السبت 2024-12-14 09:33 م
 

مباراة "ملء الفراغ"!

06:29 ص

من الطب?عي أن نرى ال?وم ستاد عمان الدولي ممتلئاً عن آخره بالجمھور الغف?ر، الذي س?حتشد لدعم 'النشامى' في مواجھة عالم?ة مشھودة مع منتخباضافة اعلان

ا?ورغواي العر?ق، المتخم بالنجوم الكبار المشھور?ن. ومن الطب?عي، كذلك، أن تكون شوارع ا?ردن خال?ة؛ إذ س?حبس الجم?ع أنفاسھم أمام شاشات التلفاز،
وھم ?تابعون المباراة، و?راقبون أداء منتخبھم!
ا?ردن?ون ل?سوا استثناءً عن باقي المجتمعات والشعوب، وكرة القدم أصبحت لعبة شعب?ة عالم?ة بامت?از، ترتبط بالمشاعر الوطن?ة، وبالتنافس ب?ن الشعوب
والدول والمجتمعات؛ فھي لم تعد مقتصرة على المستط?ل ا?خضر ومدرجاتھ، بل تجاوزت ذلك إلى الس?اسة والثقافة والرمز?ة الوطن?ة، لدى غالب?ة الشعوب.
إنّما خصوص?ة ھذه المباراة، أردن?اً، تتمثل في أنّھا تعكس مدى التعطش الشعبي والجوع ?ي شيء وطني جامع ?لمّ الناس، و?وحّد مشاعرھم جم?عاً، تحت را?ة
واحدة وغا?ات سام?ة ومصالح مشتركة. وربما ما حقّقھ منتخب النشامى بوصولھ إلى ھذا الملحق، ھو بحد ذاتھ إنجاز مھم، ?ُسجّل لھؤ?ء ا?بطال الذ?ن قاتلوا
حتى وصلوا إلى ھذه المرحلة، فأفرحوا الشعب ووحّدوه، وأججوا مشاعر الفخر وا?عتزاز بالوطن.
المفارقة المدھشة تتمثّل في أنّ ا?ردن??ن ?دركون تماماً أنّ 'النشامى' أمام مھمّة إن لم تكن مستح?لة، فھي في غا?ة الصعوبة؛ في مواجھة فر?ق عالمي بحجم
ا?ورغواي. لكنّھم مع ذلك ?قفون خلف المنتخب، و?ح?ّونھ، و? ?طلبون من ال?عب?ن والجھاز الفني إ?ّ أن ?قدّموا أداءً جم??ً، وروحاً قتال?ة وطن?ة. أمّا تجاوز
ھذه المرحلة إلى البراز?ل، إن حدث، فھو ما ?تجاوز سقف توقعات الجم?ع!
ھذه المشاعر التي نراھا في الشوارع والب?وت والمحافظات، ھي رسالة س?اس?ة مھمة، فحواھا أنّ إ?مان الناس بالھو?ة الوطن?ة الجامعة أكبر من الظواھر
المرض?ة التي بدأت تنتشر في ا?ونة ا?خ?رة؛ من صعود الھو?ات الفرع?ة والجھو?ة، وخطابات الكراھ?ة المتعصبة، والتي امتدت آثارھا إلى العنف الجامعي
والمجتمعي، والتطاول على القانون، وتھش?م ق?مة المواطنة.
الھو?ة الوطن?ة الجامعة متجذرة في قلوب الجم?ع، وھي ا?كثر قوة وتأث?راً من جم?ع الھو?ات الفرع?ة والعصب?ات، التي لم تظھر إ?ّ نت?جة ا?خت??ت التي
حدثت؛ سواء بسبب الشعور بغ?اب العدالة ا?جتماع?ة، أو تحت مطرقة الظروف ا?قتصاد?ة، أو ضعف المشروع الس?اسي، أو الشعور بفقدان العدالة، أو
ا?خت?فات ا??د?ولوج?ة والس?اس?ة والحزب?ة حول سور?ة ومصر والرب?ع العربي، أو الحد?ث عن الفساد والبطالة والفقر، أو أزمات الم?اه والكھرباء..
وسواھا.
توارت الھو?ة الوطن?ة الجامعة، خ?ل ا?عوام الماض?ة، عن ا?نظار، وتراجع حضورھا في المشھد العام، لغ?اب المنجزات الوطن?ة الكبرى، و?فتقادنا
لمشروعات كب?رة تجمع الكل؛ سواء كانت اقتصاد?ة أم تنمو?ة أم س?اس?ة، بل وحتى ثقاف?ة. فما كان ?شاھده الناس ھو إخفاق تلو ا?خر، ونخب س?اس?ة صغ?رة
ضع?فة متصارعة، ورجال دولة عاجزون عن تقد?م نماذج ق?اد?ة ناجحة تحظى بإعجاب واحترام الشارع، وتقود مشروعات وطن?ة كبرى!
'النشامى' ?خوضون ال?وم مباراة 'ملء الفراغ الوطني'؛ فھم ?ذكروننا بأنّ ھذا الوطن الجم?ل ?ستحق مشروعات ناجحة وكب?رة، تصنع ما صنعھ المنتخب.
وھو ?حتاج نخبة وطن?ة كب?رة في تطلعاتھا ورؤ?تھا وآفاقھا، تخلق قصص نجاح حق?ق?ة؛ في ا?قتصاد والتعل?م والثقافة والس?اسة. وما نخشاه ھو أن تذبل ھذه
الروح الوطن?ة التوّاقة ل?نجازات والفخر، بعد ساعات، وتكون مجرد غمامة ص?ف عابرة، أو فزعة خاطفة، أو فرحة خاطفة!
ما نحتاجھ، وربما ما نفتقده، ھو التفك?ر على المدى الطو?ل، والتخط?ط البارد الھادئ المدروس لصناعة ا?نجاز والنجاح وتعز?ز الروح ا??جاب?ة الوطن?ة
الجامعة، في أيّ مجالٍ كان؛ سواء في الكرة، أو التنم?ة، أو الفن، أو الثقافة، أو المبادرات الس?اس?ة أو التعل?م..!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة