الخميس 2024-12-12 12:52 ص
 

ما هكذا تقوم الدول!

02:27 م

ربما لن تمر شهور طويلة قبل أن نرى جميعاً حالة الهزيمة تلحق بعصابة داعش التي ثبت أنها بلا أفق سياسي، وأن من يفكرون لها فرحوا كثيراً بالدهشة التي صنعوها بأفلام القتل والإجرام، وأعتقدوا أن مشهد المجرم وهو يحمل سكيناً ويهدد العالم ثم يقتل الأبرياء يصنع دولاً وأمجاداً، فالعصابات وحدها هي التي تستقوي على الضحايا وتقيدهم وتقودهم للموت وهم بلا حول ولا قوة .اضافة اعلان


داعش بلا عقل سياسي عميق وتعتمد كثافة التواجد على شبكة الإنترنت لكنها وهي تعيش حالة الغرور دخلت في حروب مع دول ومست في شعوب مناطق الكرامة، فوجودهم في سوريا ليس انجازاً لأن أبواب الحدود التركية مفتوحة، والنظام السوري له مصلحة في وجودهم وسلمهم الأرض، وفي الموصل ظهروا فجأة وانتصروا على جيش هرب أمامهم لأسباب لها علاقة بأهداف الحكومة العراقية السابقة، وعندما دخلوا اختباراً جديا في مدينة كوباني خسروا وانهزموا، وكذلك الخسائر التي يتعرضون لها في أكثر من مكان.

وفي ليبيا حيث لا توجد دولة، استولوا على حصتهم من الجغرافيا الليبية وأهم ما فعلوه قتلهم العمال الأبرياء من أقباط مصر، لكنهم فتحوا على أنفسهم جبهة كبيرة مع مصر، مثلما كانت خسارتهم فادحة بجريمتهم بحق الاْردن وأهله بقتل الشهيد معاذ.

مصر ليست دولة مراهقة ولهذا فإنها ستخوض ضدهم حرباً بوسائل مؤثرة، وهي تدرك أيضاً أنها لن تستنزف الجيش المصري في معارك عصابات لكن الحرب لها أشكال وأشكال، وقبل مصر كانت الاردن التي كانت قبل استشهاد معاذ تخوض الحرب ضد الاٍرهاب لكنها بعد الجريمة أصبحت أكثر حسماً وحزماً حتى على صعيد الناس .

لقد خسروا كثيراً لأنهم اليوم في نظر كل أردني تنظيم إرهابي، وخسروا كثيراً ليس عبر الضربات الجوية الموجعة التي تعرضوا لها وما زالوا من الأردن أو التحالف بل لأن دولة مثل الأردن تعمل بشكل منهجي لتصل بهذه العصابة إلى حتفها. فربما من يقودون هذه العصابة لا يعرفون كيف تدير الدول معاركها، فالأمر ليس حصاراً لمجمع سكني في الأنبار أو استقواء على تجمع مسيحي في الموصل بل هي حروب بقاء.

وربما لأنهم يتعاملون بعقلية العصابات ما زالوا يعتقدون أن تسجيلات التهديد التي يختارون لها أعضاء أردنيين في التنظيم يمكن أن ترعب الدولة والنَّاس، ولا يدركون أن الدولة تتوقع من هذه العصابة وأمثالها محاولات الاستهداف التي لم تتوقف، وأن هذا الاستهداف من الأسباب الهامة التي جعلت الحرب على الاٍرهاب حربنا كدولة ومواطنين.

عصابة داعش وأمثالها تستغل حالة انعدام الاستقرار في سوريا والعراق، وتستعمل الرعب والإجرام وهذا قد يزرع الخوف لدى الناس لكنه لا يحمي هذه التنظيمات عندما تواجه حرباً حقيقية من دول حازمة وحاسمة في قرارها، وما كانت تقرأه هذه العصابة من حديث عن إجرامها والخوف منها على مواقع التواصل وغيرها لا يعني أنها تحولت إلى قوة عظمى، فكلنا يدرك معادلة الإقليم التي تحمي هذا التنظيم وتغيير هذه المعادلة جزء من الحرب على الاٍرهاب .

أخطأتم الحساب، وارتكبتم الأخطاء مرةً بعد أخرى، واستُهدفت كرامة دول وشعوب قوية في الأردن ومصر، وأعتقدتم أن ما حدث في الموصل أو الرقة انتصارات مع أنها معادلات يعلمها الجميع، وخسرتم حتى من كان لديه فهم خاطىء للنصوص وتعاطف معكم، وأصبحتم أعداءً للناس قبل الحكومات.

نفهم أن التطرّف حالة فكرية ستبقى ما بقيت البشرية، لكن الاٍرهاب تنظيمات يمكن اجتثاثها والقضاء عليها، وعصابة داعش وضعت نفسها في مرمى حرب لا ينفع معها تسجيلات لقتل أسرى أو حرق إنسان أعزل، إنها أبواب جهنم التي لم يعد إغلاقها قرار لعصابة داعش.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة