مذكرات سائح في عمان ( 1 )

عبد الحميد الفريج - كم شعرت بالسعادة عندما وطأت قدماي أرض الأردن الحبيب فهذاالبلد له مكانة خاصة في قلبي . لأسباب كثيرة على رأسها أن شعبها اضافة اعلان

يتميز بعزة النفس والشموخ .

ولكنني كزائر أحببت أن أضع بين أيديكم صفحات من مذكراتي في
أثناء تواجدي في الأردن

شعب يعشق الشكوى

لا تمر ساعة عليك وأنت في الأردن سواء في العاصمة عمان أو في
إربد أو الكرك أو الزرقاء أو حتى في المواقع السياحية كالبتراء وأم
قيس وعجلون ووادي رم إلا وتجد مرحبين بك من أهل البلد الكرام
لدرجة أنك تشعر بأنك مميز أو وزير أو قائد عسكري ..

وقد صار لدي قائمة بأصدقاء وصل عددهم خلال إقامتي التي إمتدت
عشرين يوماً ثلاثون صديقاً منهم كبار موظفي الدولة ومنهم المدراء
العامين والموظفين كبارهم وصغارهم ، ومنهم سائق وسباك وعامل نظافة وحتى بعضاً من موظفي الخطوط الجوية ( رجالاً وإناثاً )

من خلال جلساتي مع كل هؤلاء وجدت عاملاً مشتركاً بينهم جميعاً
وهو الجحود أمام نِعم الله عليهم وكثرة الشكوى من ضيق الحال حتى
أنني شعرت بالإستياء الشديد من هذه الحالة

فحال من قابلتهم فوق المتوسط وحتى متوسطي الدخل يتناوبون على
الشكوى وكلهم يملك سيارة أو سيارتين في بيته أو أكثر وخمسة أجهزة جوال على الأقل ويسكن في أحسن المناطق وفي العطل يذهب بأهله للرحلات ويجلس في المقاهي ويدخن الأرجيلة وكل ذلك له تكاليف أحسست أنا بأنها غالية الثمن ومع ذلك تراه يشكو ........ الله أكبر والعياذ بالله الآن عرفت بأن عقاب الله على جاحد النعمة هي صفة
عامة لديكم ..


زرت من قبل بلاداً مثل مصر الحبيبة ولكن حينما تجد فقيراً يشكو من
ضيق الحال تجده فعلاً لا يملك قوت عياله ... أما هؤلاء شعب الأردن
وأنا أقول كل من صادفته يشكو الفقر وضيق العيش وهو في سعة من
الدنيا لو أحس بها لزاده الله خيراً على خير .. فبالشكر تدوم النعم

يا حكومة الأردن درسوا أولادكم شكر النعمه .. فمن يملك قوت يومه
وحياة مستقرة وسيارة وبيت وجوالات ويشكو .. طخوه .. بالله عليكم سمعت أن الطخ عندكم سهل ...

ملاحظة صغيرة لا ننسى الفئة الفقيرة العفيفة حقاً ولكنها ورب العزة لا تشكو مثل متوسطي الحال أو من هم أعلى ...