الجمعة 2024-12-13 07:28 ص
 

ما قبل الانتخابات التركية وما بعدها .. كرديّاً !

08:43 ص

أهم حقيقة أكدتها نتائج الانتخابات التركية الأخيرة هي أنَّ هناك أمة كردية في هذه المنطقة الشرق أوسطية «أهملتها» اتفاقيات سايكس – بيكو ,سيئة الصيت والسمعة, وبقيت غير معترف بها وأبناؤها موزعون بين تركيا والعراق وإيران وأيضاً سورية حيث تعرضوا منذ الحرب العالمية الأولى وعلى مدى نحو قرن كامل إلى القهر والاستلاب والبطش والمذابح والتعليق على أعواد المشانق كما حدث في كرنشاه «الإيرانية» !! أكثر من مرة.اضافة اعلان

ولعل ما يجب أن يقال, بعد هذا الفوز الهائل الذي حققه أكراد تركيا, أنَّ «الديموقراطية» هي الحل الصحيح للمشكلة الكردية وأنَّ تجربة حزب العمال الكردستاني–التركي بقيادة عبد الله أوجلان قد تكون نبهت العالم إلى وجود هذه المشكلة لكنها بالمحصلة كانت فاشلة والسبب أنها تحولت إلى أداة في الصراعات الإقليمية وأنها أُستخدمت من قبل أنظمة من بينها نظام الأسد, الأب والإبن, في قضايا لا علاقة لها لا بالأكراد ولا بقضيتهم.
ولعل ما يجب أن يقال بعد هذا الفوز أيضاً أنَّ تعامل الأنظمة التركية التي تلاحقت بعد انهيار الدولة العثمانية وحتى بدايات هذا العهد الديموقراطي لم يكن مستغرباً وفقط وإنما عقيماً وجائراً وأدى إلى ردود أفعال عنيفة كانت ولا تزال تجربة حزب العمال الكردستاني – التركي وعبد الله أوجلان إحدى تجلياتها إذْ أنه غير معقول وغير مقبول أن يعرَّف أبناء شعب كامل يزيد عددهم, وفقاً لبعض التقديرات, عن خمسة عشر مليوناً على أنهم «أتراك الجبل» ويحرمون من استخدام لغتهم القومية وارتداء ملابسهم الوطنية.
الآن هناك مؤشرات وأدلة كثيرة على أن سايكس – بيكو لم تَعُدْ مقدسة وأنه قد تكون هناك خرائط جديدة لهذه المنطقة وحقيقة أن هذه مسألة يجب التوقف عندها بكل جدية إنْ في تركيا وإنْ في العراق وإنْ في سوريا.. وقبل ذلك إنْ في إيران التي بحجة أنها دولة إسلامية ترفض أي نزعة قومية لا وجدانية فقط ولا استقلالية تواصل اضطهاد هذا الشعب وتُواصل تعليق أبنائه على أعمدة الكهرباء كأعواد مشانق.
إنه ظلم تاريخي أن يبقى الأكراد يعيشون واقعاً مؤلماً فُرض عليهم أيام سايكس – بيكو في فترة زمنية مجحفة وجائرة ويقيناً أنه علينا نحن العرب أن نكون الأكثر حماساً لنيل هذا الشعب العظيم, الذي شاركنا في الدفاع عن هذه المنطقة العربية ضد كل الغزاة المستعمرين حقوقه, وهنا فإن المفترض أن بطولات صلاح الدين الأيوبي لا تزال تدرس في كل مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا وأن المفترض أن الكل يعرف أن أشقاءنا الكرد قد بقوا إن في سوريا وإن في العراق وإن في فلسطين والأردن يشكلون جزءاً من حركتنا الوطنية وأيضاً القومية وإن أهم وأعظم شعراء العربية في القرن العشرين أحمد شوقي هو أساساً ينحدر من هذه الأمة الكردية الشقيقة فعلاً للأمة العربية.
وهكذا فإن أهم الحقائق التي أكدتها الانتخابات التركية الأخيرة هي أن «الديموقراطية» هي الحل الناجح والشافي لكل المشاكل العالقة وهي أن حلَّ أي عقدة بالأصابع أفضل ألف مرة من حلها بالأسنان وهي أنَّه لم يعد هناك أي مجال وعلى الإطلاق لوصف أكراد تركيا بأنهم «أتراك الجبل» وهي أيضاً أنه يجب أن تأخذ هذه الأمة الكردية مكانها الذي تستحقه في هذه المنطقة مثلها مثل الأمة العربية والأمة التركية والأمة الإيرانية أو الفارسية.. لا فرق.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة