مساحيق

تستهويني دعاية مساحيق الغسيل , فجميعها تزيل البقع , وتجعل الثياب أنصع...وثمة سيدة في كل دعاية رشيقة ومبتسمة وتقف أمام غسالة وتبدو عليها مظاهر العجب والاستغراب للنتائج الخطيرة التي ظهرت بعد استعمال المسحوق..اضافة اعلان

أجمل ما في إعلانات مساحيق الغسيل هو الأمهات الجميلات اللواتي يظهرن فيها وابتسامتهن الجميلة..وأنا للعلم ما زلت أذكر أن مسحوق الغسيل الوحيد الذي استوطن قريتي (33) عاما ولم يتغير هو (سيرف الجبار) , ومنظر الأمهات كان واحدا ولم يتغير أيضا...مجرد (طشت غسيل ) بجانبه (بربيش) وبالضرورة وجود سيدة (مفحجة ) وتغسل.
وللعلم في الدعايات الجديدة لمساحيق الغسيل توجد مقارنات غريبة فهناك قطعة قماش بيضاء يتم سكب الزيت عليها ومن ثم غسلها بالمسحوق وبعد ذلك تظهر القطعة بيضاء مثل قلبي تماما....ويظهر صوت أحدهم يقول :-هل لاحظت الفرق سيدتي؟.
لماذا كل مساحيق الغسيل تحمل جملة واحدة وفي كل دعاية وهي :- المسحوق الذي لا تستعصي عليه البقع...هل هذا يعني أن هناك مسحوقا تستعصي عليه البقع ؟....ولماذا دوما يقولون :- يحتوي على حبيبات تتغلغل داخل النسيج الداخلي وتعطيه حنانا.
الغريب في الأمر أن الأمهات اللواتي يظهرن في الدعيات رشيقات وفاتنات وجميلات ولا أظن أن واحدة منهن في حياتها جلست على (طشت) أو على الأقل وضعت (فيش) الغسالة في الكهرباء...وللعلم أتذكر أن واحدة منهن متعددة المواهب فقد شاركت في دعاية (ذو الاجنحة ومانع التسرب) وبعد عامين شاركت في دعاية مسحوق الغسيل.
الثورات العربية أشبه بإعلانات مساحيق الغسيل...تماما فالمساحيق تزيل كل البقع المستعصية والثورات أزالت كل الأنظمة المستعصية...وفي كلتا الحالتين سيدة جميلة تؤدي دورا...في المساحيق هناك ممثلة تغريك وفي الثورات هناك أمريكا....
اشعر أن الأمر يشبه إعلان مساحيق الغسيل...كلها تزيل البقع وكلها تزيل الأنظمة المستعصية....
ولكن سؤالي الذي أود أن أوجهه لشركات الغسيل..هو هل إسرائيل بقعة مستعصية أمام المساحيق وأمام الثورات .