الوكيل - وجه مدعي عام محكمة أمن الدولة أخيرا لسبعة متهمين أردنيين، وآخر سوري، تهم الانتساب لعضوية جمعية غير مشروعة (حزب الله اللبناني) بقصد ارتكاب أعمال إرهابية في المملكة، وضد المصالح الأردنية في الخارج، و”المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية”، وحيازة أسلحة أوتوماتيكية وتصنيع مواد متفجرة، وغيرها من تهم.
وحسب لائحة الاتهام، التي رفعها مدعي عام “أمن الدولة” القاضي العسكري العقيد فواز العتوم، الى المحكمة، واطلعت عليها “الغد”، فقد تم تفكيك المجموعة، المتهمة بالارتباط بحزب الله اللبناني، وتضم ثمانية متهمين، أحدهم سوري وفار من وجه العدالة، من قبل دائرة المخابرات العامة، بعد إلقاء القبض على كامل المتهمين الأردنيين منذ شهر أيار (مايو) الماضي، حيث ضبطت بحوزتهم أسلحة أتوماتيكية، ومواد أولية تدخل في صناعة المتفجرات، إضافة الى تقنيات تصوير صغيرة تستخدم في أعمال استخباراتية.
ومن تدقيق أسماء المتهمين الأردنيين، يتبين أن العديد منهم من رجال الأعمال وميسوري الحال.
وأسند المدعي العام العتوم، بعد انتهاء التحقيق مع المتهمين السبعة، عشر تهم هي: (حيازة أسلحة أتوماتيكية بقصد استعمالها على وجه غير مشروع للقيام بأعمال إرهابية، وتصنيع مواد متفجرة بقصد استعمالها في تنفيذ أعمال إرهابية بالاشتراك، والقيام بأعمال إرهابية، والمؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية”.
كما تضمنت التهم “القيام بأعمال من شأنها تعريض المملكة لخطر أعمال عدائية، وتعكير صلاتها بدولة أجنبية، وتقديم أموال بقصد استخدامها لارتكاب عمل إرهابي، وتجنيد أشخاص وتدريبهم للالتحاق بجماعات مسلحة، والانتساب لجمعية غير مشروعة (حزب الله)، بقصد ارتكاب أعمال إرهابية في المملكة، وضد المصالح الأردنية في الخارج، وعدم الإبلاغ عن معلومات ذات صلة بنشاط إرهابي، وحيازة سلاح ناري (مسدس) دون ترخيص قانوني”.
وفي حال ثبوت التهم المسندة للمتهمين، من قبل المحكمة، فإن عقوبتها تصل الى الأشغال الشاقة المؤبدة.
وحسب لائحة الاتهام، فإن تفاصيل هذه القضية تعود للعام 2006، عندما رصد المتهم الأول والرئيسي في القضية، أثناء ذهابه الى عمله، كونه شريكا في مصنع بمنطقة سحاب، مجموعة من الجنود الأميركان، يتنقلون بسيارتهم باتجاه منطقة الموقر.
وبينت اللائحة، وفق 'الغد' “أنه ولعدم رضا المتهم الأول، بوجود جنود أميركان على الأراضي الأردنية، فقد تولدت لديه رغبة بتنفيذ عمل عسكري ضدهم، حيث بدأ بتجنيد واستقطاب باقي المتهمين، الذين تربطهم معه علاقة صداقة، بحكم ترددهم على جميعة مناهضة الصهيونية والعنصرية”.
وتمكن المتهم الأول من “تجنيد ثلاثة متهمين آخرين، أيدوه بقتل الجنود الأميركان، حيث قاموا بمعاينة الطريق، التي يسلكها الجنود عبر تقاطع شارع المطار، باتجاه خريبة السوق، ثم اتفقوا على نقطة تكون أسفل الجسر هناك، مسرحا لتنفيذ العملية وباستخدام أسلحة الكلاشينكوف”.
وتنفيذا للعملية، “فقد اصطحب المتهم الأول المتهمين الثاني والثالث والرابع، الى منطقة ضاحية الرشيد، جانب الكلية العلمية الإسلامية، محضرا معه سلاح كلاشينكوف، وطلب من أصدقائه المتهمين التدريب على الرماية، واستكمالا لتنفيذ العملية فقد اشترى المتهم الأول خمس “كلاشينات” وذخيرة حية، وتم إخفاؤها في منزل المتهم الأول، وبحضور المتهمين تمهيدا لتنفيذ العملية”.
وعزم المتهمون على استخدام مركبة مستأجرة، من مكتب لتأجير السيارات السياحية، واستبدال لوحة أرقامها بلوحة أخرى مزورة لتنفيذ العملية، حيث تمكنوا من انتزاع لوحة أرقام كانت مثبتة على مركبة في منطقة تلاع العلي، ثم قرروا سرقة مركبة أخرى لاستخدامها في العملية، فتوجهوا الى منطقة الجامعة وهم يرتدون الأقنعة، وبحوزتهم مسدس، محاولين سلب مركبة “ديلفري” تعمل في توزيع البيتزا، لكنهم تعاركوا مع السائق، إلا أن الأخير أبدى مقاومة شديدة وتمكن من السيطرة على مركبته، بينما لاذ المتهمون بالفرار، وفق اللائحة.
وأشارت اللائحة الى أنه على إثر هذه المحاولة الفاشلة، قرر المتهم الأول إلحاق المتهمين بدورة لفنون القتال واللياقة البدنية، وأشرك معهم المتهم الثامن، وذلك بعد أن عرض عليه الاشتراك معهم في عمل عسكري ضد الجنود الأميركان، ووافق الأخير على الانضمام والتدرب على فنون القتال.
وبعد الانتهاء من الدورة التدريبية على فنون القتال، اجتمع المتهمون في منزل المتهم الأول، لوضع خطة لتنفيذ العملية العسكرية، لكنهم قرروا استخدام المواد المتفجرة في تنفيذ العملية ضد الجنود الأميركان، بدلا من الأسلحة الأتوماتيكية، “كونها أكثر أمنا بالنسبة للمجموعة وأقل خطورة، مستغلين خبرة المتهم الثامن في تصنيع المتفجرات، فيما زودهم المتهم الأول بالأموال اللازمة لشراء المواد الأولية التي تدخل في صناعة المتفجرات”.
وكان المتهمون، وفق اللائحة، وبعد تصنيعهم لمواد متفجرة، قد أجروا تجارب على تفجيرها في منطقة بشارع الأردن، وكانت ناجحة في المرة الأولى والثانية، بعد إجراء تعديلات على عملية التصنيع الأولى، وذلك بالصعق بواسطة بطاريات وأسلاك، ثم بحثوا عن تقنية لإجراء تفجيرات عن بعد، في تلك الأثناء انضم المتهم الخامس الى الخلية.
ووفق اللائحة، فإنه في العام 2008، وأثناء العدوان الإسرائيلي على غزة، اجتمع المتهمون واتفقوا على تنفيذ عمل عسكري باستخدام المتفجرات على مقهى (ستاربكس) في الصويفية، لاعتقادهم بأن المقهى عائد لشركة صهيونية، كما اقترح المتهم الأول تنفيذ عمل عسكري على السفارة الإسرائيلية، حيث قام المتهمون بمراقبة المقهى، وهم يتنكرون بشعر مستعار، وخلال تلك الفترة غادر المتهم الثامن الى سورية، بينما غادر المتهم الأول والرئيسي في القضية الى الصين، وقام بشراء أجهزة تصوير، وأخرى تنصت، وهي (قداحة تصوير، قلم تصوير، ريموت تصوير، نظارات تصوير، جهاز تنصت وأربعة أجهزة لاسلكي)، واستطاع إدخالها للأردن.
وبينت اللائحة أن المتهم الأول “تمكن خلال العام 2011 من الذهاب الى لبنان، وهناك التقى بشخص يدعى عبدالعزيز، وهو مسؤول في الجهاز الأمني التابع لحزب الله اللبناني، حيث كلفه الحزب بتجنيد المتهم الأول”.
وطلب المسؤول الأمني من المتهم الأول بعد أن أخذ كافة بياناته الشخصية ترشيح أسماء له، مهتمين بالقيام بمثل هذا العمل، حيث رشح له المتهم الأول، كلا من المتهمين الخامس والسادس والسابع، وفق اللائحة.
وأبلغ المسؤول الأمني بعد ذلك المتهم الأول موافقة الحزب على قبول تجنيده، حيث تم تدريب المتهم الأول على استخدام برنامج تشفير الرسائل، كما تم تزويده بـ”إيميل” لكي يقوم بالتواصل مع الحزب بعد عودته الى الأردن.
وأضافت لائحة الاتهام “وبعد عودة المتهم الأول الى الأردن، تم تكليفه بأول مهمة، وهي إنشاء نقطة “بريد ميت”، وذلك بإحضار صندوق ودفنه في منطقة آمنة، ويقوم بتحديد الموقع وتصويره وإرساله عبر الإيميل المشفر الى حزب الله في لبنان”.
وحسب اللائحة، فإن المتهم الأول اشترى ثلاجة رحلات صغيرة، وتوجه الى منطقة العالوك، وبمساعدة المتهم الخامس تمكن من دفن الثلاجة، وتصويرها وإرسال إحداثياتها وتفاصيلها الى حزب الله، من خلال رسائل مشفرة.
وخلال العام 2012 استقبل المتهم الإول “إيميل” من حزب الله، تضمن عدة استفسارات، منها: (هل يوجد متفجرات يمكن إدخالها الى فلسطين، وهل توجد طرق آمنة لتهريب أسلحة الى فلسطين)، وعلى إثر هذه الاستفسارات باشر المتهم الأول والخامس وبمساعدة المتهم الرابع بعمل تصميم وتفصيل وعائين، لهما مداخل ومخارج، تمهيدا لتصنيع المتفجرات، كما تم إحضار أسيد البطاريات وثلج وسماد عشرينات، ثم توجهوا الى مزرعة المتهم الأول في العالوك، وبدأوا بعملية التصنيع للمتفجرات، كما حفروا مخبأ سريا لغايات تدريب المجموعات على الرماية، كما قاموا بعزل البناء لإخفاء الصوت، ثم قاموا بتصوير المخبأ وإرساله الى حزب الله، حسب اللائحة.
وبينت اللائحة أن حزب الله “كلف المتهم الأول بمعاينة الحدود الأردنية الفلسطينية، وبالفعل فقد عاين المتهم الأول والمتهم السادس الحدود من البحر الميت، وحتى العقبة، وقاما بتصوير بعض المشاهد الحدودية، وحواجز التفتيش وإبلاغ حزب الله عن إمكانيات عمليات التهريب الى فلسطين”.
وخلال العام 2013 تلقى المتهم الأول موافقة حزب الله اللبناني على انضمام المتهم السابع الى الحزب، وبناء على هذه الموافقة التقى المتهم الأول بالمتهم السابع، وعرض عليه الانضمام الى حزب الله، فوافق الأخير، وأرسل المتهم الأول لحزب الله التفاصيل الشخصية، عن المتهم السابع، كما تبلغ المتهم الأول بعد مضي فترة زمنية، باعتماد المتهم السابع كضابط ارتباط للحزب، وطلبوا منه أيضا تسليم جهاز “اللابتوب”، الذي يحتوي على التشفير للمتهم السابع، وذلك لإجراء الاتصالات والمتابعة مع حزب الله.
وفي صيف العام 2013، حسب اللائحة، وردت رسالة عبر “الإيميل” من حزب الله اللبناني الى المتهم السابع، يطلبون فيها تدبير أموال ووضعها في نقطة البريد الميت، وعلى ضوء ذلك أبلغ المتهم السابع المتهم الأول، والذي أحضر المال المطلوب، وتوجهوا الى مقبرة سحاب، وهناك قاموا بعمل حفرة ووضع المبلغ فيها، ثم تصويرها وأخذ معلومات عنها، وتولى المتهم السابع إرسال كل المعلومات عن نقطة البريد الميت في مقبرة سحاب الى حزب الله، كما تم تكليف المتهم الأول بشراء شرائح خلوية غير مسجلة، وتم اعتماد مزرعة المتهم الأول في العالوك كمخبأ سري وآمن لحزب الله.
وأنهت اللائحة فصول القضية، بالإشارة الى القبض على المتهمين، من الأول وحتى السابع، حيث ضبط بمنزل المتهم الأول بعد تفتيشه (سلاح كلاشينكوف، ومسدس وذخائر حية، منها 348 طلقة كلاشينكوف، و793 طلقات مسدس، وأعلام لحزب الله اللبناني، وميداليات تحمل شعار حزب الله، وبندقية صيد ومسدس ستار، وكمية ذخيرة لخرطوش، وكاميرا على شكل قلم مزود بذاكرة ومنظار ليلي، وأقراص “سي دي” وفلاشات “ذاكرة” وشعر مستعار، وأشرطة فيديو، وجهازا “لابتوب”، كما ضبط داخل مصنع المتهم الأول 47 حربة عسكرية، صغيرة و43 حربة كبيرة، ومادة على شكل بودرة، لون فضي وقطع معدنية ومواد كيماوية، يعتقد أنها مواد أولية في صناعة المتفجرات.
وبتفتيش منزل المتهم الثاني والرابع تم ضبط أجهزة “لابتوب”، وبتفتيش منزل المتهم الخامس تم ضبط سلاح كلاشينكوف، عدد 2، ومخزنين للسلاح، و171 طلقة لهما، وضبط معه أجهزة تصوير دقيقة، يعتقد أن المتهم الأول أحضرها من الصين.
وحسب اللائحة، فقد قامت دائرة المخابرات العامة بتفتيش منزل المتهم السادس، وضبط بحوزته سلاح كلاشينكوف عدد 2، أما المتهم السابع، الذي كان يلعب دور ضابط الارتباط مع حزب الله اللبناني، فقد ضبط بمنزله مسدس وجهاز “لابتوب” وكاميرا “ديجيتل” بالإضافة الى مجموعة أوراق، مكتوب عليها عناوين إلكترونية، وكلمات مرور عائدة لبرنامج التشفير، كما فرغت المخابرات العامة نقطة البريد الميت، التي أنشاها المتهم الأول في مزرعته بالعالوك”.
وبفحص أجهزة اللابتوب المضبوطة، تبين أنها تحتوي على مجموعة ملفات مشفرة، وبفكها تبين احتواؤها على رسائل تنظيمية، ورسائل تتضمن أخذ الحيطة والحذر، وكيفية الذهاب للمقابلة في بيروت، وطرق تحضير المتفجرات وصنع متفجرات قوية ومدمرة، وموضوعات تتعلق بالأمن والاستخبار، وأمن الاتصالات، وصور لقنابل، وكيفية التفجير عن بعد باستخدام الساعة، وتصنيع كواتم الصوت وتصنيع الكيماوي، وفن التصوير في العمليات الجهادية ونترات اليوريا.
كما تبين أن تلك الأجهزة تحتوي على ملفات مرئية ومسموعة، تتعلق بصنع المتفجرات والتفجير التوقيتي والتفجير عن طريق الهاتف الخلوي.
وأشارت اللائحة الى أنه “بفحص المواد الكيماوية التي تم ضبطها بحوزة المتهمين، تبين أنها تحتوي على مواد أولية، تدخل في صناعة المتفجرات، كما أن تجارب التفجير التي أجراها المتهمون هي تجارب صحيحة”.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو