتشحة بالفساد، والتي ما زالت ترزح تحت غطاء الوجوه الكالحة القديمة التي تغص بهم الساحة بفعالياتها، باعتبار ان الاعتراف بمثل هذه النتائج، اضرار بمصالح الفئة الحاكمة او الشللية القائمة في الماضي والحاضر، لذلك فان هذه الفعاليات مكتوب عليها بالفشل الذريع وهي تستنزف الاموال الطائلة والقدرات الابداعية، وكأن الدولة تفعل ذلك من اجل اسقاط الفرض وترسيخ مبدأ الفساد الذي يعم مثل هذه المهرجانات المتمثلة في فعالياتها التي تكون عادة الهدف منها تشويه الفئة المعنونه بالمبدعين خشية معاداة ذوي القرار في السلطة، وما لم يكون هناك اختيارات منهجية للوجوه المبدعة على الساحة فانه لا جدوي مطلقا من الفعاليات الثقافية المُعلن عنها او سيُعلن عنها بعد ان تربص هؤلاء لامتصاص المزيد من المنافع وهم في سدة الثقافة !

فاطمة الشيدي / شاعرة من سلطنة عُمان

أعتقد أن ثمة فائدة كبيرة للأديب من الفعاليات والأنشطة الثقافية فهي مهمة جدا للمبدع ولتجربته على حد سواء انها الفرصة الحقيقية للاحتكاك المباشر والتفاعل الثقافي من خلال حضور فعاليات وأمسيات متنوعة ومغايرة إنها فرصة للتماس الحقيقي مع أجمل ما يقدمه الآخر أو ـ ما يفترض أن يقدمه وبذلك يتمكن المبدع من خلال ما يسمع من محاكمة نصوصه وتجربته وتقييم مستواه الفني والثقافي وتكوين معيار ذائقي راقي للحكم على النصوص (نصوصه ونصوص الآخر) وموازنة تجربته المعرفية والثقافية وفق تجارب الاخرين الأكثر حضورا وامتدادا.
كما أنها تكون لدى المبدع حصانة ثقافية ورصيد تجاربي ثقافي عميق وشخصية متزنة مستندة على أفق معرفي وتجربة رصينة في التلقي والخطاب على حد سواء مما يسعف قوة حضوره وينمي شخصيته الفنية ويكسبه قوة تجعله غير مرتبك في تقديم نتاجاته لأنه سبق أن خبرها أمام المتلقي.
كما تسهم هذه الفعاليات في مد الجسور بين المثقفين وكسر الحواجز الجغرافية والزمنية كالمكان والأجيال من خلال اللقاءات التي تفتت العوائق فتتلاقح التجارب وتتكون العلاقات التعارفية والثقافية وتتشكل الخبرات الفنية وتتخلق الرؤى الجمالية، أما عن الشق الثاني فأعتقد أن الجمهور والأديب يشتركان في تقاسم (المنفعة) من هذه الفعاليات وإذ أضع المنفعة بين علامتي تنصيص لأنها هنا ليست مادية وليست محسوسة إلا أنها فعلا مشتركة، فالأديب يستفيد خبرة وتجربة ووعيا والتقاء بغيره من الأدباء والجمهور (المتلقي) يستفيد من هذه الفعاليات في تلقي نصوص فنية وثقافية راقية تسعف روحه وذائقته وتضيف إليه الجديد فنيا ومعرفيا كما تمكنهم من معرفة الأسماء الثقافية المعروفة والجديدة على حد سواء ولعلها كذلك و(كنافلة) تملأ وقته وزمنه بحضور راق وفائدة حقيقية كما قد تهبه تسلية تزجي وقت فراغه ومتعة مفيدة أجمل من الكثير مما هو ضمن خيارات الكائن العادي.

محمد العشري / روائي من مصر

الإعلان فن عالمي لا شيء يخدم مثله في الترويج ولفت الانتباه والأنشطة الثقافية هي نوع من الإعلان وإن افتقر إلى الإبهار الذي يصاحب السلع الاستهلاكية والفعاليات التي تصاحب صدور العمل الأدبي مثلا تلقي الضوء عليه وتخدمه من حيث إيصاله للجمهور هي مهمة للتجربة الإبداعية للكاتب إذا ما صاحبها قراءة نقدية واعية محايدة ربما تشكل وعيا جديدا يستفيد منه في كتاباته المستقبلية وأعتقد أنها مفيدة للكاتب والجمهور معا تلك التجربة استفاد منها الكتاب الغربيون بشكل كبير والترويج الذي يصاحب صدور أعمالهم يشكل جزءا كبيرا من انتشارهم مازلنا نفتقده في عالمنا العربي أو نمارسه على استحياء لترويج أعمالنا الأدبية، الأمر في حاجة إلى إعادة النظر.

غزالة طاهر / اكاديمية جامعية من الجزائر

إن الفعاليات الثقافية أمر ضروري لدعم الحركية الثقافية داخل المجتمع ولكن ذلك مرتبط بمدى وفائها للمبدأ الذي عقدت وتعقد لأجله، خاصة إذا علمنا ان الكثير من التظاهرات الثقافية في المجتمعات العربية ليست أكثر من تجمعات صورية لا فاعلية لها.

موسى ابراهيم ابورياش / كاتب من الأردن

تهدف الفعاليات الثقافية في الأصل إلى توعية المجتمع وتنويره والمساهمة في تغييره، من خلال رعاية الثقافة والمثقفين، والأخذ بأيديهم إلى الأمام، وتكريم المستحق منهم، وتنفيذ ورش ثقافية وإبداعية لكشف المواهب وتنميتها والعناية بها، وغير ذلك مما يصعب حصره.
وفي هذا الزمن العربي الرديء، انحرفت معظم الفعاليات الثقافية عن غاياتها، وتحولت إلى استعراض أجوف، ورسم على الماء، وحصد للهواء. تنفخ الصغار فيحسبون أنفسهم عظاماً لا يشق لهم غبار، وتهمل المبدعين وتقصيهم لأن الصغير لا يفضل إلا صغيراً مثله، أما المبدع الحقيقي فهو قوة قد تقهرهم وتحجمهم، ونور لا بد سيكشف عوارهم وزيفهم.
للأسف، تحولت معظم الفعاليات الثقافية إلى مناسبات باهتة لا جدوى حقيقية منها، وإنما تعداد فقط، وزيادة أرقام لا تسمن ولا تغني من جوع، وما يؤكد ذلك، حضور جمهور محدود باهت، جلّه من الأصدقاء والزملاء والمجاملين، يسددون ديناً، أو يأملون بسداد دين.ولو أن للفعاليات الثقافية جدوى حقيقية تتناسب وعددها الكبير، لكان لها أثر واضح، وتأثير بالغ أو على الأقل ملحوظ، ولكن لا أحد يسمع بها إلا حلقة ضيقة محدودة، تضيق ولا تتسع. وبالطبع فإنَّ بعض الفعاليات الثقافية تكسر هذه القاعدة المؤسفة، وتتمرد على السائد، فتحظى بحضور لافت، واهتمام بالغ، ويبقى صداها قوياً إلى حين. وهذه محاربة من السلطة ومن الهيئات الثقافية التي يتزعمها في الغالب قليلو الحظ من الإبداع الحقيقي المؤثر.

حرية سليمان / قاصة وروائية من مصر

كيف يكون الإبداع من دون متلق، كيف يكون الشاعر من دون جمهور، أو ربما يمكن أن نسأل عن قصيدة أو قصة من دون حروف، بنفس المنطق لايمكن أن نؤصل لجنس أدبي من دون مشاركة فاعلة بمحفل ثقافي نعبر من خلاله الى الآخر ليتذوق ابداعنا ولتتجسد الحروف لصوت وترددات. تلك هي الغاية من الأدب’ التواصل’ الفاعليات الثقافية بمثابة شريان يضخ الدم ولكن يمكن الاستعاضة عن الدم هنا بقصيدة أو أقصوصة، مزيد من التفاعل الحي يصل بين الكاتب وجمهوره ويصنع جسرا آمنا يمكنه العبور من خلاله للضفة الأخرى ليقف على حقيقته. أؤمن انها اكثر من مجرد لقاءات عابرة لتمرير الوقت ولكنها منحة مرور وجواز سفر الى المستحيل، يعاني المثقفون احيانا من صعوبة خوض تجربة النشر لارتفاع التكاليف وربما لانعدام ثقتهم في وجود قارئ يهتم بالاطلاع على ما يستجد وخاصة لو أن هناك اضطرابا في المناخ العام سياسيا واقليميا. وعلى المبدع الحقيقي أمانة إيصال صوته لأبعد الفضاءات وأقصاها وأكثرها نضجا.بالنسبة لي هي مهمة شاقة ولكن نجاحها مرهون بإصراره على الوصول كما بجدية العمل الأدبي وتفرده معنى ولغة ومضمونا .كما أن للمؤسسة الثقافية دورا هاما في اثراء الحراك الثقافي ودعم مبدعيها بشتى الصور.
كلنا شريك في تلك المنظومة وبالنهاية الابداع الجيد قادر دوما على المنافسة أينما كان . مهم أن تفعل الدولة دورها الثقافي بحيث يمكن أن يتاحَ للمبدع التفرغ من أجلِ السّفرِ والتجوال في وطنهِ العربيِّ والبلدان الأجنبية للإطلاع على الثقافات والمواهب وأصحابها . أن يتوّلى مسألةَ الاستشارات الثقافيّةِ والأدبيّة وأن يشرفَ على البرامجِ الموجهّةِ للأجيالِ المتعاقبة .أن تتاح لهُ المنابر الإعلاميّةِ في شتّى النواحي والمناحي في بلدهِ وخارجهِ . أن تخصَّصَ برامجَ تلفزيونيّة على مدار الاسبوع تستضيف الشعراء والأدباء والمفكرين ويتحدثونَ عن تجاربهم وخبراتهم.

طه العبد / شاعر وباحث من فلسطين

تشكل الفعاليات الثقافية بابا أصيلا للواقع الثقافي في البلدان، فهي همزة وصل المبدع مع الناس، ومن خلالها تبدو الواجهة الزجاجية للثقافة ملونة بالشعر والألوان والحرف والفكر والنقاش.
يشكل التماس المباشر بين المبدع والمتلقي اهم مراحل الظواهر الثقافية في المجتمعات، بل وفي مقدمها جميعها، فرد فعل الناس على المنتج الثقافي يظهر مباشرة كرد فعل ذوقي مما يعطي انطباعا لدى المبدع حول وقع انتاجه على الآخرين كما انه اساسي في تكوين الاتجاهات والقيم لدى المتلقي ان لاقى رواجا وقبولا حسنا.
طبعا ما تقدم كان من حيث المبدأ ولكن من حيث الواقع أحب ان أسأل: هل نحن في مجتمعاتنا العربية نحسن فعلا توظيف الفعاليات الثقافية بالشكل الصحيح؟ هل نوفر لها شروطها الموضوعية لتقوم بدورها الطبيعي؟ اذا كانت الاجابة بـ (لا) فإن دور الفعاليات الثقافية بالتأكيد دور سلبي، او استلابي مهمش ولا يصلح حتى للدخول من الأبواب الخلفية، أما اذا كانت جميع الظروف الموضوعية متوفرة كالأصالة في الابداع والحرية في التعبير والوقت الملائم والدعاية الاعلامية المناسبة والنقد الموضوعي وما الى ذلك، فحتما هذا مؤشر صحة في الثقافة وفي المجتمع الثقافي.
في بلادنا العربية يتفاوت الامر من بلد الى آخر بل ومن منطقة الى اخرى في البلد نفسه، واحيانا من زمن الى زمن آخر في البلد نفسه، كله مرتبط بالشروط السابقة والحيادية والحرية التامة ضمن الضوابط المعرفية والدينية والأخلاقية.

احمد يوسف عقيلة / قاص من ليبيا

الفعاليات الثقافية غاية في الأهمية.. خاصة أن الأخبار لا تركّز إلا على التفجيرات والعنف عموماً.. وكأن المجتمع لاشيء فيه سوى العنف.. الفعاليات الثقافية كانت موجودة في أحلك الظروف وأصعبها.. إنها أحياناً نوع من المقاومة.. وإعطاء وجه آخر للمجتمع غير الوجه الذي يُراد له.


* شاعر و صحافي من ليبيا


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة