السبت 2024-12-14 10:25 م
 

ما نريده من قادتنا !

07:32 ص

إذا استطاع القادة العرب، وكلهم خيّرون، في قمتهم التاريخية هذه، التي تذكرنا بقمة الخرطوم بعد هزيمة حزيران (يونيو) المنكرة في عام 1967، وبقمة «فاس» الثانية بعد إخراج الإسرائيليين ومن تعاون معهم منظمة التحرير وفصائلها وقادتها من بيروت في عام 1982، أن يلملموا الأوضاع العربية المتناثرة، ولو بالحد الأدنى، ويسوّوا خلافات اللاخلافات غير المعروفة أسبابها، فإن بإمكانهم أن يحققوا إنجازات فعلية، وأنْ يضعوا هذه الأمة العظيمة على بداية طريق استعادة وعيها والتخلُّص من حالة التشرذم غير المعروفة أسبابها، فالوحدة وحدة الموقف العربي، هي البداية الفعلية لمواجهة كل هذه التحديات الوجودية وأخطرها التحدي الإيراني الذي تجاوز الحدود كلها.اضافة اعلان


إن هناك خلافات، حتى وإن كانت أسبابها معروفة، فإنَّ هذه الأسباب ليست مقنعة على الإطلاق، إذْ أنه بالإمكان تطويق الأمور وهي في البدايات وقبل أن تصل العلاقات حدود القطيعة، وإلى ما وصلت إليه، وحيث تُركت الأعنَّةُ «مرخيّة» لإعلام الردح والتأزيم الذي كان قد فعل فعله، لا بل أفعاله، في أخطر سنوات القرن العشرين، وعندما كان المفترض أن الأولوية للمواجهة مع إسرائيل، وعلى أساس أن الأهم قبل المهم، وأن الرئيسي يقدَّم على الثانوي.

الآن هناك بالإضافة إلى التحدي الإيراني، الذي حقق للأسف تمدداً خطيراً... «إحتلالياًّ» في انتين من أهم الدول العربية، تحدي الإرهاب، الذي لو دققّنا النظر فيه لوجدنا أنه يرتبط ومنذ البدايات بهذا التمدّد، وتحدي التطاول الإسرائيلي الذي تجاوز كل الحدود أيضاً، وكل هذا بينما «الأصدقاء»!! الروس لم يجدوا ما يثبتون به استعادة مكانتهم الدولية بعد انهيار الإتحاد السوفياتي إلا التحالف مع دولة الوليِّ الفقيه، وإلاّ السيطرة على سوريا وإلاّ التمدد في اتجاه ليبيا في أفريقيا العربية، وإلاّ السعي الدؤوب لإدخال هذه المنطقة «بلادنا» في صراع المعسكرات وفي الحرب الباردة مرة أخرى ومن جديد.

وهنا؛ فإن مما لا شك فيه أنَّ القادة العرب، الذين من المفترض ألّا يكتفوا بالنسبة للعلاقات «الأخوية» في ما بينهم بمجرد العناق الحار، يعرفون هذا الذي نقوله أكثر كثيراً منا، بل وأكثر من كُل كتاب الكرة الأرضية فأيديهم كلهم، حفظهم الله جميعا، في النار، وهم المسؤولون أمام الله جلَّ شأنه وأمام شعوبهم وأمام ضمائرهم عن كل هذا الذي يجري في الوطن العربي، الذي هو أمانة في أعناقهم، وهي أمانة سيُسألون عنها يوم تصل القلوب إلى الحناجر!!.

وهكذا، فإنه غير مقبول أن يتبادل قادتنا، الذين لهم كل التقدير والإحترام.. والمحبة أيضا، العناق على شواطئ بحر هذه المنطقة التاريخية، التي تُطلُّ عليها مآذن الأقصى وأجراس كنيسة القيامة من الجهة الغربية، ثم يعودون إلى بلدانهم التي هي عربية ولكل العرب، وأن يبقى الشمل مبعثراً «أيدي سبأ» وكما كان، وان تبقى إيران «الفارسية» تطارد في الميدان العربي كما يحلو لها، وتبقى تفعل في العراق وفي سوريا وأيضاً في لبنان كل هذا الذي تفعله، بينما يواصل «المؤلفة قلوبهم» منا ما يعتبرونه مساعي خيرة لإعادة هذا النظام الضال إلى سواء السبيل، وهذا من المؤكد أنه إضاعة للوقت، ومجرد أحلام يقظة، وأن من يريد معرفة الحقيقة فإنه عليه أن «يُرْخي» إذْنه لحراس الثورة وللولي الفقيه والمحيطين به، وليس لا لحسن روحاني ولا لوزير خارجيته ... الظريف فعلاً!!.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة