ما ينقص أصحاب الإبداعات الفردية

في منتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كان الملك سعيدا بابداعات الشباب , وقال عبر صفحة الديوان الملكي الخاصة على «فيس بوك» «كم كنت فخورا عندما تابعت الإنجازات الرائعة لشبابنا الرواد من أبناء وبنات الوطن في المنتدى «.اضافة اعلان

ما ينقص أصحاب الابداعات الفردية , هو رأس المال المبادر أو المخاطر أو الجريء وهو أداة تمويل لم تتعرف إليها مؤسسات التمويل من بنوك وشركات استثمارية أو حتى الصناعية , ليس لأنها غير موجودة , فالفكرة ولدت في خمسينيات القرن الماضي , لكن مؤسسات التمويل لا تريد أن تخاطر ما دامت أدوات مثل الإقراض المضمون برهونات ثابتة تحقق لها أرباحا سهلة.
رأس المال المبادر هو أحد أسباب الانتشار المذهل للتكنولوجيا والمعرفة في أميركا و أوروبا وحجمه في العالم يصل إلى 115 مليار دولار سنويا.
وإن كانت الإصلاحات التي بدات في التعليم قبل أكثر من عقد من الزمن تجسيدا للقناعة بأن التعليم هو قلب الإصلاح والتنمية الإقتصادية ورفع مستوى المعيشة على أساس مبدأ تكافؤ الفرص , قد أصابها عثرات فقد آن الأوان لأن تجد مجددا دعما قويا وبذات الزخم الذي بدأت به لإعادتها الى ألقها الذي نال إعجاب العالم مع بدايتها كما أن الحاجة ماسة لمراجعة طالما أثير الحديث حولها وهي تلك التي تتعلق بأسس القبول في الجامعات بما في ذلك أسلوب وضع قوائم المنح بكل أشكالها.
إن المقاومة الشديدة التي واجهها نشر الحواسيب في المدارس , عام 2001 , قد إنسحبت خجلة , على وقع الإنتشار السريع والمؤثر للإعلام الجديد بكل صنوفه المعتمد كليا على التكنولوجيا , وبينما إحتفظت مدارس قليلة بزخم نشر التكنولوجيا الرقمية وتبنيها, كانت مدارس الأغلبية تتحول الى جزر منقطعة عن هذه العدوى الحميدة , وتحولت مختبرات الحاسوب فيها الى غرف مبردة , كما تحولت كثير من الحواسيب الى ديكور.
عندما بدأ الأردن بنشر الكمبيوتر في المدارس الحكومية, كان الملك عبدالله الثاني يلاحظ الفجوة الهائلة في التعليم مع العالم وأن نظاما تعليميا تقليديا لا ينتج اقتصادا قادرا على المنافسة كما لاحظ كم من الفرص التي تضيع على المتفوقين من أبناء الفقراء لضيق ذات اليد.
ما دامت البنوك ومؤسسات التمويل والشركات لا تفكر في إدخاله كأداة تمويل أساسية لا بد من إنشاء صندوق مشترك بين القطاعين العام والخاص لتمويل الابتكار والأفكار و الاستثمار في الشركات الأردنية المبتدئة.